هبة عنايت يتهم عبد الحليم حافظ بالجهل المعرفى
استضاف برنامج "الغرفة المضيئة" بالتليفزيون المصرى عام 1966 ومذيعته ليلى رستم عددا من الفنانين في نواح مختلفة وهم الأديب نجيب محفوظ والمطرب عبد الحليم حافظ والمثال جمال السجينى والشاعر أحمد عبد المعطى حجازى.
ونشرت مجلة صباح الخير عام 1966 مناقشات ضيوف هذه الحلقة وأعاد كتابتها الصحفى هبة عنايت، ودار الحديث حول الالتزام في الفن وصلة الفنون المختلفة ببعضها.
قال عنايت: لا أعلم لماذا التزم كاتبنا نجيب محفوظ الصمت أغلب الوقت وأوجز رأيه في كلمات قليلة فقال (كل إنسان ملتزم، لكن الالتزام يختلف بين قضية شخصية وقضية عامة أو مبدئية، ثم سكت ولم يتكلم مرة أخرى الا عندما أشار إشارة عابرة إلى أزمة الفنون التشكيلية، وأرجع سببها إلى قصر وقت المعارض وعدم انتظامها.
وأضاف عنايت: أما مطربنا الشاب صاحب الصوت الدافئ عبد الحليم حافظ فقد قال كلاما يفهم منه أنه لا يفرق بين الالتزام والإلزام، وعلى هذا فهو لم يحبذ فكرة الالتزام ولم يقبل أن يرتبط بها، مع أنه هو عبد الحليم حافظ من أكثر مطربينا التزاما، ومنذ أن غنى أول أغانيه الوطنية، ولمس مدى إعجاب الناس بها استجاب بذكاء إلى تحمس الجمهور لهذا اللون من الغناء.
وورط عبد الحليم حافظ ورطة كبيرة عندما روى عن ماو تسى تونج أنه جمع الفنانين الصينيين في رحلة حول الصين حيث شاهدوا الفلاحين والعمال وما يبذلوه من جهد فيكفوا بعد ذلك عن الأغانى الحماسية الصاخبة ويقدموا أشياء تريح الأعصاب وتبعث على البهجة.
وأقول من أين جاء عبد الحليم بحكايته هذه، فمن يقرأ الصحف يعرف أن الرئيس ماو والحزب الشيوعى الصينى ومدى تشجيعهم للغناء الحماسى والوطنى.. أن الجهل المعرفى بموضوع ليس عيبا وإنما العيب هو ادعاء المعرفة.
أما جمال السجينى فبدأ كلامه بالهجوم على أبناء مهنته ومن بينهم المدعى والانتهازى الذي يجد في موضوع الالتزام والوطنية والاشتراكية فرصة للوصول إلى الحق ويقول: أنا ضد الالتزام وضد الفن الإعلامي، فالسجينى يكره تردد الأطفال للأناشيد الوطنية في طابور الصباح بالمدارس مؤكدا أن ذلك يفقدهم الذوق، وفى نفس الوقت أعلن إعجابه برأس عبد الحليم حافظ مطالبا بتمثال له.
تدخلت المذيعة ليلى رستم في الحديث وطلبت وضع كلمة انفعال بدلا من كلمة التزام، لأن الالتزام شيء والانفعال شيء آخر.
كتب عنايت في نهاية موضوعه عن البرنامج أن الانطباع العام هو أن الالتزام شيء غير محبب، والناس بالفطرة تخشى ما كتبته، وكنت أتمنى أن يستضيف البرنامج الدكتور زكى نجيب محمود وإحسان عبد القدوس ولطفى الخولى وصلاح جاهين وسعد الدين وهبة وأنه لم يكف مطرب وفنان تشكيلى وأديب صامت لمناقشة هذه الفكرة.