رئيس التحرير
عصام كامل

دق الجرس (2)


يحل المساء وتعلن البيوت المصرية حالة الصمت؛ لتوفير الهدوء الكامل حيث يطل صاحب الابتسامة العريضة والملابس المنمقة، بشعره اللافت؛ ليبدأ طلاب الثانوية العامة الكتابة سريعا وراءه دعما لحصيلتهم الدراسية بمعلومات دسمة من اللغة الإنجليزية.. إنه الإعلامي القدير الأستاذ إبراهيم الكرداني، الذي طالما أمتعنا صغارا بأسلوبه الشيق في شرح اللغة الإنجليزية.


وكأي شيء جميل في مصر، أصبحت شروح اللغة الإنجليزية للكرداني مجرد ذكريات ربما تكون موثقة على قناة «ماسبيرو زمان»، بينما دراسة طريقة هذا الرجل كحالة، تظل غائبة عن أذهان المعنيين بالشأن التعليمي لدينا لأجل غير مسمى، على الرغم من الحاجة الماسة للتوقف أمام «حب طلاب الثانوية العامة»، وقتئذ، لأسلوب تعليمي قلما نجد له مثيل.

ما أود إضافته اليوم؛ استكمالا للمقال السابق.. إننا بصدد استغلال الفضائيات المصرية كافة، الحكومية والخاصة، لإعلان ثورة تعليمية وعلمية شاملة، تبدأ بخطة للتنفيذ الفوري بحيث تكون محددة التوقيت زمنيا؛ لبدء بث برامج تعليمية شاملة لجميع مراحل التعليم، مع استغلال الإمكانيات المتاحة لتقنيات الفيديو والمونتاج والفيلم؛ لإيصال المناهج التعليمية للطلاب بطريقة سهلة سلسلة، والحمد لله أن لدينا أعدادًا ليست بالقليلة من المدرسين ذوي الكفاءات، من الذين جعلوا العلم رسالةً قبل أن يكون مهنة، هؤلاء المدرسون يمكن تدريبهم إعلاميًا وتقنيًا ليكونوا هم النجوم البدلاء والأبطال الحقيقيين لبرامج تعليمية عصرية يتوفر فيها عنصر الجذب والتشويق.

إنني أدعو الزميل الفاضل الأستاذ ضياء رشوان نقيب الصحفيين أيضا إلى تبني مبادرة مماثلة، يستنهض خلالها الدور المحوري لصحافتنا الموقرة ذات التاريخ الوطني على اختلاف تصنيفاتها وملكيتها، بحيث تُخصص أجزاء من صفحاتها ومواقعها الإلكترونية، لمدرسين أكفاء يشرحون مناهج التعليم لأبنائنا.. إن المعركة التي تخوضها مصر اليوم هي بالأساس أقرب تصنيفًا كمعركة وعي، سيكون التعليم القوى ومخرجاته المنتظرة، رأس حربة فيها ضد الجهل والإرهاب والتخلف وسرقة العقول.

أعلم تماما أن ما أكتبه، ربما يبدو حلما أو دربا من الخيال، لكن التاريخ المصري يشهد للعالم أن ذلك البلد طالما انتصر على يد الاحتلال الغاشمة، وليس غريبا أن ينتصر في معركة تطوير التعليم، وأرجوا أن يصل هذا المقال المتواضع إلى المعنيين بالتعليم في مصر ويتم دراسة الأمر بجدية، فالأسر المصرية تئن الآن من الدروس الخصوصية، وتدني مستوى الطلاب، فنظرة على الطلاب الخارجين من مدارسهم نكشف خطورة مستواهم الخلقي فضلا عن التعليمي.. والله من وراء القصد.
الجريدة الرسمية