رئيس التحرير
عصام كامل

القصة الكاملة لقضية الطفلة جنة.. الحفيدة تدفع ضريبة انفصال الأبوين وجدتها تعذبها حتى الموت.. مطالب بتنظيم حملات توعية لأهالي المنفصلين.. شيخ الأزهر يتكفل بعلاج شقيقتها.. وأول تحرك برلماني ضد الجناة

فيتو

أصبحت واقعة تعذيب الطفلة جنة على يد جدتها للأم حديث الساعة، خاصة بعد وفاة الطفلة متأثرة بالحروق وطرق التعذيب الوحشية التي تلقتها على يد جدتها، لتشعل تلك القضية مواقع التواصل الاجتماعي والرأي العام.


وعلى الرغم من أن عمرها لا يتخطى الـ 5 أعوام، إلا أنه لم يكن شفيعا لها عند جدتها لرحمتها، بل عاقبتها على تبولها اللاإرادي ما تسبب في بتر ساقها اليسرى من أعلى الركبة، ولم يكن ذلك التعذيب هو الأول من نوعه، بل تعرضت الطفلة للكثير من التعذيب على يد جدتها بعد انفصال الأب والأم، ولم تكن الطفلة جنة هي من تعرضت فقط للتعذيب، بل شقيقتها أماني أيضا.

وترصد "فيتو" آخر التطورات والأحداث التي طرأت من تفاصيل جديدة حول قضية تعذيب الطفلة جنة، وشقيقتها.

تقرير الطب الشرعي
في البداية جاء تقرير الطب الشرعي الأولى حول أسباب وفاة الطفلة جنة محمد سمير حافظ، ضحية الكي والتعذيب على يد جدتها للأم بالدقهلية، والذي أكد أن سبب الوفاة هو تسمم بالدم.

وجاء بتقرير الطبيب الشرعي أنه بالانتقال لمشرحة مستشفى المنصورة الدولي لفحص جثة المجني عليها جنة أن سبب الوفاة حروق نارية بالجسم أدت إلى حدوث صدمة تسممية بالدم وهبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية والوفاة.

وبتوقيع الكشف الطبي على الطفلة، تبينت إصابتها بجلطة بالطرف السفلي الأيسر، وسحجات واعتداء بالظهر والبطن وحروق، ما استدعى التدخل وبتر الساق خلال جراحة أجريت الأربعاء الماضي، نتيجة التعذيب وتركها فترة طويلة دون علاج.

وكشفت التحريات عن أن والدي الطفلة كفيفان وانفصلا منذ ٤ سنوات، وانتقلت وشقيقتها الكبرى للعيش مع والدة الأم بحكم قضائي، وتمكن ضباط المباحث من ضبط الجدة المتهمة.

وأصدر قاضي المعارضات قرارا بإخلاء سبيلها، إلا أن النيابة العامة استأنفت على القرار، وتم تجديد حبسها ١٥ يوما على ذمة التحقيقات.

حملات توعية لأهالي الأطفال المنفصلين
استنكرت الدكتورة منال العبسي، رئيس اللجنة النوعية للمرأة والطفل بحزب الوفد، ورئيس الجمعية العمومية لنساء مصر، ما تعرضت له الطفلة "جنة محمد سمير"، التي وافتها المنية بعد تعرضها للتعذيب على يد جدتها وإصابتها بكدمات وحروق متفرقة بمختلف الجسم وبمنطقة الحوض حول الأعضاء التناسلية.

وطالبت منال العبسي، بضرورة تفعيل حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء المؤتمر الوطني للشباب في دورته السادسة، بشأن وجود مراكز تأهيل وتدريب الشباب المقبلين على الزواج، لمواجهة حالات الانفصال والطلاق والحفاظ على كيان الأسرة بجميع أفرادها آمنة ومستقرة.

وأوضحت أنه لا بدّ من أن تكون هناك حملات توعوية لأهالي المنفصلين، بضرورة الحفاظ على أحفادهم وعدم استغلالهم في أعمال لا تتناسب مع أعمارهم، أو التعدي عليهم جسديا أو لفظيا، حتى لا يتعرضون للعقوبات، وذلك من خلال ضوابط اجتماعية ونفسية يقوم بها أساتذة علم النفس وعلماء الدين وخبراء القانون.

"التضامن" تصرف 500 جنيه مساعدة لوالد الطفلة جنة

أول تحرك برلماني ضد الجناة
وجه رضا البلتاجي، عضو مجلس النواب، طلب إحاطة لرئيس الحكومة، ووزراء الداخلية والتضامن والأوقاف، حول واقعة وفاة الطفلة جنى "ضحية التعذيب" بمحافظة الدقهلية.

وأشار النائب، إلى أن الطفلة لم تستمتع بالحياة غير في بطن أمها، ومنذ ولادتها وهي تعاني أشد المعاناة، متسائلا: ماذا فعلت هذه الطفلة لكي تعاني كل هذه المعاناة؟

وشدد البلتاجي، على ضرورة توقيع أقصى العقوبة على مرتكبي هذه الجريمة، مطالبا بضرورة اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية الأطفال لمنع تكرار مثل هذه الأحداث.

وطالب عضو مجلس النواب، بأهمية العمل على مواجهة هذه الأفعال من خلال التوعية الدينية والتثقيف الأسري.

دور رعاية
وحول شقيقة الطفلة جنة "أماني"، قررت النيابة العامة إيداع الطفلة أماني محمد سمير حافظ، بإحدى دور الرعاية التابعة للشئون الاجتماعية وفقا لتصريحات محامي الطفلتين.

الطيب يعلن بتكفل شقيقة الضحية
وأعلن فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، تكفله بحالة الطفلة "أماني" البالغة من العمر 6 سنوات، شقيقة الطفلة "جنة" التي توفيت نتيجة تعرضها للتعذيب، حيث تكفل فضيلته بعلاجها طبيًا ونفسيًا وتعليمها وتحمل كافة نفقاتها.

وكان الإمام الأكبر قد علق على الجريمة البشعة بحق الطفلة جنة، قائلًا: "تألمت كثيرًا بعد سماع ما ارتكب من جريمة وحشية بحق الطفلة البريئة "جنة"، تلك الطفلة الملائكية التي تحملت ويلات العذاب على يد من أوكلوا برعايتها، فما تعرضت له من حرق وتعذيب هو فاجعة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى".

وتابع فضيلته: "الآن صعدت روحها البريئة إلى بارئها تشكو ما حل بها من ألم وعذاب في غفلة منا جميعا، ما حدث للطفلة جنة يضعنا جميعًا أمام مسئولياتنا تجاه أطفالنا وأبنائنا، ولنعلم جميعا أننا محاسبون أمام الله عليهم، وأطالب بتوقيع أقصى العقوبة القانونية على من سولت له نفسه المريضة ارتكاب هذه الجريمة الوحشية، وأدعو الله أن يحفظ أبناءنا من كل مكروه وسوء".
الجريدة الرسمية