رئيس التحرير
عصام كامل

معركة الـ 20 عامًا.. حكاية أرملة بوسنية نجحت في إزالة كنيسة بنيت على أرضها

الأرملة البوسنية
الأرملة البوسنية

بعد مرور 20 عامًا، على صراع أرملة بوسنية لاستعادة أرضها التي طردت منها من قبل قوات صرب البوسنة، أمرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، أول أمس الثلاثاء، السلطات في البوسنة بإزالة مبنى شيد على أرض هذه المرأة التي طردت منها وقتلت 22 من أقاربها في بلدة سربرنيتشا القريبة.


معركة الـ20عامًا

أنهت المحكمة الأوروبية الحكم في المعركة القضائية التي استمرت عشرين عاما، وخاضتها السيدة فاتا أورلوفيتش وأفراد اسرتها الذين فروا من مذبحة " سربرنيتشا"

عام 1995، بعد أن عادت إلى قريتها التي استولي عليها صرب البوسنة، ليجدوا كنيسة كبيرة مشيدة على بعد 30 مترًا من الباب الأمامي لمنزلهم.


قرار إزالة

وقالت المحكمة إن على السلطات ضمان إزالة الكنيسة من الأرض في غضون ثلاثة أشهر ودفع 5000 يورو (5500 دولار) لفاتا أورلوفيتش وألفي يورو لثلاثة عشرة من أقاربها كتعويض مالي، بعد أن وجدت المحكمة أن عدم التزام سلطات صرب البوسنه للقرارات الواجبة النفاذ الصادرة بين عامي 1999 و2001 والتي أمرت بإعادة الملكية الكاملة للأراضي أضرت بحقوق الملكية لأسرة أورلوفيتش.

محكمة أوروبية تأمر بإزالة كنيسة في البوسنة شيدت على أرض ناجية من مذبحة سربرنيتشا

وكانت فاتا قالت قبل سابق إنه من المفترض أن تكون حديقتها الأمامية مكان الكنيسة لذلك فهي ترغب في إزالة الكنيسة لتستعيد أرضها من جديد، معلنه أنها لا ترغب في منحها أي أموال فهي ستعمل على تجديد حديقتها من تلقاء نفسها، حتى لو اضطرها الأمر على تفكيك هذه الكنيسة حجرًا حجرًا إذا سمح لها بذلك.

تطهير عرقي

بدأت معاناة فاتا مع من مثلها من المسلمين في تلال شرقي البوسنة في مطلع التسعينيات عندما طردت من قريتها وقتل زوجها و22 من أفراد أسرتها وتحولت إلى لاجئة في عمليات تطهير عرقي خلال عملية عسكرية لصرب البوسنة.

وعندما عادت إلى قرية كونيفيتش بوليي عام ألفين فوجئت بالكنيسة مبنية على أرضها، الأمر الذي يعد من الممارسات الشائعة التي شهدتها عمليات التطهير العرقي خلال الحرب البوسنية، فقد تعرض مواطنو الأعراق الثلاث المسلمون والصرب الكروات للطرد من منازلهم وتدمير رموزهم الدينية.

تهديدات مستمرة

لم يمنع هذه العجوز كبر سنها والتهديدات المستمرة التي تلقتها من الوقوف أو التخلي عن مطلبها لكنها مازالت ثابته على موقفها بوجه كل من يحاول أن يمنعها من استرداد حقوقها، مدافعة عن أرضها قائلة :" إذا أرادوا بناء كنيسة فلتكن على أرضهم وليس أرضي، أحترم جميع الأديان والأمم لكن لا احترم أناسا يبنون على أرضي".

الجريدة الرسمية