رئيس التحرير
عصام كامل

عمرو منسي‭ ‬: مهرجان «الجونة‭ ‬السينمائي» الوحيد بالعالم الذي يعتمد على التمويل الخاص

فيتو

  • نخطط لوصول المهرجان مرحلة «الصرف على نفسه» ولكن هذا الأمر لن يكون قبل 3 سنوات على الأقل
  • نحاول خلق طرق أخرى لضخ الإيرادات
  • نعمل على خروج المهرجان بأفضل شكل بميزانية غير ضخمة.. ونخلط بين الخبرة والشباب في «فريق عمل»
  • استحدثنا جزءا خاصا بالأزياء في الدورة الجديدة.. ونسعى لخلق مصادر إيرادات جديدة
  • من غير الحكومة ودعمها لن يقوم المهرجان

أيام قليلة تفصلنا عن بداية الدورة الثالثة من مهرجان الجونة السينمائي، المقرر لها أن تقام في الفترة من 19 حتى 27 سبتمبر الجاري، لكن الفعاليات التي تقام في تلك الفترة سبقتها تحضيرات واستعدادات لمدة عام كامل، ووراءها فريق كبير عمل على تذليل جميع العقبات التي قد تواجه ضيوف المهرجان، وحتى تخرج تلك الفعاليات بشكل يليق بمهرجان الجونة الذي أصبح واحدًا من أهم المهرجانات في الشرق الأوسط.
فريق عمل «الجونة السينمائي» يقوده عمرو منسي، الرئيس ‬التنفيذي - المؤسس المشارك ‬لمهرجان ‬الجونة ‬السينمائي، "فيتو" كان لها معه هذا الحوار، الذي كشف فيه عن التحديات التي واجهت فريق العمل، والمزج بين عاملي الشباب والخبرة في فريق عمل المهرجان، كما أزاح الستار عن الدعم الحكومي الذي توجهه الدولة للمهرجان، وميزانية المهرجان، وغيرها من القضايا المهمة..
فإلى نص الحوار:

بداية.. البعض شكك في استمرار مهرجان الجونة ورغم هذا استمر ووصل لدورته الثالثة، فما هي رؤيتك لاستمرارية المهرجان؟
في البداية أود أن أوضح أن فكرة الاستمرارية أصعب تحدٍّ يواجه أي مشروع، أقول لك ذلك ونحن على أعتاب الدورة الثالثة من المهرجان، ولكي نكمل طريقنا فإن هذا يحتاج إلى ميزانية، ومهرجان الجونة تمويله بالكامل من خلال شركة خاصة، وليس بتمويل حكومي، وهذا الأمر غير موجود في مصر وربما في العالم بأكمله، لأن المهرجانات الكبيرة تحتاج لميزانية ضخمة، فالمهرجان يقام على مدى عدة أيام ويكون به عروض أفلام وحفلات وندوات وأنشطة ثقافية وحجز تذاكر طيران وإقامة بالفنادق، لذلك فإن أصعب ما يواجهنا أن نقوم بتحضير ميزانية ليست كبيرة، وفي نفس الوقت نظهر المهرجان بأفضل شكل ممكن.

*نجاح الدورتين الأولى والثانية من المهرجان يضع فوق عاتقكم مسئولية كبيرة خلال الدورة الثالثة.. حدثنا عن التحديات التي واجهتكم أثناء التحضير لهذه الدورة؟
هناك الكثير من التحديات التي واجهتنا، مثل أن نستضيف نجوم أجانب بميزانية ليست كبيرة، وأن نعد حفلي افتتاح وختام على أعلى مستوى ينال رضا الجميع دون الحاجة إلى ميزانية كبيرة، وهذه من الأشياء التي كنا ندرسها بشكل جيد؛ حتى نصل لرقم جيد يجعلنا قادرين على إخراج الحفلات بشكل جيد، بالإضافة إلى فرق العمل الذي يكون به جزء ثابت يعمل طوال السنة وجزء يعمل قبل المهرجان بثلاثة أو أربعة أشهر، حتى تقل نفقات الميزانية، وهذا شيء صعب لأن المهرجان حجمه كبير وبه مسئوليات، ولا يوجد به «هزار»، فلا يمكن أن يكون هناك خطأ مع فنان أو وزير أو راعٍ، لذلك نعتمد على من لديهم الخبرة والذكاء في إدارة الأمور.
ومن التحديات أيضًا أن الضغط اليومي الناتج عن الحرص على أن تخرج جميع المناسبات والأحداث داخل المهرجان بدون أي أخطاء، فهناك نحو 20 حدثا فنيا داخل المهرجان، وكل حدث يحتاج لشركة كاملة لتقوم بتجهيزه، وكل يوم هناك 5 أو 6 أحداث فنية ما بين عروض وندوات واحتفالات، فيكون من الصعب جدا العمل على تلك الأحداث معًا؛ لأنها تحتاج لمجهود كبير ومتابعة مستمرة ليخرج كل شيء بشكل جيد دون أخطاء، فتوجد العديد من التحديات وما أكثرها.

*لماذا يتكون فريق العمل من الشباب بنسبة 90% رغم تأكيدك على اهتمامك بالخبرات حتى يخرج كل شيء بشكل جيد؟
من الممكن أن ألا يكون لدى الشباب الخبرة الكافية، ولكنّ كثيرين منهم لديهم أفكار جديدة، ومنهم من يريد تحقيق ذاته، وهذا يساعدنا في عملنا كثيرًا، بالإضافة إلى أننا نضع كل شخص في المكان المناسب له، بينما الأحداث التي تحتاج خبرة مثل اختيار الأفلام نتركها لـ"انتشال التميمي" ونيكول وأمير رمسيس، ونضع الشباب في الأماكن التي تحتاج أشخاصا متحركين ولديهم معلومات ويستطيعون مساعدة الضيوف، فنحن نقوم بعمل خليط بين الخبرة والشباب، كل على حسب الاحتياج له.

*وما شكل الدعم الحكومي الذي يتلقاه مهرجان الجونة؟
الدعم الحكومي للمهرجان يكون «لوجيستيا» من خلال وزارة الثقافة، فيما يتعلق بالرقابة والأفلام والتصاريح وما شابهها، بالإضافة إلى دعم مادي من وزارة السياحة في حالة أننا سنحضر فنانا عالميا تساعدنا الوزارة في ذلك، لكي يأتي إلى مصر ويلتقط الصور في الأماكن السياحية، ونقوم بعمل دعاية للبلد، وكذلك هناك دعم من محافظة ومديرية أمن البحر الأحمر، فمن غير الحكومة ودعمها لن يقوم المهرجان.

*الدورة الأولى من المهرجان ساهم في دعمها المؤسسان نجيب وسميح ساويرس بنسبة 85%، وفي الثانية بنسبة 55%، والثالثة بنسبة من 50% إلى 45%، والباقي من الرعاة، فهل لديكم خطة لوصول المهرجان لمرحلة جمع ميزانيته بالكامل من الرعاة؟
نحن نسعى بالفعل لأن يستطيع المهرجان أن «يصرف على نفسه»، ويحقق ميزانيته بالكامل، لا أعلم متى سنصل لذلك، ولكن هذا الأمر لن يكون قبل 3 سنوات على الأقل، فالتكلفة كبيرة، وليس من السهل أن يصل المهرجان لمرحلة جمع ميزانيته بالكامل، فلا بد أن نفكر في إيرادات كبيرة جدا، مثل هذا العام قمنا بعمل جزء للأزياء في المهرجان، وسيرى ضيوف المهرجان هذا الأمر للمرة الأولى في هذه الدورة، ستكون عبارة عن بعض المحال وبها شاشات لمشاهدة حفلي الافتتاح والختام، ونحاول خلق طرق أخرى لضخ الإيرادات، مثل سوق الفيلم في مهرجان «كان»، فالجميع يذهب لشراء جزء به لعرض منتجاته.

*هل استفدتم من هبوط سعر الدولار في الآونة الأخيرة؟
نعم أفادنا هذا الأمر جدا، فقد قمنا بتحضير ميزانية هذا العام بالدولار، وبعد نزول الدولار استفدنا بسبب فرق الأموال التي استطعنا توفيرها.

*ماذا عن مهرجان الموسيقى الذي سيقام في الجونة قريبًا؟
من ناحيتي لا يوجد أي جديد، ولم يحدثني أحد في الاستعداد لمهرجان الجونة الموسيقي، ربما تكون هناك تحركات من جانب مدينة الجونة في الأمر، لكن من ناحيتي لا يوجد أي جديد بشأن المهرجان.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية