"عجز المعلمين أزمة كل عام".. التعاقد مع 36 ألف معلم العام الماضي.. تفاقم الأزمة في مدارس اللغات ورياض الأطفال.. المدارس تحتاج إلى 50 ألف معلم.. و"الوزراء" يوافق على التعاقدات وتبادل المعلمين مع الأزهر
مع بدء انطلاق العام الدراسي الجديد 2019-2020، اشتكى عدد كبير من أولياء الأمور عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، من وجود عجز شديد في المدرسين بالمدارس الحكومية والخاصة واللغات وعدم جاهزية المدارس لبدء العام الدراسي الجديد، وطالبوا وزارة التربية والتعليم بحل هذه المشكلة بعد استعانتها العام الدراسي الماضي 2018 / 2019 بـ36 ألف معلم من خلال التعاقدات المؤقتة.
غضب أولياء الأمور
وعلى الرغم من أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني من إعلان جاهزية جميع المدارس على كافة المستويات لبدء العام الدراسي الجديد وانطلاقه مبكرا بالنسبة لطلاب مرحلة رياض الأطفال والصفين الأول والثاني الابتدائي إلا أن أولياء أمور الطلاب أكدوا أنه مع بدء العام الدراسي الجديد لم يتلقَ أبناؤهم الحصص الخاصة بهم في مواد اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية؛ وذلك لعدم توافر مدرسين بمرحلة رياض الأطفال والابتدائي والإعدادي.
وقالت سهام سعيد، والدة طالب بالصف الثاني الإعدادي، إنه منذ بدء العام الدراسي لم يدخل معلم لمادة اللغة العربية؛ وذلك لأن مدرس اللغة العربية الذي من المقرر أن يقوم بالتدريس في ذلك الفصل يعاني ظروفا صحية.
70 طالبا في الفصل
فيما أكدت إنجي الطيب، إحدى أولياء الأمور، أن عجز المدرسين هذا العام أصبح كبيرا وملحوظا والمشكلة تكمن في الكثافة الطلابية العالية، فيصل عدد الطلاب في الفصل الواحد لـ 70 طالبا، مستنكرة بدء العام الدراسي الجديد مبكرا على الرغم من وجود عجز في المدارس.
"تأخر تسليم الكتب.. أزمة كل عام مع انطلاق الدراسة"
ووفقا لقاعدة البيانات الخاصة بالمعلمين والتي أعدتها الإدارة العامة للإحصاء بديوان عام الوزارة، فإنه يوجد مليون و23 ألفًا و833 معلما ومعلمة منهم 49 ألفا و888 معلما ومعلمة في مرحلة ما قبل الابتدائي (رياض الأطفال) و435 ألفا و912 معلمًا ومعلمة بالمرحلة الابتدائية، و8214 بالتعليم المجتمعي، 263 ألفا و324 بالتعليم الإعدادي، و106 آلاف و887 بالتعليم الثانوي العام والباقي موزع على الثانوي الفني بنوعياته المختلفة.
50 ألف معلم
وكشفت مصادر خاصة بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أنه يوجد عجز بالمدارس خاصة بمرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، ولسد هذا العجز لا بد من توافر 50 ألف معلم على الأقل لسد العجز، فيوجد نحو 53 ألف مدرسة على مستوى الجمهورية ما بين الحكومي والخاص، نحو 23 مليون طالب وطالبة على مستوى جميع المراحل التعليمية المختلفة.
الاستعانة بمدرسي المدارس الخاصة
وأكد أشرف سلومة، مدير عام إدارة الهرم التعليمية، أن الإدارة تعاني مثل باقي الإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية من مشكلة العجز في أعداد المعلمين.
وقال "سلومة"، إنه تم اتخاذ مجموعة من التدابير الاستباقية من قبل الإدارة من أجل وضع حلول لمشكلة العجز في المعلمين لحين الانتهاء من سد العجز عن طريق التعاقدات المؤقتة.
وأشار إلى أنه بعد أخذ موافقة مجلس أمناء الإدارة وعقد لقاءات مع ممثلي المدارس الخاصة بالهرم تم الاتفاق على الاستعانة بمعلمين من المدارس الخاصة على سبيل الإعارة لمدة يوم أو يومين بحسب المتاح للعمل بالمدارس الحكومية في تلك الفترة كنوع من المشاركة بين المدارس الخاصة والحكومية ودون المساس بحقوق الطلاب في المدارس الخاصة.
وأوضح أن اللجوء لمعلمي المدارس الخاصة لأنهم ذوي خبرة ولديهم سجل عمل في التدريس كحل مقدم على الاستعانة بخريجي الخدمة العامة.
ليس ذلك فقط بل تسعى وزارة التربية والتعليم لمواجهة أزمة العجز في المعلمين مع ارتفاع أعداد المدارس، حيث انتهت الوزارة من تحديد الأماكن التي تعاني عجزًا في المعلمين والأماكن التي تعاني زيادة، وأعدت خريطة للمدارس في كل أنحاء الجمهورية لمعرفة العجز، وتحديده فعليا، وتسعى الوزارة للتعامل مع هذه المشكلة حسب خصوصية كل محافظة وظروفها الجغرافية.
التعاقدات المؤقتة
وكانت وزارة التربية والتعليم قد استعانت العام الدراسي الماضي 2018 / 2019 بـ 36 ألف معلم من خلال العقود المؤقتة لسد العجز في المدارس في مسابقة أجريت خلالها اختبارات شاقة للمعلمين المتقدمين، كما قدمت لهم التدريبات اللازمة إلا أن الوزارة أنهت تعاقداتهم مع انتهاء العام الدراسي.
وبحسب الدكتور محمد عمر، نائب وزير التعليم لشئون المعلمين، فإن الوزارة حصلت على موافقة مسبقة من رئيس مجلس الوزراء بإجراء تعاقدات مؤقتة، بعد استغلال الزيادة الموجودة، وأن الوزارة اتفقت مع الأزهر بتبادل المعلمين لسد العجز من الناحيتين، ويتم تدريب المعلمين على هذا الأساس، وأن الاتجاه الحالى للدولة هو توحيد محتويات ومضامين التعليم في كل المجالات والتخصصات، لبناء إنسان مصرى جديد، دون تمييز أو تصنيف بأي شكل من الأشكال، وسوف تتم التعاقدات لسد العجز في إطار معايير واضحة وليس بها مجاملات بأي شكل من الأشكال، لأننا نختار من يربون الأجيال القادمة، لذا فلا بد من أن يكون المعلم الموجود على رأس العمل مؤهلا ومتوفرا به كافة الشروط.
يذكر أنه قد انتظم الأسبوع الماضي نحو 23 مليون طالب وطالبة على مستوى الجمهورية في الدراسة، في ١٢ صفا تعليميا من الأول الابتدائي وحتى الثالث الثانوي بالإضافة إلى طلاب رياض الأطفال.
ويعد العام الدراسي 2019 - 2020 هو العام الثاني الذي تطبق فيه منظومة التعليم الجديدة على صفوف رياض الأطفال والأول والثاني الابتدائي، بالإضافة إلى تطبيق منظومة الامتحانات الإلكترونية على الصفين الأول والثاني الثانوي.