رئيس التحرير
عصام كامل

"سيدة القناع".. حكاية بريطانية تغلبت على مخاوفها بعد 20 عاما لحادث قطار

فيتو

على الرغم من نوبة الهلع والفزع التي عاشتها السيدة البريطانية بام واران، قبل 20عامًا، تحديدًا منذ الخامس من أكتوبر 1999، بعدما وقع حادث مروع لتحطم قطار "أدبروك جروف" بمحطة سكك حديد بادينجتون في بريطانيا، والذي مات فيه الكثير من الركاب، ونجاتها بحروق بالغة من الدرجة الثالثة في وجهها أجبرتها على العيش واستكمال حياتها بقناع على الوجه،قررت بعد كل هذه السنوات السفر على نفس الرحلة التي غيرت مسار حياتها مرة أخرى.


حادث كارثي
قبل 20 عامًا كانت بام، تنتظر القطار في المحطة لتذهب إلى لندن ولم تعلم أنها تنتظر حادث تصادم كارثي سيفقدها جلد وجهها جراء حرقة بسبب حادث تصادم القطار الذي أودي بحياة 31 شخصًا وإصابة 227 آخرين.

سيدة القناع

عانت بام واران من حروق شديدة وصعبة من الدرجة الثالثة في وجهها وجسدها، أفقدتها جزءًا كبيرًا من جلدها مما جعل الأطباء يقررون إجراء أكثر من 22 عملية ترقيع لجلد الوجه، وكان لزامًا عليها ارتداء قناع بلاستيكي لمدة 18 شهر حتى تتعافي تمامًا، مما دفع البعض لإطلاق اسم "سيدة القناع" عليها.

وجهها رمز للشجاعة
أصبح وجه بام المحروق المغطي بقناع " Perspex " الشفاف لحماية ترقيع الجلد، والأكثر دوامًا لمأساتها رمز للشجاعة بعد حادث قطار "بادينجتون" الذي وقع قبل 20 عامًا.

ذكريات سوداء
اليوم وبعد عشرين عامًا قررت بام، أن ترتدي ملابس أنيقة وتتوجه لمحطة السكك الحديدية للتغلب على ذكرياتها السوداء التي صاحبتها لعقدين من الزمان ومواجهة الماضي مرة أخرى، على الرغم من أنها آخر شخص يتوقع أن يعثر عليه هناك بعد الرحلة التعيسة التي قامت بها عام 1999.


مقتل 4 وإصابة 35 في حادث خروج قطار عن مساره بإيران

توجهت بام لمحطة القطار ذاتها، والتقطت أنفاسها ومن ثم صعدت القطار، لكنها لم تقو على سماع صوت عجلات القطار لذلك قررت أن تتغلب على مخاوفها من خلال وضع سماعات الهاتف في اذنها وسماع موسيقي ذات إيقاع قوي للتغلب على الأصوات التي تذكرها بالحادث الأليم.

رحلة ناجحة
وبعد أن استغرقت بام، سنوات للتعايش مع ما حدث لها جسديًا ونفسيًا، لاسيما الجانب النفسي حيث عانت من اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والاشمئزاز الذاتي من مظهرها الجديد، نجحت رحلتها الأولى بشكل مذهل، وأصبحت تسافر على الأقل مرة أسبوعيًا في المكان المحدد في لادبروك جروف، كما أصبحت تعمل كمتحدث نفسي وتحفيزي للأشخاص الذين تعرضوا لمثل هذه المواقف، فضلًا عن كونها المتحدث باسم الدفاع عن سلامة السكك الحديدية في بادينجتون.
الجريدة الرسمية