لإرضاء رجال الدين.. غضب في إيران بسبب قانون يسمح للرجل بالزواج من ابنته بالتبني

بعد الضجة التي أثارها مشروع قانون يسمح للرجل بالزواج من البنت بالتبني في إيران، بزعم حماية مصالحها، سعت العديد من المواقع الإيرانية الكشف عن حقيقة الأمر، وتفاصيل القانون والسبب وراء اقتراحه.

ومنذ أيام، كشفت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، أن السلطات الإيرانية تعتزم إصدار قانون يسمح للأب بالزواج من أي فتاة يربيها ويعتبرها ابنته، بزعم حماية مصالحها، ما أثار ضجة من قبل منظمات حقوق الإنسان العالمية، وأكدوا أن النظام الإيراني بلغ أقصى درجات الاستغلال الجنسي للأطفال، رغم أن مجلس صيانة الدستور الإيراني، ويتكون من مجموعة من رجال الدين والفقهاء الذين يراجعون جميع مشاريع القوانين البرلمانية قبل إقرارها، لم يصدر حكمه النهائي بشأن التشريع المثير للجدل.

مشروع قانون في إيران يسمح للرجل بالزواج من ابنته بالتبني

تفاصيل القانون
ووفقا لموقع "ذا يث" الإيراني، فإن البرلمان الإيراني قدم قانونا يسمح للرجال والنساء الذين يربون أطفالًا ليسوا من أصلابهم، أن يتزوجوهم إذا سمحت المحكمة بذلك، بدعوى أن ذلك يمثل مصلحة للطفل وحماية له، موضحا أن الطفلة البالغة من العمر 13 عاما قد تتزوج من مربيها إذا سمحت المحكمة بذلك، في حين يمكن للسيدات التي تربي أولادا ليسوا من صلبهن أن تتزوجن بهم إذا بلغوا 15 عاما.

الهدف من اقتراحه
وكالة "إرنا" الإيرانية، بينت أن الهدف من القانون هو حل مشكلات الحجاب في الأسرة، فلا يمكن للمرأة أن تظهر بشعرها أمام شخص غريب حتى لو كانت تربيه وتعتبره ابنها، ونفس الأمر بالنسبة للفتاة، فهي لا تستطيع أن تجلس بملابس غير محتشمة أو بدون حجاب أمام رجل غريب عنها حتى لو كانت تعتبره أباها.

اغتصاب 10 أطفال في إيران على يد رجل دين بمدرسة لتعليم القرآن

ضجة كبيرة
وأثار القانون ضجة كبيرة، من الجدل والاعتراضات، خاصة من قبل النشطاء الحقوقيين، فقالوا إنه لا يمكن للرجل أن يتزوج من الفتاة التي تراها والدها، مبينين أن السن الذي يمكن أن تسمح به المحكمة لزواج الفتاة أو الولد يعتبر ظالما لهم، لأن نضجهم العقلي لم يكتمل بعد.

وقال شادي الصدر، محام في مجال حقوق الإنسان بمنظمة "العدل من أجل إيران" ومقرها لندن، إنه يخشى تمرير مشروع القانون بينما يجتذب الرئيس الإيراني حسن روحاني انتباه الصحافة خلال زيارته للأمم المتحدة إلى نيويورك.

وأضاف أن القانون يمثل أقصى درجات الاستغلال الجنسي للأطفال، ويخالف الثقافة الإيرانية، موضحا أن هناك الكثير من الأطفال الذين يولدون من غير زواج في إيران، ولذلك يتم تربيتهم من قبل عائلات مختلفة، ولكن هذا القانون يشرع الاعتداء الجنسي على الأطفال ويعرض الأطفال للخطر.

إيران تبرئ قارئ المرشد «المتهم باغتصاب 19 طفلا»

مخاوف
ورغم أن القانون الإيراني يحظر الزواج تماما من الأطفال بالتبني، إلا أن نشطاء أكدوا تخوفهم من أن إدخال شرط الزواج على القانون قد يكون بهدف إرضاء الفقهاء ورجال الدين فقط، في حين أوضحت صحيفة "الشرق" الإيرانية أن القانون يشرع زنا المحارم، مؤكدة أنه لا يمكن خلط دور الآباء بمسئولية الأزواج.

وأكد بعض الخبراء أن القانون يعارض الثقافة الإسلامية في إيران.