رئيس التحرير
عصام كامل

بعد إفساد محاولات الجمهوريين تصنيفها «جماعة إرهابية».. قصقصة ريش الإخوان في واشنطن.. رئيس المنتدى الإسلامي: الأمن القومي لأمريكا يقضي بضرورة تقويض أدوار التنظيم.. ووقف تمويلها من قطر وتركيا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية



منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن البيت الأبيض يدرس تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، لاقت الفكرة صداما من جانب بعض أعضاء الكونجرس الديمقراطيين مقابل الأصوات المؤيدة لها وبشدة من الجمهوريين، إلى أن تم تجاهل الأمر برمته، وبدأ الجمهوريون في البحث عن سبل بديلة لمواجهة الجماعة الإرهابية، وتقويض أدوارها دون اللجوء لإعلان تصنيفها كجماعة إرهابية.


الدور التخريبي
ورصد معهد «جيت ستون» الأمريكي المتخصص في شئون الجماعات الدينية، الدور التخريبي الذي تقوم به الجماعة في أمريكا، مؤكدا أن جماعة ترفع شعار «الموت في سبيل الله بغيتنا» من غير المنطقي عدم الافتراض بتأييدها للعنف في المجتمع الأمريكي ورغبتها في استبدال الدستور الأمريكي بالقرآن، مشيرا إلى أنها حاولت بالفعل تنفيذ ذلك المخطط في مصر والسعودية، الدولتين اللتين تتمتعان بقادة تقف ضد الأهداف الخبيثة لتلك الجماعة، التي تحاول إعادة زمن الخلافة، وأصبح الكابوس الذي يرعبها أن يتم إعلان تصنيفها كجماعة إرهابية من جانب الولايات المتحدة.

الأمن القومي
المعهد أكد في تقاريره ودراساته أن تصنيف أمريكا لجماعة الإخوان الإرهابية يعد أحد أهم القرارات الضرورية والملحة والمتعلقة باستراتيجية الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، استكمالا للدور الذي قامت به مصر من خلال إعلانها تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، إضافة للرفض الذي تلقاه في دول مثل ليبيا وسوريا والكويت والأردن والعراق واليمن، ومنعهم من المشاركة في الحكومة والإعلام والمنظمات غير الحكومية، بسبب الأيديولوجية التي تتبعها الجماعة من ترهيب للمواطنين ومعاداة للدولة الوطنية.

وفي نفس السياق، أوضح الدكتور زهدي جاسر، رئيس ومؤسس المنتدى الإسلامي الأمريكي للديموقراطية، أن تصنيف جماعة إرهابية يعد الهدف الأكثر وضوحا بالنسبة لاستراتيجية الأمن القومي الأمريكي ومكافحة الإرهاب، في وقت أعلن فيه البيت الأبيض منذ أبريل الماضي، أنه يدرس تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية على خطى مصر والسعودية والإمارات، وهي الدول التي لديها تجربة وفهم مباشر للتهديد الخطير الذي تمثله تلك الجماعة.

محاور العمل
كما أكد «جاسر» أن طريقة عمل جماعة الإخوان الإرهابية ترتكز على أربعة محاور رئيسية هي: التبشير والمشاركة واستخدام العنف والسيطرة الكاملة، لذلك من الحكمة أن تواجه الإدارة الأمريكية تلك الجماعة قبل أن تتمدد داخل المجتمع الأمريكي بكثافة وتظهر قوتها الكاملة، لافتًا إلى أن بعض المتعاطفين مع تلك الجماعة يعتقدون أنها جماعة معتدلة في وقت تشير فيه الأدلة الملموسة إلى خلاف ذلك، ويعد الدعم الأيديولوجي والسياسي من جماعة الإخوان الإرهابية لحركة حماس، أحد فروعها الرئيسية، موثقا ومعترفا به علنا.

ورغم أن حماس أعلنت قطع علاقتها مع الجماعة في 2017، في محاولة منها لتحسين علاقتها مع دول الخليج، إلا أن مراقبين تشككوا في سلامة نيتها من وراء ذلك الأمر، خاصة في ظل استمرار الدعم المادي من جانب الشركات التابعة للإخوان لحماس في إنشاء مكاتب بالولايات المتحدة الأمريكية هدفها الظاهر الدفاع عن القضية الفلسطينية؛ لإخفاء مهامها المتمثلة في دعم التطرف، في وقت يعد السجل الإجرامي لتلك الحركة معروفا للجميع واستغلالها للأطفال كدروع بشرية خلال المناوشات مع الجانب الإسرائيلي.

يوسف القرضاوي
وأشار المعهد إلى أن الشيخ يوسف القرضاوي، الرئيس السابق لما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يعد واحدا من أكبر المحرضين بالجماعة، فبعد ثورة يناير في مصر 2011 دعا إلى التفجيرات الانتحارية والجهاد وتنفيذ العمليات الاستشهادية، وفي أكتوبر 2012 قام الرئيس الراحل والقيادي بجماعة الإخوان الإرهابية محمد مرسي، بدعوة طارق الزمر والشخصيات التي حرضت على اغتيال الرئيس محمد أنور السادات خلال احتفال رسمي، في حين تجاهل التقليد السنوي بدعوة أسرة السادات، ولفت أيضًا إلى نقطة في غاية الأهمية، تتعلق بالتعاون المثير للدهشة بين إيران الشيعية والإخوان السنية، على الرغم من الاختلافات اللاهوتية الواسعة بينهم، وعلى الرغم من ذلك كانت إيران أولى الدول التي اعترضت على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه قد يصنف الإخوان كجماعة إرهابية، ولكن يمكن لأي مراقب أمين أن يرى أن كلا من نظام الملالي والإخوان يكرهان الأنظمة الحضارية ويسعيان لتدميرها، وأكد أنه بعد الجدل حول مسألة تصنيف الإخوان جماعة إرهابية يبقى أمام الولايات المتحدة عدة بدائل لمواجهة خطر الجماعة في العالم، دون التصنيف الشامل الذي يواجه بعض العوائق التي تمنع خروجه إلى النور، أولها التعامل مع الجماعة في كل دولة على حدة، فمثلا في الحالة الواقعة بتصنيف الجماعة إرهابية في مصر والسعودية والإمارات، تقرر واشنطن حظر الجماعة وأفرادها في تلك الدول التي تحظرها وتراها إرهابية.

وعلى الصعيد ذاته، توافق المعهد مع رؤية أعضاء الكونجرس الجمهوريين بأن تطوير آليات السياسة الخارجية لمواجهة الدعم الكاسح من الحكومة القطرية والتركية للجماعة، أحد أهم البدائل الفعالة لمواجهة خطرها، نظرًا لأن الدعم الذي تتلقاه الجماعة من تلك الدولتين هو السبب الرئيسي في بقائها وحفاظها على تواجدها حتى الآن، وبالتزامن أيضا مع مكافحة انتشار الجماعة يقع عبء آخر على واشنطن في رفع الأصوات الإسلامية المعتدلة والحركات الإسلامية الإصلاحية ودعمها وإعلان الدعم الكامل لحركة تجديد الخطاب الديني الجارية في مصر والسعودية.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية