رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ الأزهر يجدد دعمه للقيادة المصرية والقوات المسلحة والشرطة في حربها ضد الإرهاب

فضيلة الإمام الأكبر
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

جدد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، دعمه للقيادة المصرية وللقوات المسلحة والشرطة في معركتها ضد الإرهاب، وذلك بعد التصريحات التي حرفتها له جماعة الإخوان "الإرهابية" مؤخرا وأعادت نشرها من جديد.


وأكد شيخ الأزهر أنه ورجال الأزهر جميعًا يقفون مع أبطال الجيش والشرطة الذين يدفعون أرواحهم ودماءهم يدًا بيد، يساندونهم بسلاح الكلمة والفكر للقضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره.

وأشاد الإمام الطيب، خلال مقال مطول في جريدة صوت "الأزهر" بجهود قواتنا المسلحة وشرطتنا المصرية وتضحيات جنودنا البواسل في معركتهم المستمرة ضد الإرهاب، والتي كان آخرها العمليات والمداهمات التي استهدفت أوكار التنظيمات الإرهابية، وأدت إلى تدمير هذه البؤر وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات، كما نعى فضيلته استشهاد أبطال مصر البواسل من أبنائنا الجنود والضباط أثناء هذه العمليات، ليسطروا بدمهم الطاهر صفحة جديدة في تاريخ مواجهات جماعات الإرهاب الأسود، وليجددوا العهد في التضحية والتفاني في الحفاظ على تراب وطننا الحبيب.

وقال "إن شهداء اليوم هم امتداد لشهداء الأمس الأبرار الذين نترحم عليهم جميعًا في ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، في تأكيد على أن أبناء هذا الشعب كانوا ومازالوا يضحَّوْن بدمائهم من أجل نُصرة الحق والوطن".

وتقدم الإمام الطيب لمصر - رئيسًا وجيشًا وحكومةً وشعبًا - بخالص التهنئة، وبالدعاء إلى الله تعالى أنْ يأخذ بأيدينا، وأنْ يُوفِّقنا لفتح باب الأمل أمام المواطنين لتحقيق طموحاتهم وتطلُّعاتهم لمستقبلٍ واعدٍ - إن شاء الله - ينعم فيه الجميع بالخير والرخاء والازدهار.

كما شدد على أن الله ورسوله والدين الإسلامي والأديان كلها براء من الجماعات الإرهابية الجبانة، التي تستهدف عمدًا تشويه صورة الإسلام من خلال ترويع الآمنين وبث الخوف في قلوب الأبرياء، وربط الإسلام بالعنف والإرهاب، وتبرر استخدام القتل بما يخدم مصالحها الخبيثة، والله يعلم سوء تدبيرهم وسيكفي الآمنين شرور مكايدهم.

وأكد شيخ الأزهر أن هذه التجهيزات والأسلحة المضبوطة تكشف نوايا الخسة والغدر والخيانة للجماعات الإرهابية والداعمين لها، وتبين ضرورة تلاحم جميع المصريين مع جيشهم ومؤسساتهم الوطنية لمواجهة هذا الخطر الذي يستهدفهم جميعًا دون استثناء، والتصدي لمحاولات التشكيك التي تهدف لزعزعة استقرار الوطن، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لمحاربة الإرهاب الذي يستهدف الإنسانية كلها ولن يقف على حدود دولة أو يفرق بين دين ودين أو إنسان وآخر.

وقال الإمام، "إن الأيام تمر وتبقى ذكرى نصر أكتوبر المجيد خالدة في فكر وعقل جميع أبناء الأمة العربية والإسلامية، فهى ذكرى تتخلد فيها معانى العزة والكرامة، وما أحوجنا أن نستحضر منها معانيها الجليلة لنواجه بروح السادس من أكتوبر التحديات الماثلة أمامنا لنحقق انتصارات حياتية في معارك التنمية والتعليم والإدارة والنهوض والتقدم، وما أحوجنا أن نستلهم ذكرى حرب أكتوبر المجيدة لنعيد أمجاد الأمة لسالف عهدها مما يتطلب استنهاض الهمم والعزيمة وشحذ الإرادة في أبناء الأمة، لنكون على قلب رجل واحد، لأن تلك الذكرى المجيدة قد تحققت حينما اجتمع المصريون على قلب رجل واحد".

وأضاف الإمام الطيب إن طيور الظلام التي تتربص بمصر لن ترضى لها التقدم، مما يُوجب علينا تفويت الفرصة أمام أعدائنا، فالخطر داهم، لكن إرادة المصريين وعزيمتهم تلين لها الجبال، وهذا ما نعول ونراهن عليه دائمًا والتاريخ خير شاهد على ذلك.

وأكد الإمام الأكبر أن حرب أكتوبر المجيدة توضح لنا وللعالم أجمع أنَّ مصر صخرة صلبة ينكسر عليها كل من يريد المساس بأمن وطننا العزيز واستقراره، والدفاع عن أرضنا من أي اعتداءات إنما هو واجب وطنى مترسخ في أذهان قواتنا المسلحة وكل مواطن ذاق خيرات هذه الأرض الغالية.

وشدد شيخ الأزهر على أن الجيش المصرى العظيم كان ولا يزال الدرع الواقى والحارس الأمين لمصر في السلم والحرب، فقد ضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء في معركة أكتوبر، والآن يخوض حربًا أخرى لا تقل ضراوة ضد قوى التطرف والإرهاب.

ودعا الإمام الطيب بهذه المناسبة جموع الشعب المصرى بجميع فئاته وطوائفه، الوقوف بجانب قواتنا المسلحة في حربها ضد الإرهاب، من أجل استقرار مصرنا وحفظًا لأمنها، وأن يستلهموا روح أكتوبر في العمل بإخلاص وتفانٍ من أجل رفعة هذا الوطن وتقدمه، مشيرًا إلى أن التاريخ خير شاهد على أن شيوخ الأزهر وعلماءه لم يكونوا بمنأى عن هذه الحرب؛ إنما كانوا في مقدمة الصفوف، والتاريخ يوثِّق كفاح علماء الأزهر ضد المستعمرين والطغاة على مرّ العصور.
الجريدة الرسمية