رئيس التحرير
عصام كامل

الديهي و"كابوس" أردوغان!


لن ينام "أردوغان" الليلة ومن المؤكد أنه لم ينم ليلة أمس.. والسبب خبطة إعلامية كبيرة حققها صديقنا العزيز الإعلامي اللامع "نشأت الديهي".. الذي أجرى حوارا مع عدو "أردوغان" اللدود "فتح الله جولن".. ليس مهما كيف ومتى أجرى الحوار.. في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة أو بعدها أو قبلها.. المهم أنه أجراه.. إذ إن إجراء الحوار في ذاته تغير نوعي في أداء الإعلام المصري، ينتقل من حالة "رد الفعل" إلى "الفعل"، ومن حالة "دفع الضرر" إلى "تصدير الضرر" و"إحداث الصدمة"!


إن حدث كل ذلك مع شخصية مرتبكة مهتزة من داخلها يعاني صاحبها من أزمات مركبة وسياسات خاطئة وتناقضات مذهلة ك"أردوغان" فهو قطعا لن ينام الليلة!

"أردوغان" عاقب ليس فقط أتباع "فتح الله جولن" السياسي التركي الشهير، ولا مؤيديه بغير انتماء تنظيمي، ولا حتى المتعاطفين من بعيد.. إنما "أردوغان" عاقب بالاعتقال أو بالفصل من العمل والتشريد كل من التقى "فتح الله جولن" في يوم من الأيام لأي سبب كان، وفي أي مكان كان حتى لو كان خارج تركيا!

قبل أيام كتبنا على بوابة "فيتو" بعنوان "أهلا بالمعارضة التركية بالقاهرة"، وقبل عامين كتبنا بالوطن "كيف سيتفاوض السيسي مع أردوغان"، وفي كليهما تحدثنا عن ضرورة امتلاك أوراق ضغط ضد تركيا و"أردوغان"، وأنه لن يفل الحديد إلا الحديد، وأن هناك من البشر من لا يقدرون الأدب ولا المثالية في التعامل.. ولا يستحقون إلا تهشيم الرءوس! وما فعله "الديهي" يمنح الأمل في اتباع نهج سياسي وإعلامي مختلف ضد أردوغان وضد كل اعداء مصر..

ربما وصلنا إلى ما طالبنا به من قناة ناطقة بالتركية تخاطب الشعب التركي، وتفتح ملفات عديدة هناك، والتي بلغ في أحدها حاصل المذابح التي يتعرض لها حزب العمال الكردستاني وحده _ وحده _ إلى 45 ألف قتيل وجريح!

ما فعله "الديهي" يجب أن يستمر.. عندئذ سنرى "أردوغان" آخر.. ومعارضة في تركيا سيتجدد أملها بعد أن وجدت من يدعمها، وشعب مغلوب على أمره ستتجه أنظاره -وقد تنفس الصعداء- إلى القاهرة!
الجريدة الرسمية