رئيس التحرير
عصام كامل

يحتفل به الأرثوذكس والكاثوليك.. الشهيد «موريس» شفيع سويسرا ومواجه ثورتها

 الكنيسة القبطية
الكنيسة القبطية الارثوذكسية

تشارك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في احتفالات دير الكاثوليك بسويسرا، بعيد استشهاد القديس موريس قائد الكتيبة الطيبية.

وشارك صاحبا النيافة الأنبا سرابيون مطران الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في لوس أنچلوس، والأنبا لوقا أسقف جنوب فرنسا والقطاع الفرنسي من سويسرا، في احتفالات عيد استشهاد القديس موريس بديره التابع للكنيسة الكاثوليكية، بالبلدة التي تحمل اسمه (st. Maurice) بمقاطعه Valais بسويسرا الفرنسية، وهو عيد وفقًا للتقويم الغربي بينما تحتفل كنيستنا القبطية بعيد استشهاده يوم ٢٥ توت من كل عام.


والشهيد موريس، قديس مصري، وهو قائد الكتيبة الطيبية التي سافرت إلى سويسرا لإخماد إحدى الثورات هناك، وطلب الإمبراطور مكسيميانوس من أعضاء الكتيبة التبخير للآلهة فرفضوا، فأمر بقتلهم ونالوا إكليل الشهادة.

ويعد القديس “موريس” شفيع بلاد سويسرا، وعلى اسمه بُنِيَت العديد من الكنائس والمؤسسات الاجتماعية، والأديرة.

عندما قامت إحدى مناطق بلاد الغال بثورة، تقدم إليهم ماكسيميان هركُليوس وأعدَّ جيشًا لإخماد ثورتهم. وكانت إحدى وحدات هذا الجيش المسماة "الكتيبة الطيبية" مكونة من أفراد أتوا من صعيد مصر وكانوا كلهم من المسيحيين.

حين وصل الجيش إلى أوكتودورَم على نهر رون قرب بحيرة جنيف بسويسرا أصدر ماكسيميان أمرًا إلى كل الجيش بالاشتراك في تقديم ذبائح شكر للآلهة لنجاح مهمتهم. وعند ذلك انسحبت الكتيبة الطيبية وعسكرت بقرب المنطقة التي تسمى الآن سان موريتز رافضة الاشتراك في هذا الاحتفال. أمرهم ماكسيميان عدة مرات بطاعته ولكن أمام ثباتهم ووحدة رأيهم في الرفض أمر بقتل كل عاشر فرد من الكتيبة، محاولًا بذلك إرهابهم وإجبارهم على طاعته. فشلت المحاولة مع أول مجموعة فأمر بقتل كل عاشر فرد من الباقين، ولكنهم أجابوا بأنهم مستعدين لتحمل أي عقاب عن أن يعملوا ما يتنافى مع دينهم، وكان يقودهم ويشجعهم في هذا ثلاثة من ضباطهم وهم: موريس وإكسوبِريوس وكانديدَس.

حاول ماكسيميان مرة أخرى إرهابهم قائلًا أنهم إذا استمروا في عنادهم فلن يبقى فرد واحد حيًا من الكتيبة، فكان ردهم:"نحن جنودك ولكننا عبيد الإله الحقيقي.

نحن ندين لك بالطاعة والولاء العسكري ولكننا لا نستطيع أن نرفض خالقنا وسيدنا بل وخالقك أنت أيضًا مع أنك ترفضه.

كانت هذه الكتيبة تتكون من ستة آلاف وستمائة رجل، وإذ رأى ماكسيميان ثباتهم وفشله في التأثير عليهم أمر بقية الجيش بحصارهم وتقطيعهم إربًا. لم يُظهِروا أية مقاومة حينما سيقوا للذبح مثل الخراف، حتى تغطَّت الأرض بجثثهم وسالت دماءهم مثل النهر على الجانبين. سمح ماكسيميان لجنوده بالاستيلاء على ممتلكات الشهداء، وفيما هم يقتسمونها رفض أحدهم ويدعى فيكتور الاشتراك معهم، وحين سألوه إن كان مسيحيًا رد بالإيجاب فوقعوا به وقتلوه.

كانت مذبحة الكتيبة الطيبية نحو سنة 287 م.، وقد بنيت كنيسة كبيرة فوق موضع دفنهم، وحدثت معجزات كثيرة بشفاعتهم. وقد سعى كثيرون حتى من خارج حدود سويسرا للحصول على أجزاء من رفاتهم للتبارك منها، وصار القديس موريس شفيعًا للجنود وصناع السلاح.
الجريدة الرسمية