رئيس التحرير
عصام كامل

«الجونة».. مش مهرجان فساتين..رسالته دعم الإبداع وفتح نوافذ جديدة أمام صناع السينما.. التعاون مع "اليونيسيف" لدعم حقوق الطفل سينمائيا.. وبرامج خاصة للترويج لأفلام المخرجين العرب عالميا

فيتو

منذ اليوم الأول لتأسيسه، حدد المهندس نجيب ساويرس هدف مهرجان الجونة، وكانت رسالة المهرجان واضحة للجميع «دعم الإبداع» و«فتح نوافذ جديدة أمام صناع السينما»، وحملت الدورة الأولى والثانية العديد من الفعاليات التي رسخت الهدف والرسالة، وأعطت انطباعا عما ينوي المهرجان تقديمه لصناع الفن السابع داخل مصر وحتى في بعض الدول العربية.


وعلى مدار 3 سنوات حقق "الجونة" نجاحا ملحوظا، ووضع نفسه على خريطة المهرجانات الكبرى في العالم، وأصبح مقصدا لنجوم عالميين رأوا فيما يقدمه المهرجان خطوة نحو عودة مهرجانات السينما في الوطن العربي إلى الطريق الصحيح، لكن الغريب في الأمر أن هناك من يتجاهلون عمدا القيمة الفنية والسينمائية للمهرجان ويكتفون فقط بالتركيز على فساتين الفنانات.

إهمال المضمون
المخاوف من اختصار المهرجان في فساتين وبدل المشاركين فيه، كانت حاضرة وبقوة في ذهن المهندس نجيب ساويرس مؤسس المهرجان، لذلك كانت أكثر الكلمات تأثيرًا في المؤتمر الصحفي الذي سبق الإعلان عن تفاصيل الدورة الثالثة للمهرجان الجملة التي قال فيها نصًا "مهرجان الجونة مش مهرجان فساتين"، مؤكدًا أنه مهرجان سينمائي به فعاليات وعروض سينمائية كاملة، ولا يجب اختصاره في "الريد كاربت" والفساتين وغيرهما من الأشياء الظاهرية وإهمال مضمونه الأساسي بدعم صناعة السينما.

مخاوف "ساويرس" ثبت صدقها، فرغم أن المهرجان مليئ بالأحداث الفنية المهمة، لكن لا يصل للجمهور منها سوى ما يتعلق بالسجادة الحمراء والفساتين والكواليس، ويتم التعتيم على فعاليات مهمة تلعب دورا محوريا في دعم الصناعة.

البداية من نوعية الأفلام العالمية التي يتم اختيارها للمشاركة في المهرجان، حيث تختار اللجنة المنظمة أفضل الأفلام التي تم إنتاجها على مدار العام لعرضها في المهرجان، وأغلبها يكون عرضه الأول في الجونة، بالإضافة إلى تعريف الجمهور بثقافات الدول المختلفة في جميع أنحاء العالم، ومشاهدة قصص متنوعة وزيادة توعيتهم وفتح آفاقهم على أفكار جديدة وعالم جديد ربما لا تتاح للكثيرين معرفته إلا من خلال السينما.

منصة لتطوير المشروعات الفنية
دعم صناعة السينما من الأشياء المهمة أيضًا، فمن خلال منصة الجونة السينمائية "منطلق الجونة السينمائي" الذي يمثل مختبرا لتطوير المشاريع الفنية في مرحلة ما قبل الإنتاج وبعد الإنتاج، ومحطة مهمة للإنتاج المشترك، ويوفر الفرص للمخرجين والمنتجين العرب لإيجاد الدعم الفني والمالي اللازم لأعمالهم الفنية، وكذلك "جسر الجونة السينمائي" الذي يعتبر بمثابة منتدى للحوار بين صناع السينما العرب ونظرائهم الأوروبيين والأمريكيين ومن كل جنسيات العالم، والذي يمثل نقطة تحول كبيرة لتبادل الخبرات والآراء الفنية والإخراجية والكتابية والإنتاجية.

الاحتفاء بـالرموز.. معرض لـ "مئوية إحسان"
حلقات النقاش أيضًا هي من أهم الأحداث في مهرجان الجونة، فكل يوم توجد حلقات نقاشية حول موضوع ما خاص بصناعة السينما، ومتاح للجمهور عرضه والإطلاع على آراء الخبراء وصناع السينما حوله، مثل تطور صناعة السينما في أفريقيا أو كيفية تصميم الصوت لأفلام الحركة أو غيرهما من القضايا، أضف لذلك المعارض التي يهتم المهرجان بها كثيرًا، والتي كان أهمها في دورة العام الحالي معرض الأديب الراحل إحسان عبد القدوس، في مئوية ميلاده، وإتاحة الفرصة للجمهور للإطلاع على مقتنياته الشخصية، وذلك حرصًا من المهرجان على دعم كل من ساهم في صناعة السينما وليس دعم الصناعة نفسها فقط.

مبادرات لخدمة القضايا الإنسانية
وتعاون مهرجان الجونة في هذه الدورة مع السفارة الأمريكية لإطلاق عدة مبادرات تخدم قضايا إنسانية واجتماعية مختلفة، وتمثل ذلك التعاون في حفل أقيم على هامش المهرجان بعنوان "السينما في حفل موسيقي"، وهو حفل كان مخصصا للاحتفاء بالأعمال الموسيقية الخالدة التي صاحبت أعمالًا سينمائية هامة.

ورش خاصة لتعليم صناعة الفيلم
ولم تتوقف جهود المهرجان عند ذلك الحد بل امتدت إلى إقامة ورشة خاصة لتعليم صناعة الفيلم، تحت عنوان "ملتقى تعليم صناعة الفيلم"، حيث تضمن الملتقى ورشًا لتطوير مشروعات طلاب مدرسة السينما التابعة لجيزويت القاهرة وندوة حول اقتصاديات إنتاج الأفلام القصيرة، وحلقة نقاشية حول الفرص والتحديات التي تواجه طلاب السينما وعروضًا لأفلام طلاب المعهد العالي للسينما والجامعة البريطانية والألمانية.

الترويج لأفلام المخرجين العرب
وأعلنت إدارة مهرجان الجونة التعاون مع مهرجانات دولية أخرى من أجل دعم السينما العربية من خلال الترويج لمشاريع المخرجين العرب وأفلامهم في مراحل الإنتاج المختلفة، مما يعزز من فرص الإنتاج المشترك وتوزيع تلك الأعمال بشكل جيد، ومن تلك المهرجانات التي يتعاون معها الجونة مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد، المهرجان الدولي للسينما اللاتينية العربية في بوينس آيرس، مهرجان فينسيا السينمائي بإيطاليا وعدد آخر من المهرجانات.

وما يضاف لقائمة إنجازات الجونة التكريمات والجوائز التي يعطيها المهرجان للفنانين المصريين والعرب والعالميين، فبعد سنوات كثيرة من انتقاد المهرجانات المصرية بعدم تكريم النجوم الكبار والاحتفاء بهم، جاء مهرجان الجونة ليكرم أعمدة الفن وصناعه في مصر والعالم، فخلال ثلاث سنوات هي عمر المهرجان قام خلالها بتكريم أسماء كبيرة منها عادل إمام، داوود عبد السيد، محمد هنيدي، والنجم العالمي سلفستر ستالون، فوريست ويتكر، وغيرهم الكثيرين.

التعاون مع اليونيسيف
ولأن سينما الإنسانية وقضايا المجتمع كانت حاضرة وبقوة منذ اليوم الأول لفعاليات مهرجان الجونة، وبالتزامن مع الاحتفال بمرور 30 عاما على اتفاقية حقوق الطفل، حرصت إدارة المهرجان على توقيع اتفاق مع منظمة اليونيسيف العالمية لمدة خمسة أعوام بهدف مناقشة قضايا الأطفال من خلال مهرجان داعم للإنسانية ويطوع الفن لخدمة المجتمع.

مواكبة التطور التكنولوجي
وسعيا من إدارة الجونة لمواكبة التطور التكنولوجى تم بروتوكول تعاون مع شركة فيس بوك على هامش الدورة الثالثة للمهرجان، من أجل تطوير محتوى المهرجان ومشاركة الأحداث الرئيسية بالمهرجان للمتابعين وذلك لخلق ذكريات لا تنسى ومشاركتها مع الجماهير المهتمة بمعرفة كل ما يدور داخل أروقة المهرجان. كل ذلك يتم من خلال ستوديو البث المباشر لفيس بوك وإنستجرام، والذي يتيح لصناع المحتوى والناشرين إمكانية البث الحصرى المباشر لفعاليات المهرجان لأول مرة على الإطلاق.

وتعليقا على البروتوكول الموقع مع المهرجان قال فارس العقاد مدير الشراكات الإعلامية لـ«فيس بوك» و«إنستجرام» في الشرق الأوسط وأفريقيا: "مهرجان الجونة يعد منصة عالمية للإبداع والإلهام على مستوى الفن والترفيه، وهو واحد من أهم المهرجانات العربية في الوطن العربى ورغم أنه مهرجان ما زال جديدًا في الساحة الفنية، إلا أنه أصبح لديه صيت وشهرة واسعة وكبيرة في العالم العربى، فالجونة مهرجان متطور وترتقى مكانته يومًا بعد يوم، فهناك مهرجانات كبرى في المنطقة خفت ضوؤها ولم تعد مثلما كانت وهناك مهرجانات لم تعد تقام كما كانت في الماضى".

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية