"القومي للتخطيط "يوصي بإحياء سياحة التراث الثقافي.. دراسة تؤكد أهميتها في جذب السياحة وزيادة الاستثمار المحلي والأجنبي.."أرت دو إيجيبت": نسعى لتحويل شارع المعز لمتحف مفتوح
كشف معهد التخطيط القومي التابع لوزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، عن أهمية العمل على إحياء ما أسماه بـ"سياحة التراث الثقافي"، التي تتضمن أشكال التعبير الفني والثقافي على التراث المصري، ومن أهمها الحفلات الموسيقية، والمعارض الفنية، والفنون التشكيلية، وربطها بالمناطق التاريخية المصرية المتفردة.
" سياحة التراث الثقافى".. تجذب السياح لمصر وتزيد فرص الاستثمار
وقال "المعهد"، في دراسة حديثة له تحت عنوان "سياحة التراث الثقافي المستدامة مع التطبيق على القاهرة التاريخية"، إن التراث الثقافي المصري غني، ولكننا نركز على الجزء المادي منه فقط، وهي المباني، والآثار، والتحف، والمناظر الطبيعية، لكن هناك أيضًا تراث غير مادي، وهي الإبداعات الثقافية التقليدية، والشعبية، والتقاليد، والعادات، والموسيقى، والرقص، والمهرجانات، وغيرها من الأنشطة الثقافية الأخرى، والتي من شأنها أن تجذب أعدادًا أكبر من السياحة الوافدة لمصر.
التدفق السياحي
وأكد " المعهد " في دراسته أن الاهتمام بسياحة التراث الثقافي إلى زيادة التدفق السياحي إلى هذه الأماكن، ومن ثم زيادة الدخل، وخلق فرص عمل جديدة، وزيادة الصادرات من التحف، والحرف اليدوية، وزيادة الاندماج الاجتماعي، والتنوع الثقافي، والتنمية البشرية التي تتفاعل مع التكنولوجيا، والملكية الفكرية، والأهداف السياحية، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي في تلك المناطق.
القاهرة التاريخية
واقترح "المعهد"، أن يتم الاهتمام بتلك السياحة في المناطق التاريخية المتميزة، ومن بينها "القاهرة التاريخية"، حيث إنها لها شخصية منفردة، وطابع خاص، ومكانة كبرى جعلتها من أعظم مدن العالم، مع تواجد 4 حضارات كبرى فيها، وهي كل من الحضارة الفرعونية، والرومانية، والقبطية، والإسلامية.
المعمار الإسلامي
وأشار إلى وجود مناطق متميزة، وحاضنة للعديد من تراثنا، وتضم أمثلة من المعمار الإسلامي، سواء الأموي أو الطولوني أو الفاطمي أو الأيوبي أو المملوكي أو العثماني، وتراث من الحضارات الأخرى، حيث يتواجد فيها 508 مبان أثرية، فضلًا عن حرف تراثية، وأنشطة ثقافية، ومتاحف ثرية في تلك المنطقة.
السياحة: أسعار تذاكر عروض أوبرا عايدة من 100 إلى 750 دولارا
وأوضحت الدراسة أن تميز "القاهرة التاريخية" من الممكن أن يجعلنا نختار "شخصية تسويقية لها"، ليكون لها "CITY BRAND"، أي شعار ورمز خاص بها، خصوصًا بعد إدراج اليونسكو لها كمدينة إبداعية في عام 2017، مما يعد اعترافًا منها بالدور التاريخي والتميز للقاهرة، ولمصر على الساحة الثقافية العالمية، بحسب "الدراسة".
صندوق خاص
وأوصت الدراسة بإنشاء صندوق خاص بكل منطقة تراثية لتعبئة الموارد المالية المتاحة، كافة وتوجيهها لكل منطقة، كما اقترحت الاستفادة من بعض المباني التراثية كفنادق للسياح، مع ترويج منتجات الحرف التراثية الموجودة داخل منطقة القاهرة التاريخية بالوسائل التكنولوجية الحديثة، وعمل معارض دولية ومحلية لها.
الحكومة تنفي تشوه بعض المعالم الأثرية في شارع المعز خلال حريق "سبيل خسرو"
" أرت دو إيجيبت".. متحف مفتوح في دورته الثالثة
من جهتها، أثنت نادين عبد الغفار، مؤسسة معارض "آرت دو إيجيبت" على نتائج "الدراسة"، مؤكدة أنهم بالفعل يعملون بالتعاون مع وزارة الآثار، وعددًا من الجهات المسئولة بالدولة لتنظيم المعرض الفني الثالث في الأماكن ذات الطابع التاريخي والأثري، لإلقاء الضوء على تلك الأماكن، وتعبئة موارد مالية لها كما تُطالب الدراسة، وستقام الدورة الثالثة من المعرض في الفترة من 17 أكتوبر حتى 9 نوفمبر المقبل، بشارع المعز.
وأضافت عبد الغفار، أن إلقاء الضوء على الثقافة المصرية، والفن المصري الأصيل عبر معارض فنية في أماكن تنال اهتمام العالم بأثره هو واجب على مجموعتها كمحبين للثقافة والتراث المصري الأصيل، حيث نجحوا في تعبئة الملايين لصالح تطوير المتحف المصري بميدان التحرير في معرضهم السابق فيه، وهو ما تطمح المجموعة لتحقيقه تلك المرة أيضًا.
وطالبت مؤسسة "آرت دو إيجيبت" بتعميم فكرة تنظيم معارض فنية ومؤتمرات في الأماكن التاريخية في كل ربوع مصر، بما يعمل على تعبئة الموارد للحفاظ على تلك المناطق، وتطويرها، وإلقاء الضوء عليها، ما يجذب المزيد من السائحين، ويحقق منفعة كبرى للاقتصاد الوطني للبلاد.
فرقتا الجزائر وتواشيح السورية تشعل أجواء المعز بمهرجان سماع (فيديو وصور)
وأوضحت "عبدالغفار"، أنه خلال معرضهم سيتحول شارع المعز إلى "متحف مفتوح"، بمشاركة العديد من الفنانين، مضيفة: "وأضافت: "وقع اختيارنا لإقامة معرض العام الجاري في شارع المعز، الذي يعد بمثابة متحف مفتوح يضم المدارس، والأسبلة، والمساجد ذات الطابع المعماري الفريد، ولن تقتصر فعالياته على عرض الأعمال الفنية فحسب، لكن كذلك ليضم عدد من الفعاليات الفنية المهمة تتضمن ورش فنية، ودورات تدريبية مكثفة لصغار الفنانين والدارسين، والمهتمين بالفنون".
وشددت مؤسسة "آرت دو إيجيبت" على أن التراث المصري غني، ويمكننا ترويجه بشكل واسع، وليس فقط ترويج العمران أو المباني، وهو ما ينبغي أن نلتفت إليه، لجذب السائحين بصورة أكبر لمصر، مشددة على أن معرض مجموعتها في "المعز" سيلفت انتباه العالم لتلك المنطقة الساحرة على أرض مصر، مع اهتمام مجموعتها بالتواصل مع وسائل الإعلام العالمية والمحلية لتغطية فعالياته، ونقلها للعالم بأثره.