رئيس التحرير
عصام كامل

الاعتذار هو الحل!


على غرار ما فعلت شركة الكهرباء، يمكن أن تفعل كل الوزارات والهيئات الحكومية الأخرى.. فقد اعتذرت شركة الكهرباء لنا عن انقطاع التيار الكهربائى بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء ثم طالبتنا بالترشيد..


فماذا لو اعتذرت مثلًا وزارة التموين عن نقص الفول، وطالبت بتقليل الكميات التي نستهلكها؟.. أظن لو حدث نقص في الفول لعدم وجود تمويل لاستيراده سوف تلجأ وزارة التموين إلى الاعتذار.

فالحكومة تتعامل معنا بأسلوب فرض التعايش مع الأزمات علينا.. إنها تريدنا أن نقبل بما نعانيه من نقص في الوقود وكل ما تراه واجبًا عليها فقط هو الاعتذار عن هذا النقص وليس علاج هذا النقص وتوفير احتياجاتنا من الوقود.

حتى اعتذار السادة المسئولين عن انقطاع التيار الكهربائى جاء اعتذارًا عامًا وليس مؤقتًا.. أي لم يتضمن هذا الاعتذار تحديد وقت لعلاج هذا الخلل وإنهاء انقطاع التيار الكهربائى.. أي كأننا ما دمنا ظفرنا باعتذار من الكهرباء أن نقبل انقطاع الكهرباء إلى ما شاء الله أو للأبد.

هذا تعاملت الكهرباء معنا وكأن الاعتذار هو الحل للمشكلة التي نعانى منها.. بالطبع الكهرباء أرادت باعتذارها هذا أن تعفى نفسها من المسئولية وترميها على وزارة البترول التي تمدها بالوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء.. لكن هذه الروح هى السائدة الآن داخل وزارات وهيئات الحكومة.

لذلك.. بدلًا من أن تعتذر هذه الهيئات والوزارات لنا عما نعانيه من مشاكل فلماذا لا يعتذر مسئولوها عن مناصبهم إذا كانوا عاجزين عن أداء هذه المسئوليات؟!
الجريدة الرسمية