تفاصيل تجهيزات قاعة العرض المركزي بالمتحف القومي للحضارة.. استيراد 93 فاترينة من ألمانيا.. صنعت خصيصا لتناسب الآثار المعروضة بداخلها.. وتحكي قصة الحضارة المصرية في 30 دقيقة (صور)
المتحف القومي للحضارة يُعد واحدا من أهم المتاحف على مستوى العالم، ويُعتبر صرحًا ثقافيًا ضخمًا فريدًا لأنه يضم مركزًا بحثيًا وثقافيًا على أعلى مستوى ومن المُقرر أن تُدير خدماته وتشغيله إحدى الشركات الدولية المُتخصصة لأهميته الكبرى مثل المتحف المصرى الكبير بالرماية، الذي من المقرر افتتاحه في 2020 وفقا للجدول الزمني المقرر له.
قاعة العرض المركزي
وتحكي قاعة العرض المركزية بالمتحف قصة الحضارة المصرية في عرض قصير ومُركز خلال 30 دقيقة بالوسائل التكنولوجية الحديثة والجرافيك، وتم التعاقد مع مُصمم ياباني لتصميم كافة أعمال العرض المتحفى، ومن المقرر أن يتضمن المتحف محطة كهرباء مُستجدة سعة 4 ميجاوات، بتكلفة تصل إلى 606 ملايين جنيه، وتقوم بتنفيذ هذه الأعمال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بتكليف من مجلس الوزراء، ويضم المتحف 50 ألف قطعة أثرية مُتنوعة من مختلف العصور التاريخية بداية من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر الحديث، موزعة على 9 قاعات عرض.
استيراد الفتارين
وتم استيراد فتارين وقواعد العرض الخاصة بالقطع الأثرية من ألمانيا، وهى فتارين حديثة ذات مواصفات خاصة ويصل عددها إلى نحو 93 فاترينة وقاعدة، لعرض الآثار، تم تصنيعها خصيصًا للمتحف بإحدى الشركات الألمانية العالمية المُتخصصة في هذا المجال.
وتحكي قاعة العرض المركزي مُلخصًا عن الحضارة المصرية منذ ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، وتقع على مساحة 2500 متر مربع، وتعرض الحضارة المصرية من خلال قطع أثرية ونماذج، وشاشات عرض مالتي ميديا ولوحات جرافيك.
ويتضمن تصميم المتحف القومي للحضارة 9 قاعات عرض بعضها بأسقف مرتفعة لعرض مجموعة من التماثيل الأثرية كبيرة الحجم بداخلها، ومنها 3 قاعات سيكونون جاهزين للعرض بحلول نهاية العام الجاري وهم: قاعة العرض المركزي، وقاعة متحف العاصمة، وقاعة المومياوات، إلى جانب مبنى الاستقبال والذي يضم صالة كبيرة لتناول المشروبات والمأكولات بالإضافة إلى كافيتريا ومكان لبيع الهدايا والمستنسخات الأثرية.
التعريف بالحضارة المصرية
ومن جانبها قالت إيناس جعفر، نائب المشرف العام للمتحف القومي للحضارة للشئون الأثرية، إن قاعة العرض المركزية بالمتحف تسمح للزائر صاحب الوقت القصير بأخذ فكرة مركزة عن الحضارة المصرية عبر العصور من بداية تكوين الأرض المصرية حتى يومنا هذا، وتبدأ بالجزء الدائري من خلال فيلم يوضح كيفية تكوين الأرض المصرية، ثم يبدأ بالتسلسل عرض آثار ما قبل التاريخ والدولة القديمة والدولة الوسطى والدولة الحديثة والعصر المتأخر وفترة اليوناني الروماني والعصر القبطي، ثم العصر الإسلامي والعصر الحديث ثم التراث، وهذا العرض يؤكد أن الهوية المصرية لم تطمس بتداخل الحضارات عليها، ولكن الحضارة المصرية غلبت على كل هذه الحضارات.
الوزراء يوافق على استمرار التعاقد مع المقاولون العرب لتنفيذ وصيانة المتحف القومي للحضارة
وأكدت لـ "فيتو"، أن من أهم ما يؤكد تغلب الحضارة المصرية على كل الحضارات التي مرت عليها استخدام السيدات في العصر القديم الصدرية أو الكردان حاليا، والذي استمر حتى يومنا هذا وكذلك الأقراط والحلي.
وأوضحت أن قاعة العرض المركزية بالمتحف تضم ٩٣ فاترينة عرض مختلفة الأحجام والمقاسات، تتنوع حسب القطع الأثرية التي تعرض بداخل كل فترينة.
وأشارت نائب المشرف العام على متحف الحضارة للشئون الأثرية إلى أن العمل بالمتحف يسير على قدم وساق للانتهاء منه في الوقت المقرر له، واتخاذ كافة الأساليب العلمية والاستعدادات اللازمة لاستقبال مجموعة المومياوات والتوابيت الملكية، والتي سيتم نقلها في موكب ملكي مهيب يليق بعظمة الأجداد والحضارة المصرية العريقة لتعرض في أكبر عرض متحفي شامل لكل المومياوات الملكية.
بدء وضع فتارين العرض بالقاعات في المتحف القومي للحضارة "صور"
ويبدأ الزائر جولته بالمتحف بشباك التذاكر للحصول على تذكرة لدخول قاعات العرض الأثري كما أن المتحف مزود بمنطقة كاملة للأمانات ومنها ينتقل الزائر إلى قاعات العرض ليشاهد الكنوز الأثرية من جميع العصور القديمة التي تعكس عظمة الحضارة المصرية.
وقاعة المومياوات يدخلها الزائر من خلال سلم يتوسط قاعة العرض المركزي يؤدي إلى قاعة العالم الآخر ذات الجدران والأرضيات السوداء ذات الإضاءة الهادئة باستثناء منطقة عرض المومياء الملكية فقط وذلك لتدل على العالم الآخر وتتكون قاعة المومياوات من أرضيات جرانيت وحوائط ذات دهانات وألواح جبسية وأسقف مزينة بالألواح الجبسية أيضا.
قاعة المومياوات الملكية، يعرض فيها أكثر من 20 مومياء ملكية، ومزودة بخراطيم لضخ غاز النيتروجين أو الغاز الخامل للحفاظ على هذه المومياوات وعدم تأثرها بأي مكون خارجي ضار بها للحفاظ عليها، حيث سيتم تجميع مومياوات الأسرة الواحدة معًا، قادمة من المتحف المصرى بالتحرير، بالإضافة إلى مومياء "بيبى الأول" من منطقة آثار سقارة، من خلال عرض للمومياوات من خلال شاشات مالتي ميديا ولوحات جرافيك، حيث سيتم عرضها بطريقة فريدة مصحوبة بشاشات عرض تفاعلية وهولوجرام ثلاثي الأبعاد، وأوضح أنه تم الانتهاء من الأعمال المعمارية والإنشائية للقاعة بالكامل، وجار أعمال التشطيبات بها.
قاعة متحف العاصمة
ويتضمن متحف الحضارة، قاعة متحف العاصمة، والتي تعتمد على الـمالتي ميديا بصفة أساسية، وتعرض العاصمة المصرية عبر العصور المختلفة من منظور الحضارة المصرية، حيث تعرض صور لعواصم مصر عبر العصور من "طيبة - منف العسكر - الفسطاط"، وتتم مشاهدتها عبر أجهزة مالتي ميديا ومصاحبة لذلك أفلام يتم تصويرها حاليًا للعرض في هذه القاعة بإخراج متطور، كما يعرض بالأرضية لتلك القاعة ماكيت يوضح فكرة العاصمة وعلاقتها بجغرافية مصر.
وأوضح أن حوائط القاعة الخارجية هي الهرم الزجاجي الذي يظهر أعلى مبنى متحف الحضارة، وهى على منسوبين، حيث سيقدم للزائر رؤية حية مُتميزة للمعالم التاريخية والأثرية لمدينة القاهرة من أعلى المتحف، وبارتفاع 56 مترًا وبمساحة 600 متر مربع، وتحكي قصة أهم المناطق الأثرية الموجودة حول المتحف ومجموعة من الأساطير والقصص التراثية ذلك من خلال تقنيات تكنولوجية حديثة، في صورة أفلام تعرض في تقنية صندوق الدنيا.
والمتحف القومي للحضارة المصرية يقع بمنطقة الفسطاط وهي أول عاصمة لمصر الإسلامية على مساحة 135 ألف م2، بالقرب من منطقة مجمع اﻻديان، ويطل على بحيرة عين الصيرة، وتتضمن المرحلة اﻻولى منه، والتي تم اﻻنتهاء منها بالكامل، مبنى اﻻستقبال، ومخازن الآثار، والمنطقة الإدارية، إضافة إلى معامل الترميم، ومنطقة الجراجات؛ فيما تتضمن المرحلة الثانية جميع الأعمال الكهروميكانيكية والمعمارية الداخلية لمبنى اﻻستقبال، وكذلك الأعمال الإنشائية الخاصة بالهرم الزجاجى، وتجهيز مخازن الآثار ومعامل الترميم، فضلا عن اﻻنتهاء من نظم مكافحة الحريق الخاصة بهما.
أما الأعمال الخاصة بالمرحلة الثالثة (أسبقية أولى)، تتضمن قاعات العرض المتحفي (قاعة العرض المركزى بمسطح 2570م2 - قاعة عرض المومياوات الملكية بمسطح 2810م2 - قاعة متحف العاصمة بمسطح 910م2) كما تشمل أعمال المرحلة إنشاء محطة كهرباء، وكذلك أعمال المحوﻻت والمولد اﻻحتياطى، إلى جانب أعمال مكافحة الحريق داخل تلك القاعات وأعمال الإنارة والعرض المتحفي.
خطة سيناريو العرض المتحفي
وكشف الدكتور محمود مبروك مستشار العرض المتحفي بالوزارة، أن خطة سيناريو العرض المتحفي بالقاعات تضم مجموعة متنوعة من المقتنيات الأثرية التي تحكي المفهوم الحضاري بمصر وتطور الحضارات عبر العصور من العصر اليوناني الروماني مرورا بالحضارة المصرية القديمة والعصر الحديث والحضارة الإسلامية، حيث تضم المقتنيات أقدم قطعة أثرية ترجع لأكثر من ٥٥ ألف سنة، وهي أقدم هيكل عظمي لشاب مصري تم اكتشافه في قنا.