رئيس التحرير
عصام كامل

أصبح مزعج وعبء ثقيل.. هل قرر ترامب التخلص من نتنياهو؟

فيتو

تعيش دولة الاحتلال الإسرائيلي على واقع أزمة سياسية طاحنة، في ظل فشل رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو في حسم الانتخابات لصالحها للمرة الثانية، بعد فشله الأول في انتخابات أبريل الماضي.


بنيامين نتنياهو الذي قدّم نفسه للجميع على أنه ملك إسرائيل المتوّج، وسعى للاستمرار في منصبه عبر اللجوء إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى بعد فشله في تشكيل حكومته خلال أبريل الماضي في ظل الخلافات الطاحنة بين المعسكرات المختلفة.

وشرع المحللون بالصحف العبرية في صياغة عناوين لسلسلة مقالات تتحدّث جميعها عن نهاية عهد نتنياهو الذي ضرب رقما قياسيا في شغل منصب رئيس الوزراء.

وأعلنت النتائج شبه النهائية للانتخابات التشريعية الإسرائيلية الصادرة، اليوم الجمعة، عن اللجنة الانتخابية، التي لم تطرأ عليها تغييرات كبيرة مع عدم نجاح أي من الحزبين المتصدرين في تشكيل ائتلاف.

وحصل تحالف كاحول لافان – أزرق وأبيض نسبة إلى ألوان علم إسرائيل- بزعامة بيني جانتس على 33 مقعدا مقابل 31 لحزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، بحسب اللجنة الانتخابية التي أوضحت أن النتائج النهائية ستعلن الأربعاء.

وما زال يتعين فرز الأصوات في 14 مركزا تفيد حصول تجاوزات فيها، وفق ما ذكرت اللجنة في بيان. وحلت القائمة العربية المشتركة في المرتبة الثالثة بحصولها على 13 مقعدا، متقدمة على حزب شاس (9 مقاعد). وحصل كل من حزب يسرائيل بيتينو بزعامة أفيجدور ليبرمان، وحزب يهدوت هتوراة على (8 مقاعد). وحلت بعد ذلك قائمة يمينا (7 مقاعد) وحزب العمل (6 مقاعد) وقائمة "همحانيه هديمقراطي" (5 مقاعد).

ودعا نتنياهو الذي يراهن على الانتخابات لضمان مستقبله السياسي، الخميس، جانتس إلى أن يشكلا معا حكومة وحدة، لكن خصمه رد أنه يريد أيضا حكومة واحدة تخرج إسرائيل من المأزق السياسي لكن بشرط أن تكون برئاسته.

ويرى مراقبون أن جانتس ربما يكون بشكل كبير الأقرب إلى الفوز بتشكيل الحكومة من خلال تفاهمات تجريه واشنطن مع ليبرمان بهدف دفعه للتحالف معه وحسم الكفة لصالحه، بهدف كتابة السطر الأخير لعهد نتنياهو الذي أرهق واشنطن خلال السنوات الماضية بتصريحاته وسلوكه.

خصوصا أن نتنياهو بات كثير الطلبات من الجانب الأمريكي ويستغل ما قدمه لترامب خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وهو الأمر الذي لا يريد رجل البيت الأبيض تكراره في الانتخابات الوشيكة في واشنطن، خصوصا مع التسريبات المتعلقة بتجسس حكومة نتنياهو على البيت الأبيض واختراق إدارته بهدف فرض إملاءاته.

ويعد المراقبون لملف العلاقات بين البلدين، أن تعليق ترامب على نتائج الانتخابات الإسرائيلية وخسارة نتنياهو الذي قال فيه: "علاقاتنا مع إسرائيل وسنتابع ما سيأتي".

من جانبه، أشار مستشار بعض وزراء الخارجية الأمريكيين السابقين للشئون الإسرائيلية والفلسطينية، آرون ديفيد ميلر، إلى أن ترامب يهتم بدعم شعبيته داخل الولايات المتحدة، لا سيما بين الناخبين اليهود، أكثر مما بفوز نتنياهو، قائلا: "ترامب لا يهتم إلا بانتخابات واحدة وهي ليست الانتخابات التي يشارك فيها نتنياهو".

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسئولين حاليين وسابقين في الإدارة الأمريكية تأكيدهم أن الرئيس الأمريكي شعر في الأشهر الأخيرة بإزعاج إزاء معارضة نتنياهو الشديدة لخططه تخفيف نهجه الصارم تجاه إيران بغية إبرام صفقة محتملة.

كما نقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي قوله: "نعم، لدى ترامب علاقات صداقة مع "بيبي" لكنه يحب الفائزين وينوي طرح خطته للسلام مهما كان من سيتولى منصب رئيس الوزراء في إسرائيل".

وعلى ما يبدو أن إقدام الرئيس الأمريكي على إقالة جون بولتون، مستشار شئون الأمن القومي، والذي عرف بانحيازه لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، وقربه من نتنياهو ومعاونته على فرض آرائه المناهضة لخطط لترامب في المنطقة، ويصب في ذات الاتجاه أيضا الإطاحة بالمبعوث الأمريكي للسلام، جيسون جرينبلات.

ورجح المراقبون أن ما تسمى خطة السلام المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن" والتي ينوي ترامب طرحها عقب الاستقرار على اسم رئيس الحكومة وتشكيلها، ومن المرجح أن يصبح "جانتس" ورقة مرنة في تمرير الصفقة من خلال قبوله بإدراج تعديلات يرفضها نتنياهو وتسبب في وضع عراقيل أمام عملية الإعلان بدعم من فريق ترامب السابق المعنى بالتحضير للصفقة.

وربما تحدث مفاجآت وتحالفات غير متوقعة في كثير من الأحيان. وسيكون من الصعب تشكيل حكومة وحدة بقيادة نتنياهو. فقد استبعد جانتس المشاركة في حكومة مع نتنياهو إذا ما أدين نتنياهو بتهم الفساد. وقال ليبرمان: إنه لن يشارك في ائتلاف يضم الأحزاب الدينية المتطرفة وهم الشركاء الرئيسيون لنتنياهو.

ليبرمان يحسم الأمر.. انتخابات الكنيست تكتب نهاية حكم نتنياهو

ومن غير المستبعد أن يعمد حزب نتنياهو إلى عزله لتجنب أي اهتزاز في استقرار الحزب ويمهد السبيل لتشكيل ائتلاف بين ساسة آخرين في ليكود وحزب جانتس بما يدفع نتنياهو إلى خارج المشهد السياسي برفقة زوجته سارة التي تثار حولها الأقاويل في دوائر صنع القرار بالاحتلال.

الجريدة الرسمية