ميركل تشدد في عيد الوحدة على محو الفوارق بين شرق وغرب ألمانيا
توافدت أهم الشخصيات السياسية الألمانية إلى مدينة كيل التي تحتضن هذا العام الذكرى التاسعة والعشرين للوحدة الألمانية. ومن المتوقع أن يشارك نحو نصف مليون شخص في الاحتفالات التي تقام على مدار يومين.
انطلقت اليوم (الخميس التاسع والعشرين من أكتوبر 2019) الاحتفالات الرسمية لإحياء الذكرى التاسعة والعشرين لإعادة الوحدة الألمانية بإشراف من الرئيس فرانك فالتر شتاينماير والمستشارة أنغيلا ميركل ورئيس البرلمان (البوندستاج) فولفجانج شويبله، إضافة إلى رئيس وزراء ولاية شليسفيغ ـ هولشتاين دانييل جونتر التي تحتضن عاصمتها كيل الاحتفالات الرئيسية لهذه السنة.
وقال جونتر إنه يتطلع إلى "يومين رائعين"، موضحا أن الأمر لا يدور حول ذكرى تاريخية فحسب، بل أيضا حول التطلع إلى المستقبل أيضا. ومن المنتظر أن يشارك نحو نصف مليون شخص في الاحتفالات التي ستقام على مدار يومين تحت شعار "الشجاعة تربطنا".
تجدر الإشارة إلى أن هذه المرة الثانية التي تستضيف فيها ولاية شليزفيغ-هولشتاين احتفالات الوحدة الألمانية. وكانت المرة الأولى لها عام 2006.
ميركل: "ما زال هناك الكثير للقيام به"
وقبل الاحتفالات، قالت ميركل في تصريح إذاعي، إنه خلال العقود الثلاثة التي تلت سقوط جدار برلين، تم تحقيق الكثير. ومع ذلك، لا يزال هناك "الكثير للقيام به". وساقت مثالا على ذلك بأن القوة الاقتصادية للولايات الشرقية كانت تعادل 43% من القوة الاقتصادية للولايات الغربية، وقد وصلت هذه النسبة في الوقت الراهن إلى 75% " وهو ما يعني نجاحا عظيما". وأضافت "بخلاف هذا، لا تزال هناك مسافة يجب قطعها، وهكذا الحال في مجالات عديدة".
ورأت ميركل أنه يجب المضي قدما في محو الفوارق بين الشرق والغرب ومن ذلك على سبيل المثال نظام التقاعد. "والمهم من ناحية أخرى هو أن نصيغ المستقبل معا، وهذا يعني التفكير في كل أنحاء ألمانيا حيث توجد فوارق في الأوضاع المعيشية".
واستطردت ميركل:" ولذلك فمن المشاريع العظيمة للحكومة الألمانية خلق ظروف حياتية متساوية في جميع أنحاء ألمانيا بين الريف والمدينة، وبين الشمال والجنوب، وبين الشرق والغرب".
وقالت ميركل إن شعار ولاية شليسفيغ ـ هولشتاين الذي اختارته لاحتفالات الوحدة هذا العام "الشجاعة تربطنا" يُذَكِّر بشجاعة الكثير من الناس في عام 1989 "من أجل أن تصبح الوحدة الألمانية حقيقة واقعة".
وتبنت ميركل وجهة النظر القائلة إنه "لا يتعين التفريق بشكل إجمالي بين الشرق والغرب لأنه يوجد الآن سنوات عديدة من الحياة المشتركة"، مشيرة إلى أن الحكومة شكلت لجنة "الثورة السلمية والوحدة الألمانية" ستتحدث ميركل من خلالها مع المواطنين عن كل ما يربط ويفرق بين شطري البلاد. وتابعت المستشارة:"هذا هو ردنا على الفروق التي لا تزال قائمة وكذلك على الأشياء الكثيرة التي تحققت".
وتحتفل ألمانيا في التاسع من نوفمبر المقبل بالذكرى الثلاثين على انهيار سور برلين كما ستحتفل في الثالث من أكتوبر 2020 بالذكرى الثلاثين على إعادة توحيد شطري البلاد.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل