رئيس التحرير
عصام كامل

"عمر" والحياة بنصف قلب !


رسائل القراء الأعزاء تاج على الرأس لا يقدر بثمن.. ولا يمكن أن يقدر بأي ثمن.. وكثيرة هي الرسائل التي تعج بمشكلات وصرخات ودموع أصحابها.. ولأنه من الصعب أن يتحول المقال اليومي إلى تناول المشكلات الخاصة فقط دون مشكلات الوطن، لذا سنتناول بين الحين والآخر ما لا يمكن تأجيله..


هنا الصعيد.. حيث الأولاد زينة الحياة الدنيا.. صحيح أنهم زينة الحياة الدنيا في كل مكان لكنهم في الصعيد أكثر قليلا، حيث العزوة.. وحيث الناس تعرف بعضها أكثر بحكم الترابط والناس -للأسف للأمانة- لا تكف عن السؤال دون مراعاة لمشاعر من يسألونه فضلا عن كونه تطفلا لا معنى له!

بعد أمنيات بالإنجاب جاء "عمر".. الفرحة هيمنت على قلوب وعقول أسرته حيث الأب والأم.. والجد والجدة.. والأعمام والأخوال.. إلا أن كل ذلك بدأ يتسرب ويتبدد بفعل حالة "عمر" الصحية.. الطفل الجميل بدا شاحبا.. بل وزاد لونه إلى ما هو أكثر من الشحوب وهي حالة يفسرها أطباء القلب والباطنة على الفور بأن هناك مشكلات في الدورة الدموية مصدرها القلب.. وقد كان!

صحيح التفسير يقول إن هناك أزمة في القلب.. ولكن ماذا في القلب؟ هل هي الصمامات؟ هل هي عضلة القلب؟ هل هي الشرايين؟ جولة كبيرة عند الأطباء من أسيوط عاصمة الطب في الصعيد إلى العديد من المراكز والمستشفيات، وهذا كله وإن كنا نلخصه في سطور إلا أنه مر كدهر كامل على أبويه، وقد أنفقا كل ما لديهما على ابنهما الرضيع الذي بلغ اليوم برحمة الله شهره السادس، لكن أخيرا جاءت الصدمة.. وجاء التشخيص.. "عمر" الجميل خلق ب "بطين" واحد في القلب! ومعه مشكلات في الشرايين!!

المأساة أن يقف الآباء عاجزون أمام صرخات أولادهم.. لا يتكلم الأطفال فهم لا يعون شيئا إلا الألم.. لكن الوجع عند الأب والأم بوجع الدنيا كلها..

الآن.. يؤكد الأطباء أن الأمل موجود في حالة "عمر".. لكنه ليس موجودا في المستشفيات العامة التي يعالج فيها الآن ويحتاج إلى تطوع أحد أطباء القلب الكبار ممن يمتلكون قلبا رحيما لعلاج "عمر" أو للأمرين معا.. أن تعالجه الدولة من خلال أحد كبار أطباء القلب.. نحن نكتب ونتكلم ونقرأ.. لكن كل ثانية على أهله هي الجحيم بعينه!
أنقذوا "عمر"..
الجريدة الرسمية