رئيس التحرير
عصام كامل

خبير: الحرب التجارية بين الصين وأمريكا بدأت تطيح بالاقتصادات الناشئة

محمد رضا، خبير أسواق
محمد رضا، خبير أسواق المال

مخاطر كبيرة من المتوقع أن تتعرض لها أسواق المال، حال استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وبحسب خبراء في أسواق المال، فإن الأسواق الناشئة ستكون في صدارة «قائمة الخسارة»، ما دفع بعضها إلى اتباع سياسات التشديد المالي، ومنها رفع الفائدة بنسب مرتفعة للغاية في محاولة لاستبقاء المستثمرين الأجانب، في الوقت الذي يخشى المستثمرون فيه من أن تعاني الاقتصادات الناشئة الأخرى في النهاية من نفس المشكلات التي تعاني منها هذه الاقتصاديات، وهرب كثير من المستثمرين الأجانب وسط ارتفاع التضخم نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية وارتفاع الدولار.


إتش سي للأوراق المالية تتوقع تخفيض البنك المركزي سعر الفائدة 100 نقطة أساس

قال محمد رضا، خبير أسواق المال: "الحرب التجارية التي أطلقت شرارتها واشنطن ضد بكين، هددت استقرار الاقتصاد العالمي وبدأت تطيح بالاقتصادات الناشئة.

وتابع: "أصبح الاقتصاد العالمي ينمو «بشكل أبطأ» متأثرًا بالتوترات التجارية والرسوم الجمركية والتشدد المالي، وتباطؤ الاقتصاد الصيني، وهو ما وصفه صندوق النقد الدولي بـ«الغيوم الأربع» التي تؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي، محذرا في ذات الوقت من إمكانية مواجهة «عاصفة» محتملة تطيح بالاقتصاد العالمي.

وأضاف: دخلت هذه الحرب التجارية حيز التنفيذ سريعًا بفرض أمريكا رسوم جمركية أكبر على بعض واردات الصين، وبدأ في التصاعد مع رد الصين بفرض رسوم أكبر على بعض الواردات الأمريكية، وبدأت التعريفة الجمركية بنسبة 10%، قبل أن ترتفع إلى 25%، وتم تطبيقها على آلاف البضائع الصينية ما بين مواد غذائية وقفازات البيسبول وحتى أجهزة الراوتر والمكونات الصناعية، أما التعريفة الصينية الجديدة فترتفع بمعدل 5%، بحسب المنتج، ومع استمرار تبادل النيران بين القوتين الاقتصاديتين العظمتين سيعني فرض تعريفة جمركية على ما يقدر بأكثر من 360 مليار دولار من البضائع، لتمثل تصعيدا كبيرا لصراعهما، والذي يضرب نمو الاقتصاد العالمي في مقتل، ومن المتوقع أن تتفاقم هذه المعركة حتى مع نفاد السبل أمام بكين للرد على ما تقوم به واشنطن، فالخطوة الأمريكية الأخيرة تعني أن نحو نصف المنتجات التي تبيعها الصين للولايات المتحدة كل عام ستفرض عليها تعريفة أمريكية.

وأشار إلى أن «عدد من دول الأسواق الناشئة، تواجه أزمات مالية وسط تعثر لعملاتها المحلية مقابل الدولار الأمريكي، مما دفع بعضها إلى اتباع سياسات التشديد المالي، ومنها رفع الفائدة بنسب مرتفعة للغاية، في محاولة لاستبقاء المستثمرين الأجانب، في الوقت الذي يخشى المستثمرون فيه من أن تعاني الاقتصادات الناشئة الأخرى في النهاية من نفس المشكلات التي تعاني منها هذه الاقتصاديات، وهرب كثير من المستثمرين الأجانب وسط ارتفاع التضخم، نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية وارتفاع الدولار، مع عمليات بيع كثيفة للعملات المحلية.

واستطرد: "تبدو الأسواق الناشئة شديدة الهشاشة في المرحلة الراهنة، لا سيما في ظل تصاعد الصراع التجاري العالمي المضر بشكل كبير بالأسواق الناشئة، وسحب الصناديق العالمية مليارات الدولارات من أسواق الديون في البلدان الناشئة منذ أوائل مايو من العام الماضي، وانخفاض مؤشرات الأسهم بشكل حاد، حيث أدت سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الضغط على المعروض العالمي من الدولار، وشجعت رؤوس الأموال الأجنبية على الهجرة من الأسواق الناشئة إلى الولايات المتحدة، ما شكل ضغطًا هبوطيًا على عملات هذه البلدان".
الجريدة الرسمية