اللقطة المفجعة.. 19 عاما على استشهاد محمد الدرة (فيديو وصور)
19 عامًا مرت على استشهاد رمز الكرامة والعزة الفلسطينية، الطفل محمد الدرة وهو بين أحضان والده الذي التقطت كاميرات العالم صوره وهو بين جناحي أبيه الذي حاول أن ينذر قوات الاحتلال والتلويح بيده ليتوقفوا عن إطلاق النار لحماية صغيره ولكن دون جدوى.
الانتفاضة الثانية
ليس الفلسطينيون وحدهم الذين يحيون ذكرى استشهاد الدرة التي يصادف اليوم مرور 19 عامًا على رحيله، وإنما العالم أجمع يحيي ذكراه بمرارة لأن التاريخ سيظل يذكر المشهد المروع لاستشهاده الذي أبكى العالم، والذي وقع بعد يومين على اندلاع شرارة الانتفاضة الثانية في عام 2000.
وقعت الحادثة في 30 سبتمبر عام 2000، في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى، وسط احتجاجات امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية. والتقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2 مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر اثنتي عشرة سنة، خلف برميل إسمنتي، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية.
اللقطة المفجعة
وعرضت هذه اللقطة المفجعة التي استمرت لأكثر من دقيقة، مشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، ونحيب الصبي، وإشارة الأب لمطلقي النيران بالتوقف، وسط إطلاق وابل من النار والغبار، وبعد ذلك ركود الصبي على ساقي أبيه، وبعد تسع وخمسين ثانية من البث المبدئي للمشهد في فرنسا، بتعليق صوتي من رئيس مكتب فرنسا 2 بإسرائيل، شارل إندرلان، الذي لم يشاهد الحادث بنفسه، ولكنه اطلع على كافة المعلومات المتعلقة به، من المصور عبر الهاتف، أخبر إندرلان المشاهدين أن محمد الدرة ووالده كانا هدف القوات الإسرائيلية من إطلاق النيران، وأن الطفل قتل.
وولد محمد الدرة في 22 نوفمبر 1988 في مخيم البريج بغزة، واجه جمال الدرة إغلاق الحدود يوم الحادث بسبب التوتر الذي كان سائدًا، كان محمد عائدًا من مدرسته بسبب إغلاقها في يوم الاحتجاجات، ووقع الأب والطفل في منتصف الطريق خلال الاشتباكات، وكان السبب الرئيسي لاندلاع الانتفاضة دخول شارون إلى باحة المسجد الأقصى، قد تجمهر جموع المصلين، قد استشهد 7 فلسطينيين، وجُرح 250، وأُصيب 13 جنديا إسرائيليا وكانت هذه بداية أعمال الانتفاضة التي استمرت لقرابة خمس سنوات.
ومن أبرز النتائج أن إسرائيل واجهت انعدام الأمن وركود السياحة واغتيال وزير السياحة الإسرائيلي بسبب العمليات الاستشهادية، ومقتل قائد وحدة الهبوط المظلي الإسرائيلي الكوماندوز في معركة مخيم جنين، سقوط اقتصاد الكيان الصهيوني، انكسار الروح المعنوية لجيش الاحتلال وسقوط أسطورة الجيش الذي لا يهزم، بالانسحاب من قطاع غزة.
تنصل صهيوني
في بادىء الأمر، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلية تحملها المسئولية، كما أبدت إسرائيل في البداية، أسفها لمقتل الصبي، ولكنها كعادتها تنصلت وتراجعت عن ذلك، عندما أشارت تحريات الاحتلال زعمًا أنه ربما لم يطلق جيش الصهاينة النيران على الدرة، وعلى الأرجح أن الفتى قتل برصاص القوات الفلسطينية.