لماذا يستهدفون مصر الآن ؟
وضع "برنارد لويس" مشروعه بتفكيك الدول العربية إلى مجموعة من الدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وسلم المشروع إلى "بريجنسكي" مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس "جيمي كارتر". وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية عام 1983 على مشروع "برنارد لويس" وتم اعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية المستقبلية.
البداية كانت من العمل على تحقيق مملكة "داود" الكبرى أولا، وهو مسمى للتمدد السرطانى الذي أطلقته إسرائيل على خطتها تجاه مصر وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان وجزء من العراق والسعودية.
تلاحظ عندما تشاهد العلم الإسرائيلي هناك خطين متوازيين باللون الأزرق بينهما نجمة داود الخط الأول يشير إلى نهر النيل والخط الثاني يشير إلى نهر الفرات.
قام أحد الباحثين من جنوب أفريقيا خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الأفريقي لمهارات الشباب في تونس في يوم الأربعاء الموافق 18 من شهر أبريل عام 2018 بعرض عدد من الخرائط لأول مرة قائلا إن تلك إسرائيل عام 2020، وهنا رفض الدكتور "أحمد الجيوشي" نائب وزير التربية والتعليم الذي حضر هذا المنتدى ضيفا عليه هذا الكلام.. وغادر المكان.
قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 25 من شهر مارس الماضى بتوقيع إعلان تعترف الولايات المتحدة بموجبه بسيادة إسرائيل "الكاملة" على مرتفعات الجولان السورية الشقيقة، والتي استولت عليها دولة الاحتلال من سوريا عام 1967 وضمتها إليها في 1981. وصرح "ترامب" لاحقا أنه سيحدث في الشرق الأوسط أشياء فظيعة وأحداث جسام خلال العام القادم.
تخطط الولايات المتحدة الأمريكية إلى افتعال حرب دينية إقليمية في منطقة الشرق الأوسط والتي ستكون الأشد من نوعها لتحقق المنفعة المرجوة من زيادة مبيعات السلاح، والتي ستنقذ الاقتصاد الأمريكي من الانهيار مقابل أن تعلن إسرائيل السيطرة وقت الفوضى على المناطق المشار إليها، وتحقق هدف دولة الاحتلال من هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل، إيذانا بعودة إسرائيل الكبرى.
تابعت إسرائيل خلال السنوات الماضي بكل هدوء وصمت ثورات ما سموه الربيع العربي في منطقتنا (عملا بالمفهوم القائل إذا قام عدوك بتدمير نفسه فاتركه يكمل المهمة)، هذا الذي كبد العالم العربى نحو ٩٠٠ مليار دولار أمريكي بالإضافة إلى مليون ونصف مليون قتيل وآلاف الجرحى، إما بسبب الحروب أو العمليات الإرهابية الممولة لزعزعة الاستقرار، وبلغ حجم ضرر البنية التحتية ما يعادل ٥٠٠ مليار دولار أمريكي، فضلًا عما لحق من أضرار وتدمير للمواقع الأثرية التي لا تقدر بأثمان. وما زالوا يحاولون جر مصر إلى مستنقع الفوضى، ولولا يقظة القيادة السياسية وبسالة قواتنا المسلحة لحدث ما لا يحمد عقباه.
وهذا ما أسمته "كوندوليزا رايس" وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس "جورج دبليو بوش" الفوضى الخلاقة، وهو اسم ظاهره فيه الرحمة وباطنه العذاب. والحل أن تعود المنطقة كلها على قلب رجل واحد أمام هذا المد السرطانى في المنطقة، ولنحذر مما يخطط له عدونا.