سيناريوهات مفتوحة.. ماذا يحدث لو فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة؟
حالة من التخبط غير المسبوقة تشهدها الساحة السياسية في إسرائيل، فعلى الرغم من خسارة رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في الانتخابات الإسرائيلية التي جرت في 17 سبتمبر الجاري بفارق صوت أمام حزب "أزرق أبيض" برئاسة بيني جانتس فإن رئيس دولة الاحتلال، رؤوفين ريفلين، خرج الليلة الماضية ليعلن تكليف نتنياهو هو من سيشكل الحكومة وهذا الأمر يضع دولة الاحتلال أمام عدد من السيناريوهات.
هل سينجح نتنياهو؟
لماذا نتنياهو؟! من الضروري معرفة أنه ليس غريبًا أن يمنح رئيس دولة الاحتلال نتنياهو فرصة تشكيل الحكومة رغم تقدم حزب بيني جانتس لأن القانون الإسرائيلي يحدد أن الرئيس يختار الشخص الذي حصل على تفويض عدد أكبر من أعضاء الكنيست، وهو ما حدث بالفعل حيث رشحه ٥٥ عضو كنيست مقابل ٥٤ لـ بيني جانتس وذلك في ضوء تراجع حزب التجمع "بلد" من القائمة العربية، علمًا أن هذه ليست المرة الأولى التي يمنح فيها رئيس الدولة الخاسر فرصة تشكيل الحكومة وهو ما جرى في انتخابات 2002 حينما فاز حزب تسيبي ليفني في الانتخابات إلا أنه لم يمنح لها ثقة تشكيل الحكومة لأن لم تحصل على أصوات التفويض المناسبة من أعضاء الكنيست.
ولكن السؤال المهم الذي يطرحه الخبراء هو هل ينجح نتنياهو في الحصول على تأييد ٦ أعضاء كنيست حتى يشكل الحكومة؟، ويرى المراقبون أن نتنياهو أمامه فقط حزبين لو تمكن من إقناع أحدهما سيشكل الحكومة وهما حزب "العمل –جيشر" وحزب "إسرائيل بيتنا" الذي يقوده أفيجدور ليبرمان والخياران صعبان ولكن ليسا مستحيلين، لكن في الوقت نفسه لا يوجد أمام نتنياهو طريق واضح لفترة ولاية خامسة في المنصب، إذ يحتاج تكتل اليمين بقيادة ليكود والأحزاب الدينية معه لستة مقاعد ليشكل غالبية تؤهله للحكم في البرلمان البالغ عدد مقاعده 120.
ورغم ذلك فإن ريفلين لم يغلق الباب في وجه بيني جانتس، وذلك حين صرح إن من سيحصل على تأييد ٦١ عضوًا سيشكل الحكومة، لذلك الصراع بين نتنياهو وجانتس دخل مرحلة جديدة، وهو من السيناريوهات المطروحة أي أنه في حال نجاح جانتس في ذلك يمكن أن يشكل هو الحكومة.
لا حكومة وحدة
الدلائل تشير أيضًا إلى أنه لا حكومة وحدة في الأفق، كما تم التوقع سابقًا، رغم أن ريفلين قال إن يبدأ نتنياهو ولاية كرئيس حكومة وأن يخرج إلى حالة تعذر القيام بمهامه في حال تقديم لائحة اتهام ضده، وحتى انتهاء محاكمته، وخلال هذه الفترة يتولى جانتس منصب رئيس الحكومة.
انتخابات ثالثة
أما أحد السيناريوهات الأخرى المطروحة وهو الذهاب إلى انتخابات ثالثة كخيار أخير، وهذا الخيار لازال هو الأقوى إلا إذا أدان القضاء نتنياهو واضطر حزب الليكود تكليف غيره وبالتالي تنتهي أزمتهم ويشكلون حكومتهم.
نتنياهو أمام القضاء
وسيكون هذا الشهر مليء بالمفاجآت غير المتوقعة خاصة أن المشهد لا يزال ضبابيًا حتى اللحظة ولا أحد يعرف أي السيناريوهات هي الأقرب، وخاصة أن نتنياهو سيمثل أمام القضاء الشهر القادم، وفي حال تعذر عليه القيام بمهامه، بسبب تقديم لائحة اتهام ضده، سيتنحى ويتولى رئاسة الحكومة مكانه رئيس كتلة "أزرق أبيض" بيني جانتس.
الرئيس الإسرائيلي يكلف نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة
ويقول ريفلين: "إننا ندرك أنه إذا ذهبنا باتجاه حكومة وحدة مع "أزرق أبيض"، فإن نتنياهو لن يكون رئيس الحكومة طوال ولايتها، وحان الوقت كي يدركوا في أزرق أبيض أنه لا يمكن تشكيل حكومة أخرى ولا بديل آخر، وهذا ليس ما تمنيناه، لكن حكومة كهذه أفضل من انتخابات ثالثة، التي ينبغي عمل كل شيء من أجل منعها".