رئيس التحرير
عصام كامل

طبطب على الشعب يا ريس!


رغم أن مصريين كثيرين كانوا يتحدثون بثقة عن أن يوم الجمعة الماضي الذي توعدنا فيه الخونة بالتدمير والخراب، سوف يمر كما مرت أيام أخرى، إلا أن الخوف كان يكمن في تفاصيل مشاعرهم، يستعيدون صورا من العنف الدموى والحرائق والاغتيالات والسرقات وخطف الإناث وحرق الأقسام وهروب المجرمين بالآلاف من السجون، وأكثر ما كان يرعبنا هو: هو احنا نبدأ تاني من تحت الصفر؟


الحقيقة أنه لن يكون هناك صفر على الإطلاق تبدأ من تحته أو تبدأ من فوقه، وكان هذا هو المطلوب من حفنة الخونة تجار الدين والعملاء.

ولا بد من التوقف قليلا عند ما نزل الرئيس في مطار ألماظة والجماهير في انتظاره. الطمأنينة انتقلت من وجه الحاكم إلى قلوب الشعب. تلك اخطر خاصية في القيادة. ألا تهتز. من ثبات الرجل ثبتت القلوب. ومع آخر النهار والافراح والألوان والأغاني أدرك الشعب المصرى أنه أنتصر لوطنه ولوجوده في واحدة من أغرب معارك الوعى ضد حرب نفسية معقدة قادها مخمور، لص، خائن من ناحية وشخص آخر يأتى أفعالا وأقوالا يصعب تصنيفها في فئة العقلاء أو حتى المجانين، وقد يكون التعبير البلدى القديم ملائما لوصف المعتوه العاقل (سايق الهبالة على الشيطنة). معركة وعى ضد شخصين بلا وعى يقودهما ويستغلهما الإخوان والأتراك والقطريون.

مر اليوم إذن، وجاء السبت هادئا والحياة تمضى مناسبة، لكن بقى السؤال: ألم ننبه الحكومة مرارا أن السخط عم بسبب العبء القاسى لتكاليف المعيشة؟ ما حالة العناد تلك؟ كيف تعطينا مائة وخمسين جنيها أو مائتين أو ثلاثمائة والأسعار تضاعفت ثلاث وأربع مرات. كيف تتركنا الحكومة فريسة لتجار جشعين معدومى الضمير؟ الغلاء الفاحش يلتهم الدخل في أسبوع، ومن لا دخل له يتلوى! من أجل هذا راهن التخريبيون على شيوع السخط واليأس، وشحنوا الناس ضد مدلولها، مما صنع حاضنة للغضب، ظهرت بوادرها في الجمعة قبل الماضية.

الحمد لله، انتصرت إرادة الشعب في الحفاظ على الوطن، لكن يجب ألا تنسى الحكومة، ولن ينسى الريس بالطبع، أن المصريين فضلوا عوز وشظف العيش على أن يجرحوا لحم بلدهم، أو يعرضوها للخطر، بل نزلوا يؤيدون.

يحتاج الشعب الآن إلى حنان الرئيس صاحب التعبير الشهير أيام الإخوان لعنة الله عليهم: إن هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه.
كلنا نتذكر هذه العبارة المعبأة بالإحساس والتعاطف.

ما أحوج الشعب اليوم إلى هذه العبارة وتنفيذ هذه العبارة. طبطب على الناس يا ريس. نحن الكتلة الصلبة للوطن. أعد للطبقة المتوسطة حياءها وكبرياءها فهى من يربى الأولاد خير تربية وينفقون ما يملكون ليقدموا للوطن كوادر راقية المهارات. راجع إدارة الدكتورة غادة والى وبرنامج تكافل وكرامة، وراجع إخراج مواطنين من بطاقات التموين.

ثم راجع يا سيادة الرئيس من عطل تنفيذ حكم قضائي بات بينما سيادتك أقسمت على احترام الدستور والقانون وكل وزير أقسم أمامكم على احترام الدستور والقانون ورعاية مصالح العباد.

من العباد هؤلاء أصحاب المعاشات، أصحاب المرض والحاجة.. كيف نقسو عليهم في أواخرهم؟ من الذي أوقف تنفيذ حكم القضاء في رد حقوقهم في العلاوات الخمس؟ 

طبطب على الشعب يا رئيسنا، امنحه نفسا عميقا، اجعله يسترد الابتسامة والقفشة ويفك التكشيرة. الزعيم يمنح طاقته الإيجابية لشعبه.. والموقف الأخير، وأنت عائد من سفر ناجح بحمد الله، منحت الأمان للناس. امنحهم السعادة إذن.
الجريدة الرسمية