رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا لو..


* ماذا لو ظلت كتلة ٣٠ يونيو تحيط بالرئيس حتى الآن؟ هذه الكتلة التي مثلت كل شرائح الشعب (مطروح منها الإخوان) كانت قد وجدت ضالتها في السيسي، مخلصًا لها من حكم الجماعة، وعارفًا بمعاناتها طوال عقود، لم تعد الكتلة متماسكة كما كانت، فقد جنح نفر منها إلى المعارضة، ونفر آخر وصل جنوحه إلى حد التحريض، ألا يقتضي الحال معرفة أسباب هذا الجنوح؟ وهل يعيب أحد المسئولين الجلوس مع هؤلاء النفر والاستماع إليهم لعله يجد لديهم ما ينفع، أو يقنعهم بما لديه؟


استمعت إلى الرئيس في إفطار الأسرة المصرية رمضان قبل الماضي وهو يطلب من المعارضة أو غيرها المشاركة في وضع حلول لقضايا تهم الوطن والمواطن، ويومها قال الرئيس: "من يمتلك حلولًا عليه بتقديمها وسوف نساعده في تنفيذها"، لقد أصبح الجلوس مع من خرجوا من كتلة ٣٠ يونيو حتميًا من قبل مؤسسات الدولة حتى لا تتسع الفجوة.

* ماذا لو أفرجت الدولة عن شباب لا ينتمي لفصيل، ولم يدفعه للمشاركة في مظاهرات سوى ضغوط مادية ؟ لقد بادر الرئيس من قبل وأفرج عن آلاف الشباب الذين لم تتلوث أياديهم بالدماء، فعادوا إلى نسيج المجتمع والتفوا حول قيادتهم، ففي غيبة التوعية التي طالما طالب بها الرئيس.. يصبح العفو عن الشباب مبررًا.

* ماذا لو اختفى المتلونون من المشهد؟ فهؤلاء والذي سمح باستمرارهم أشد خطرًا على الدولة من المتآمرين عليها، وظهور المتلون الذي قفز من مركب نظام ليلتحق بآخر بمثابة لص يخرج لسانه لمن سرقه، المتلونون فقدوا المصداقية، والتعويل عليهم جريمة، وعداء للمواطن وخيانة للنظام.

* ماذا لو نحينا المسئولين عن الإعلام طوال السنوات الخمس السابقة جانبًا، وعهدنا بالمسئولية لآخرين ولو على سبيل التجريب، ليس تشكيكًا في وطنيتهم.. لكنه التغيير الذي يحمل جديدًا، فإن كان الجديد أفضل.. استمر، وإن كان أسوأ.. أعدنا من نحيناهم.

* ماذا لو رفعنا سقف الحرية في الإعلام ليساهم في عملية البناء، ويعود عينًا للحكومة على المواطن، وعينًا للمواطن على أداء الحكومة؟ شريطة أن تكون الحرية مسئولة، وممارسها يدرك أننا في حالة حرب.

* ماذا لو استبدلنا الهاوي بالمحترف؟ وصاحب الهوى بالمستغني؟

* ماذا لو توقفنا عن المزايدة على حب الوطن والخوف عليه وإلقاء التهم جزافًا وتخوين بعضنا للبعض؟

* ماذا لو قرأنا هذا المقال بتعقل وروية دون مزايدة لأننا جميعًا في مركب واحد؟
besherhassan7@gmail.com
الجريدة الرسمية