رئيس التحرير
عصام كامل

دروس مهمة لدورتموند من مباراته أمام برشلونة

فيتو

رغم فشل أسود فيستفاليا في الخروج بثلاث نقاط من مباراته مع برشلونة، إلا أن كتيبة المدرب لوسيان فافر أظهرت شخصية أكثر نضجًا مما مضى وتقربها من المنافسة أوروبيًا كثيرًا.

في فترة الانتقالات الصيفية السابقة نجح أسود ويستفاليا في تدعيم مختلف الخطوط بعقد بعض الصفقات القوية استعدادًا لمنافسات الموسم الكروي الحالي، وإحداها كانت استعادة الابن الضال ماتس هوميلز الذي أُنيطت به مهمة تحصين دفاعات القلعة الصفراء بالخبرة التي اكتسبها خلال تنقله بين قطبيّ الكرة الألمانية بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند لأكثر من مرة.

ويبدو أن إدارة بروسيا دورتموند عرفت خلال الموسم الماضي ثمن الأخطاء الدفاعية كانت بمثابة عقب أخيل المميتة وكلفته غاليًا، خصوصًا وأنها حرمته من معانقة لقب الدوري الألماني "بوندسليجا" أمام الغريم البافاري بعد أن كان في متناول اليد طوال الموسم تقريبًا.

لكن المستوى الذي قدمه المخضرم الألماني أمام برشلونة في مواجهة الفريقين بمنافسات المجموعة السادسة في دوري أبطال أوروبا، أثبتت بعد نظر إدارة الفريق في الحصول على خدمات هوميلز في دعم شوكة الفريق.

ورغم كل ما يُعاب عليه في الصحافة الرياضية الألمانية من بطء في الانتقال للهجوم، فقد "أثبت الدولي الألماني السابق أنه أحد أفضل اللاعبين في المركز الذي يلعب به في أوروبا أو في ألمانيا على الأقل"، كما يقول المحلل الرياضي الألماني يوهانس ميتر ماير.

وبرز هوميلز بجدارة كصمام أمان دفاعات بروسيا دورتموند: بتركيز كبير، وقرارات متعقلة، واستباقية خاطفة تتفوق على الخصم، خصوصًا أمام قناص برشلونة لويس سواريز، كما حقق العلامة الكاملة (100 بالمائة) في الفوز بالصراعات الثنائية على الكرة. أما دقة التمريرات، فقد كانت كبيرة هي الأخرى (27 من أصل 31) كانت ناجحة، وكل هذا من دون أن يرتكب خطأ واحد أمام الخصم، على الرغم من أنه يعود للعب بقميص دورتموند في دوري الأبطال بعد انقطاع دام 1644 يومًا.

وردًا على سؤال حول ما إذا كان ذلك يستحق إعادة النظر لعودته للعب بقميص المنتخب الألماني قال أسطورة الكرة الألمانية السابق لوتار ماتياس في مقابلة صحفية بعد المباراة: "ربما لم أكن لأبعده عن المنتخب أساسًا، يجب أن يكون الأداء هو العامل الحاسم، لكن في بعض الأحيان يكون الأمر مختلفًا".

وفي المجمل أثبت هوميلز ورفاقه في الخطوط الخلفية لدورتموند أن دفاعات الفريق باتت فعالة بشكل مقنع ولا تحتاج ربما إلى مزيد من الترميم على المستوى المتوسط إذا ما اعتمد أعضاؤه على التنسيق ذاته ليظهر بالصورة التي رأيناها في مباراة الأمس، بعد أن كان نقطة ضعف أساسية أفقدت الفريق الكثير من الاستحقاقات.

في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي، أربك أسود ويستفاليا برشلونة الإسباني كثيرًا واختلط نابل خطوطه بحابلها، لكن بطل الدوري الإسباني لم يسقط، فقد أخفق قائد الفريق ماركو رويس في استغلال أكثر من فرصة لتحقيق ذلك. ولم يكن الأمر سهلًا أمام تألق حارس عرين البلوغرانا مارك أندريه تير شتيغن.

ويظهر ذلك أن فريق المدرب لوسيان فافر ما يزال يفتقد بعد إلى أعلى مستوى من الذكاء أو البراعة التامة في إنهاء الهجمات بالشكل المثالي على مستوى اللقاءات الأوروبية. وكذلك كان الحال في الموسم السابق أيضًا، ففي مباراتين أمام أتليتيكو مدريد الإسباني ومثلهما أمام أمام توتنهام هوتسبر لم يسجل الفريق سوى في مباراة واحدة في مرمى النادي الإسباني. وفي هذه المرة كان الأمر ينطوي على الكثير من سوء الحظ بعد أن ارتطمت إحدى تسديدات يوليان براندت القوية بعارضة مرمى برشلونة.

عن ذلك قال قائد الفريق ماركو ريوس: "لا أدري ما إذا كان بإمكاننا اللعب بشكل أفضل مما فعلناه في الشوط الثاني، غير أننا لم نسجل هدف الفوز". هوملز أشاد هو الآخر بمستوى الفريق: "كان الشوط الثاني كما تخيلناه جميعًا"، قبل أن يضيف مستدركًا: "نترك المباراة ونحن نشعر أننا فقدنا نقطتين مهمتين".

وترسانة دورتموند لا تخلو من الهدافين الذين يمكنهم تحقيق ذلك مثل باكو ألكسير الذي خاض مباراته الأولى أمام فريقه القديم وبراندت ورويس الذي يجب أن يتخلص من سوء الحظ في المباريات الكبيرة.

الكثير من النقاط الإيجابية الأخرى على مستوى الربط بين الخطوط في الملعب إلا أن على أن كتيبة المدرب لوسيان فافر الشابة لم تظهر بعد تمامًا بتلك الشخصية الناضجة التي تقربه من الألقاب، لكنه على الطريق إن تعامل بنفس العقلية مع الخصوم في المباريات القادمة.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية