صوت المعركة!
لا مكان في المعارك إلا لأصوات المعارك.. كل أحاديث المراجعة أو العتاب رغم أهميتها وصحتها مؤجلة ولا وقت ولا مجال لها في تلك اللحظة.. الأزمة الحقيقية هو عدم معرفة الفرق بين مظاهرات تنظيم وبين غضبة شعب! مظاهرات تنظيم له ثأر مع الدولة المصرية ذاتها ومع الشعب المصري نفسه..
صحيح قد يثير ذلك لعاب البعض وقد سال لعاب البعض فعلا.. إلا أن المحصلة مئات هنا ومئات هناك.. المواطن العادي الذي يعاني ويشتكي لا علاقة له بما يجري.. صبر في السابق وينتظر نتاج صبره الآن، ويقف إلى جانب وطنه قبل كل شيء، ويدرك حجم ما يجري..
والمثير أنه يدركه بالفطرة.. فلا أعلام يشرح التفاصيل، ومن يشرحون كثيرون منهم بينهم وبين الناس جدار كبير!
لا وقت في المعارك إلا للمعارك.. التفاف واصطفاف.. وحده وتوحد.. ورغم أن ما جرى لم يفاجئنا وقد قلنا مئات المرات -نعم مئات المرات وبلا مبالغة- إنهم لن يتركوا مصر تعمر سيناء على حدود العدو ولا تطور جيشها وتحدث قدراته، ولن يتركوا خبرات النووي تصل إلى مصر، ويكون لها من جديد مدارس وجامعات وكوادر وعلماء، ولن يتركوا مصر تعيد التصنيع الحربي إلى مستواه السابق، فتبني فرقاطات وتتكامل مع الصناعات العسكرية الروسية!
كثيرة هي الأسباب.. فلا الأمريكان ولا الإسرائيليون ولا الأتراك ولا الأسرة الحاكمة في قطر ولا الإخوان بالطبع يعنيهم حال المصريين وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية إلا أن كانوا يريدونها في أسوأ حال.. إنما الأسباب كما ذكرنا بعضها وغيرها كثير وهي كلها أسباب أيضا عند شرفاء المصريين وهم الأغلبية الكاسحة الكاسحة من شعبنا لأن يكون شعارها اليوم.. الوحدة الوحدة.. الاصطفاف الاصطفاف.. فلا صوت يعلو فوق صوت الوحدة الوطنية والحفاظ على مصرنا.. هذه معركتنا الأساسية اليوم!