رئيس التحرير
عصام كامل

الإذاعة والتلفزيون و"حسن الغيطاني"!


فجأة صرخت الإذاعية المعروفة دون مقدمات وقالت: "اتفضل.. هل يرضيك"؟! كانت أسهل طريقة لمعرفة القصة هي قراءة البوست فيس بوكي الذي أرسلته.. وإذ بصاحبه واسمه "حسن الغيطاني" يتخيل أنه ذهب إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون ومعه كرباج ليضرب كل من فيه!


لماذا؟

يقول البوست في السطور التالية ما معناه إن المبنى لا قيمة له، ثم ينطلق صاحبه في وصلة شتائم! شتائم وليست اتهامات! أي ينتقل من القذف إلى السب! وهي بالطبع شتائم مهينة وخارجة وغير مقبولة! والقانون يبيح القذف للمصلحة العامة لكنه لا يقبل بالسب أبدا ويقرر عقوبته بالحبس!

عدت للإذاعية المعروفة وقلت: للأمانة الشديدة لا أعرف أحدا بهذا الاسم.. وربما كان تقصيرا مني.. لكن أشك أيضا في وجوده لأنه لا يمكن لصحفي أن يوقع نفسه في أزمة قانونية هكذا!

بعد عدة أيام ذهبنا ضيفا في برنامج لإعلامية شهيرة جدا وقبل أن يبدأ الحوار باغتتنا: عجبك اللي كتبه "حسن الغيطاني"؟! قررنا البحث عن "حسن الغيطاني" الذي لم نتشرف به من قبل.. فكتبنا الاسم على "جوجل" على أمل أن نجد موضوعات صحفية سابقة منشورة تحمل اسمه.. لكننا وجدنا أخبارا عن بلاغات ضده! إلا أن ولا خبر واحد منها يقول من هو "حسن الغيطاني" وأين يعمل!

كان نص الخبر منقسما إلى موضوعين.. الأول تكليف السيد "حسين زين" للشئون القانونية بالهيئة الوطنية للإعلام بالتقدم ببلاغ.. والثاني استعلام من نقيب الإعلاميين الدكتور "طارق سعدة" إلى نقيب الصحفيين "ضياء رشوان" للتأكد من عضوية "الغيطاني" بنقابة الصحفيين، وطلب الأخير بعض الوقت للتأكد من ذلك على وعد بتحويله للتحقيق أن ثبت عضويته بالنقابة!

إذن من هو "حسن الغيطاني"؟ ونسأل بصدق: زميل عزيز أخطأ وتجاوز أم اسم مستعار؟ على كل حال.. نترك الشكل للحوار الجاري الآن بين نقابتي الإعلام والصحفيين.. أما المضمون فنقف أمامه طويلا.. فلا يمكن لصحفي واع أن يطالب بإخلاء مبنى الإذاعة والتليفزيون وتسريح من فيه والاستفادة به في أعمال أخرى!!

فهذا المنطق -إن كان في الأمر أي منطق- لا علاقة له بالأمن القومي المصري الذي يشكل الإعلام أحد حصونه المنيعة.. والذي نعاني فيه من غياب الاعلام الوطني المسئول وقلعته الكبرى في هذا المبنى.. وفضلا عن رمزيته وكونه مدرسة الإعلام الأولى بالوطن العربي التي تعلم فيه أغلب كوادره.. وهو أيضا المبنى الذي شهد المشاهد كلها من أهم أحداث الستين عاما الأخيرة منذ انطلاقه العام 60!

يعاني أزمة نعم.. لكن مؤسسات كثيرة تعاني.. لا يربح نعم.. ولكن ليس مطلوبا منه أن يربح.. هو مؤسسة ذات دور مثلها مثل الشرطة والمطافي والجيش والثقافة وغيرها.. ولو كل مؤسسة تعاني نتخلص منها ونسرح من فيها فذلك يؤيد دعاوى أخرى بتسريح الزملاء بالصحف القومية!!

فهل هذا معقول؟ قوى مصر الناعمة تقيم بها الشكل؟ ولمصلحة من تقصف أدوات ووسائل الدفاع عن الأمن القومي هكذا؟ المصريون يحتشدون أمام "ماسبيرو زمان" يترحمون على الشاشة النظيفة التي من المستحيل أن نرى عليها ما تخجل منه أي أسرة.. حيث الثقافة والمتعة والتربية والدين الصحيح والإعلام المسئول!

نطالب بوزير للإعلام.. فكيف في نفس الوقت يهدم البعض قلعته الحصينة والتي منها غيرت مصر خريطة المنطقة بالكامل وطردت منها قوى عظمى وبإذاعة احتلت بداخلها مساحة صغيرة لكنها عظيمة الأثر والتأثير اسمها "صوت العرب"؟!
الإذاعة والتليفزيون يحتاجون الدعم.. وورثوا ما لا ذنب لهم فيه.. امنحوهم الفرصة ثم حاسبوهم.
استقيموا يرحمكم الله..
الجريدة الرسمية