بعد هجمات أرامكو.. منعطف جديد في سياسة السعودية تجاه إيران
رغم الإشارات المتعددة على ضلوع إيران في هجمات أرامكو، إلا أن الرياض وواشنطن لم تتخذا أي إجراء انتقامي تجاه طهران. ليس هذا فحسب بل ظهرت مؤشرات للتهدئة وإمكانية قيام حوار، رغم تصريحات وزير الدولة السعودي للشئون الخارجية.
إشارات "التهدئة"
سعى وزير النفط الإيراني لتهدئة التوترات مع السعودية حين وصف نظيره السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، بأنه "صديق منذ ما يزيد على 22 عامًا". كما كان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية قد قال مؤخرًا: إن الرئيس حسن روحاني، تلقى رسالة من الرياض، سلمها له رئيس إحدى الدول (لم يسمه) ولم يذكر أية تفاصيل بشأن ما تضمنته الرسالة، لكنه علق بأن طهران مستعدة للحوار "إذا غيرت الرياض سلوكها في المنطقة."
بدوره حذر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في مقابلة تليفزيونية، من أن أسعار النفط قد ترتفع "إلى مستويات كبيرة لم نرها في حياتنا" إذا لم يتوحد العالم لردع إيران، لكنه عبر عن تفضيله للحل السياسي على العسكري. بيد أن وزير الدولة السعودي للشئون الخارجية عادل الجبير قال في عدة تغريدات إن إعلان إيران عن إرسال المملكة رسائل لروحاني من خلال دول أخرى "أمر غير دقيق".
ويقول حمدان الشهري، المحلل السياسي السعودي، في مقابلة مع DW عربية: إن السياسة السعودية واضحة، "فلو أرادت طهران الدخول في محادثات معنا فيجب أن تتخلى عن إرهابها وعدوانها وتكون بلدًا طبيعيًا لا يصدر ثورته للدول المحيطة به".
ويضع الشهري شروطا للحوار مع طهران منها "أن تغير سلوكها" وأن تكون "مستعدة للاعتذار عما قامتوتقوم به" وإلا "فلا مجال للحوار أو التفاهم". ليس هذا فحسب بل يتهم إيران بأنها لا تحسن إلا "تصدير الأزمات والمشكلات" وتظن أن هذه الأمور ستعود عليها بالنفع لكن في الواقع "من يزرع شرًا يحصد شرًا".
السعودية في موقف صعب
ويرى الدكتور نبيل خوري، الدبلوماسي الأمريكي ونائب السفير الأمريكي في اليمن سابقًا، إن سبب التمهل السعودي في الرد على إيران هو أن واشنطن والرياض لم تعطيا إثباتات أو حقائق موثقة وقاطعة عن مصدر هذه الضربة، "ما يعني أنه إذا لم تثبت أو توثق التهمة على إيران فلا يمكن مهاجمتهاأو الرد عليها رسميًا".
ويضيف خوري في مقابلة له مع DW عربية أن الأمر الثاني هو أنه حتى لو كانت إيران وراء تلك الهجمات فإن "تردد السعودية مرتبط بالمعلومات التي تأتي من المخابرات الأمريكية لأن هذه أقوى وأوثق من ناحية تأكيد معلومة من هذا النوع، وإذا كانت إدارة ترامب لا ترغب في خوض حرب مع إيران فمن الأفضل ألا تثبت هذه التهمة عليها".
لكن حمدان الشهري، الباحث السعودي في العلاقات الدولية، يؤكد أن "التمهل السعودي يرجع لانتظار الرياض لنتائج فريق التحقيق الأممي في الهجمات، حتى يكون هناك صوت دولي يشهد على ما وقع من هجوم وحتى لا يكون هناك أي مجال للمناورة أو الكذب".
ويقول الباحث السعودي إن بلاده بذلك تكون قد رمت بالكرة في ملعب المجتمع الدولي خاصة أن إمدادات الطاقة والنفط العالمية تضررت بسبب الهجوم، مشددا على أن السعودية "ليست بحاجة لمن يدافع عنها لكنها تريد أن يعرف العالم أن ما حدث هو عمل تقف خلفه إيران وأنها وفق كل المواثيق الدولية تحتفظ بحقها في الرد والدفاع عن أراضيها".
سلاح أمريكي متطور.. دون فاعلية!
ووفق ما نشره معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) فإن السعودية هي أكبر مستورد للأسلحة في العالم وتأتي الولايات المتحدة كأكبر مصدر للسلاح لها. لكن ومع هذا القدر الهائل من السلاح والعتاد فشلت تلك المنظومة في منع أو التقليل من تأثير الهجمات الأخيرة.
ويرى الدبلوماسي الأمريكي السابق نبيل خوري أن المشكلة لا تكمن أبدًا في نوع السلاح، "فالسعودية لديها أحدث أنواع الأسلحة الأمريكية وهي لا غبار عليها"، مشيرا إلى وجود ما يصفه بـ" تقصير من الجانب السعودي". وينقل عن مصادر غير رسمية في وزارة الدفاع الأمريكية "بأن المدربين الأمريكيين أبدوا استياءهم من عدم كفاءة الجنود والتقنيين السعوديين".
ويضيف خوري أن "هذه المعدات هي بشكل رئيسي دفاعية وليست لخوض حرب مع إيران لأنه لو كانت هناك حرب لما استطاعت السعودية مواجهة إيران منفردة بهذا السلاح؛ وإذا كانت الهجمات أكبر وأكثر خطورة فإن الولايات المتحدة كانت هي التي ستواجه هذا الهجوم وليس السعودية".
تصدع في التحالف الأمريكي-الخليجي؟
ويرى محللون أن إيران بعد أن تم تضييق الخناق عليها، قررت أن تنتهج سياسة "حافة الهاوية" فأقدمت على مغامرة بتوجيه ضربة إلى السعودية حرصت أشد الحرص على ألا يكون هناك دليل يربطها بها.
وهي استهدفت بذلك، حسب هؤلاء المحللين، توصيل رسالتين الأولى مفادها "لن نعاني وحدنا"، والثانية هي أن يعلم حلفاء الولايات المتحدة في الخليج بأن واشنطن لن تتورط من أجلهم في حرب مع قوة عسكرية بحجم إيران بسبب هجمات غير مرتبطة رسميًا بها، بالتالي فإن دول الخليج ستعاني وحدها دون أي مساندة أمريكية.
وفي هذا السياق يقول حمدان الشهري المحلل السياسي السعودي إن هذا الأمر قد يكون صحيحًا "لكن لن نعتبره تصدعًا وإنما هو إشارة تنبيه لمثل هذه المواقف". ويبدو أن السعودية قد التقطت هذه الرسالة بأن الولايات المتحدة لن تتدخل من أجلها لتحارب إيران وبالتالي أحجمت عن محاولة التصعيد مع طهران، بحسب ما يرى محللون.
أما عن سبب عدم التدخل الأمريكي حتى هذه اللحظة فيقول خوري إن "ترامب لا يريد الحرب ويكرهها، لذا يلجأ لاستراتيجيات إضعاف إيران وإجبارها على إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي والحد من برنامج تطوير الصواريخ الباليسيتية بما لا يصل أبدًا إلى حالة الحرب المباشرة بين البلدين".
ويضيف خوري أن إسقاط طائرة أمريكية دون طيار أو حتى اختطاف سفينة أمريكية بجنودها هي أمور لا تستدعي شن حرب على إيران "لكن هذا لا يعني أن أمريكا ليست مستعدة للدفاع عن السعودية". بيد أن الأمر يترك للإدارة الأمريكية بالشراكة بين البيت الأبيض والبنتاجون "لتحديد ما إذا كان الموضوع جديا ويستدعي دخول حرب من أجله أم لا، وهو ما حدث في حالة الهجمات على السعودية".
سعى وزير النفط الإيراني لتهدئة التوترات مع السعودية حين وصف نظيره السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، بأنه "صديق منذ ما يزيد على 22 عامًا". كما كان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية قد قال مؤخرًا: إن الرئيس حسن روحاني، تلقى رسالة من الرياض، سلمها له رئيس إحدى الدول (لم يسمه) ولم يذكر أية تفاصيل بشأن ما تضمنته الرسالة، لكنه علق بأن طهران مستعدة للحوار "إذا غيرت الرياض سلوكها في المنطقة."
بدوره حذر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في مقابلة تليفزيونية، من أن أسعار النفط قد ترتفع "إلى مستويات كبيرة لم نرها في حياتنا" إذا لم يتوحد العالم لردع إيران، لكنه عبر عن تفضيله للحل السياسي على العسكري. بيد أن وزير الدولة السعودي للشئون الخارجية عادل الجبير قال في عدة تغريدات إن إعلان إيران عن إرسال المملكة رسائل لروحاني من خلال دول أخرى "أمر غير دقيق".
ويقول حمدان الشهري، المحلل السياسي السعودي، في مقابلة مع DW عربية: إن السياسة السعودية واضحة، "فلو أرادت طهران الدخول في محادثات معنا فيجب أن تتخلى عن إرهابها وعدوانها وتكون بلدًا طبيعيًا لا يصدر ثورته للدول المحيطة به".
ويضع الشهري شروطا للحوار مع طهران منها "أن تغير سلوكها" وأن تكون "مستعدة للاعتذار عما قامتوتقوم به" وإلا "فلا مجال للحوار أو التفاهم". ليس هذا فحسب بل يتهم إيران بأنها لا تحسن إلا "تصدير الأزمات والمشكلات" وتظن أن هذه الأمور ستعود عليها بالنفع لكن في الواقع "من يزرع شرًا يحصد شرًا".
السعودية في موقف صعب
ويرى الدكتور نبيل خوري، الدبلوماسي الأمريكي ونائب السفير الأمريكي في اليمن سابقًا، إن سبب التمهل السعودي في الرد على إيران هو أن واشنطن والرياض لم تعطيا إثباتات أو حقائق موثقة وقاطعة عن مصدر هذه الضربة، "ما يعني أنه إذا لم تثبت أو توثق التهمة على إيران فلا يمكن مهاجمتهاأو الرد عليها رسميًا".
ويضيف خوري في مقابلة له مع DW عربية أن الأمر الثاني هو أنه حتى لو كانت إيران وراء تلك الهجمات فإن "تردد السعودية مرتبط بالمعلومات التي تأتي من المخابرات الأمريكية لأن هذه أقوى وأوثق من ناحية تأكيد معلومة من هذا النوع، وإذا كانت إدارة ترامب لا ترغب في خوض حرب مع إيران فمن الأفضل ألا تثبت هذه التهمة عليها".
لكن حمدان الشهري، الباحث السعودي في العلاقات الدولية، يؤكد أن "التمهل السعودي يرجع لانتظار الرياض لنتائج فريق التحقيق الأممي في الهجمات، حتى يكون هناك صوت دولي يشهد على ما وقع من هجوم وحتى لا يكون هناك أي مجال للمناورة أو الكذب".
ويقول الباحث السعودي إن بلاده بذلك تكون قد رمت بالكرة في ملعب المجتمع الدولي خاصة أن إمدادات الطاقة والنفط العالمية تضررت بسبب الهجوم، مشددا على أن السعودية "ليست بحاجة لمن يدافع عنها لكنها تريد أن يعرف العالم أن ما حدث هو عمل تقف خلفه إيران وأنها وفق كل المواثيق الدولية تحتفظ بحقها في الرد والدفاع عن أراضيها".
سلاح أمريكي متطور.. دون فاعلية!
ووفق ما نشره معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) فإن السعودية هي أكبر مستورد للأسلحة في العالم وتأتي الولايات المتحدة كأكبر مصدر للسلاح لها. لكن ومع هذا القدر الهائل من السلاح والعتاد فشلت تلك المنظومة في منع أو التقليل من تأثير الهجمات الأخيرة.
ويرى الدبلوماسي الأمريكي السابق نبيل خوري أن المشكلة لا تكمن أبدًا في نوع السلاح، "فالسعودية لديها أحدث أنواع الأسلحة الأمريكية وهي لا غبار عليها"، مشيرا إلى وجود ما يصفه بـ" تقصير من الجانب السعودي". وينقل عن مصادر غير رسمية في وزارة الدفاع الأمريكية "بأن المدربين الأمريكيين أبدوا استياءهم من عدم كفاءة الجنود والتقنيين السعوديين".
ويضيف خوري أن "هذه المعدات هي بشكل رئيسي دفاعية وليست لخوض حرب مع إيران لأنه لو كانت هناك حرب لما استطاعت السعودية مواجهة إيران منفردة بهذا السلاح؛ وإذا كانت الهجمات أكبر وأكثر خطورة فإن الولايات المتحدة كانت هي التي ستواجه هذا الهجوم وليس السعودية".
تصدع في التحالف الأمريكي-الخليجي؟
ويرى محللون أن إيران بعد أن تم تضييق الخناق عليها، قررت أن تنتهج سياسة "حافة الهاوية" فأقدمت على مغامرة بتوجيه ضربة إلى السعودية حرصت أشد الحرص على ألا يكون هناك دليل يربطها بها.
وهي استهدفت بذلك، حسب هؤلاء المحللين، توصيل رسالتين الأولى مفادها "لن نعاني وحدنا"، والثانية هي أن يعلم حلفاء الولايات المتحدة في الخليج بأن واشنطن لن تتورط من أجلهم في حرب مع قوة عسكرية بحجم إيران بسبب هجمات غير مرتبطة رسميًا بها، بالتالي فإن دول الخليج ستعاني وحدها دون أي مساندة أمريكية.
وفي هذا السياق يقول حمدان الشهري المحلل السياسي السعودي إن هذا الأمر قد يكون صحيحًا "لكن لن نعتبره تصدعًا وإنما هو إشارة تنبيه لمثل هذه المواقف". ويبدو أن السعودية قد التقطت هذه الرسالة بأن الولايات المتحدة لن تتدخل من أجلها لتحارب إيران وبالتالي أحجمت عن محاولة التصعيد مع طهران، بحسب ما يرى محللون.
أما عن سبب عدم التدخل الأمريكي حتى هذه اللحظة فيقول خوري إن "ترامب لا يريد الحرب ويكرهها، لذا يلجأ لاستراتيجيات إضعاف إيران وإجبارها على إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي والحد من برنامج تطوير الصواريخ الباليسيتية بما لا يصل أبدًا إلى حالة الحرب المباشرة بين البلدين".
ويضيف خوري أن إسقاط طائرة أمريكية دون طيار أو حتى اختطاف سفينة أمريكية بجنودها هي أمور لا تستدعي شن حرب على إيران "لكن هذا لا يعني أن أمريكا ليست مستعدة للدفاع عن السعودية". بيد أن الأمر يترك للإدارة الأمريكية بالشراكة بين البيت الأبيض والبنتاجون "لتحديد ما إذا كان الموضوع جديا ويستدعي دخول حرب من أجله أم لا، وهو ما حدث في حالة الهجمات على السعودية".