رئيس التحرير
عصام كامل

لبنان وتصاعد المعركة الطائفية


حولت المعارك الضارية بين العلويين والسنة في طرابلس، لبنان إلى ساحة للقتال، وجلبت فيها الحرب السورية إلى موطنها الأصلي.

خمسة قتلى و30 جريحا ليل الخميس وصباح الجمعة، وكان ذلك حصاد ستة أيام من القتال بين العلويين (الطائفة الشيعية التي ينتمي إليها بشار الأسد) والمسلحين السنة من باب التبانة.


بدأت المعركة يوم الأحد، حيث بدأ جنود الأسد ومقاتلو حزب الله يصبون غضبهم في بلدة القصير السورية الاستراتيجية - أقل من 50 ميلا بعيدا عن المدينة اللبنانية الشمالية- لطرد المتمردين السنة الذين يحاولون الإطاحة بالأسد.

طرابلس تبدو وكأنها تحولت لساحة لمعركة طائفية.. السنة مقابل العلويين، الذين يدينون بالولاء للأسد والشيعة حلفاء حزب الله اللبناني، وقد تحولت المدينة إلى نزاع بين السنة والشيعة.. حتى الآن يخفي لبنان التعقيدات الخطيرة من جراء سفك الدماء اليومي.

الجيش اللبناني أطلق النار على القناصة (أغلبهم من العلويين والبعض من السنة) ولكن تم قتل ثلاثة من جنوده خلال الـ 36 ساعة الماضية.. فقتل جندي سني برصاص رجل من عائلة سنية في باب التبانة الذي قتل بعد ذلك بالرصاص من قبل الجيش.. فالسنة تقتل السنة.. فلعلنا نحاول أن نفهم هذه المعادلة.

قتل مؤذن مسجد محلي يوم الخميس، وتم قنص فتاة تبلغ من العمر ثلاث سنوات في وقت لاحق.

الدكتور مصطفى علوش، بالإضافة إلى أنه سياسي بارز، فهو طبيب في مستشفى نيني قال: "لقد كان لدينا اشتباكات هنا مرات عديدة، ولكن ليس مثل هذا"، يكمل بغضب شديد: "أين هو الجيش؟ من الذي يبدأ هذا كل يوم أفلا توجد وسيلة سياسية للخروج من ذلك؟!".

ويقول بعض السنة في طرابلس: إنهم ذهبوا للقتال في القصير، وأن العديد ممن لقوا مصرعهم وقاتلوا في طرابلس كان نتيجة انتقامهم من العلويين، وبطبيعة الحال فالجيش اللبناني يتعرض للهجوم لسماح حزب الله اللبناني بعبور الحدود والقتال من أجل الأسد.
نقلا عن صحيفة إندبندنت البريطانية
الجريدة الرسمية