65 عاما على رحيل الشيخ سليم الذي تحدى الملوك
في مثل هذا اليوم "7 أكتوبر 1954" رحل الشيخ عبد المجيد سليم صاحب أشهر المواقف وأقواها أثناء توليه دار الإفتاء ثم مشيخة الأزهر.
كما نشرت مجلة الأزهر عام 1980 في ذكراه وقالت: هو من مواليد عام 1882، اختاره رئيس الوزراء مصطفى النحاس مفتيا للديار المصرية لفلسفته وتعمقه في دراسة الأمور.
وكانت أول مواقفه الحاسمة في عهد الملك فؤاد الأول حين التمس فتوى باستبدال أرضه الجدباء غير الصالحة للزراعة بأرض خصبة من أراضي الأوقاف إلا أن الشيخ سليم لم يخش الملك وأفتى بأنه لا يجوز وعدم أحقيته في ذلك.
وفى عهد الملك فاروق أصدر فتواه بحرمة إقامة حفلات الرقص والخمور في القصور، وكان قد أعلن أن الملك أقام حفلا راقصا مع شرب الخمر في قصر عابدين وطلب بعض المعارضين حكم الشرع في ذلك فقال الشيخ سليم "إذا سئل المفتى فلابد أن يصدر فتواه بالعقل " وأفتى بحرمة هذه الحفلات الراقصة.
قرر الملك الانتقام منه فدعاه إلى صلاة الجمعة في قصر عابدين وهو نفس المكان الذي أقام فيه حفلة الرقص، وتيقن الشيخ أن هناك مكيدة ضده وبعد الصلاة مد الجميع أيديهم لمصافحة الملك، لكن الشيخ لم يمد يده واغتاظ الملك لأنه كان لا ينوي مصافحته وانتصر الشيخ لذكائه.
أيضا حين حاولت حكومة النحاس التدخل في تعيينات قيادات الأزهر اعترض الشيخ وغضب الملك، استقال الشيخ من منصب المفتى احتجاجا على تولى الشيخ مصطفى عبد الرازق مشيخة الأزهر بالرغم من أنه لم يكن من أعضاء هيئة كبار العلماء، وهو شرط أساسى للتعيين لكن الحكومة أعادته للإفتاء.
وحين ضغطت الحكومة ميزانية الأزهر أطلق الشيخ سليم مقولته الشهيرة (هنا تقتير وهناك تبذير) وكان الملك حينها يقضى عطلة الصيف باستراحة كابرى في إيطاليا، وعلم فاروق أنه يقضي بإسراف الملك فأعفاه من منصبه للمرة الثانية بتهمة نقد الملك وسياساته، ثم أعاده الملك في سبتمبر 1951 إلى منصبه، حيث أفتى بأن فوائد البنوك من الربا والقائمين على البنوك حرام عملهم هذا حتى قدم استقالته في سبتمبر 1952.