انتخابات الرئاسة التونسية.. روح اليأس تملأ الصناديق الفارغة
انطلقت صباح اليوم الأحد، الانتخابات الرئاسية المبكرة في تونس، والتي دعي إليها أكثر من سبعة ملايين ناخب مسجل، لاختيار رئيس جديد للبلاد، في استحقاق يشهد منافسة بين 24 مرشحًا ومرشحة.
وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، مع وقت الظهيرة، إن نسبة المشاركة تخطّت 16.3 بالمائة في الواحدة بعد الظهر، مفصّلة النسب في مختلف الدوائر، وداعية الناخبين الذين لم يصوتوا بعد إلى ممارسة "حقهم الانتخابي"، بأية حال، ثمة حديث عن مشاركة ضعيفة بشكل عام، وهناك أصداء تتردد مفادها أن التونسيين تعِبوا من انتظار الوعود.
ويرى مراقبون أن نسبة البطالة المرتفعة، والمشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، إضافة إلى التضخم المالي، كلها أمور أحبطت عزيمة كثيرين.
وتجاوزت نسبة التصويت في الانتخابات الرئاسية عند الساعة الثالثة ظهرا 27%، وفقا لما أفاد به موقع فرانس 24، وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات في وقت سابق وجود تفاوت ملحوظ في نسب التصويت تبعا للمناطق.
وأشرف على الانتخابات الحالية آلاف المراقبين، بمن فيهم مكلفون من قبل هيئة الانتخابات، بالإضافة إلى منظمات غير حكومية ونقابية تونسية وأجنبية، منها الاتحاد العام التونسي للشغل -المركزية النقابية- والاتحاد الأوروبي ومركز "كارتر".
وأغلقت مراكز الاقتراع بكل الولايات في حدود السادسة مساء، باستثناء 245 مركزا أغلقت أبوابها قبل ساعتين لدواعٍ أمنية بسبب وقوعها على الحدود الغربية.
وبحسب رئيس الهيئة المستقلة العليا للانتخابات في تونس، نبيل بافون، فإن نسبة المشاركة في تصويت الاستحقاق الرئاسي، بلغت 27.8 في المائة الساعة الثالثة عصرا.
وكان بافون قد دعا الشباب إلى النزول والمشاركة في التصويت بعد عزوف واضح عن المشاركة جرى رصده خلال اليوم.
وذكر بافون في مؤتمر صحفي قبل ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع: "شباب تونس وبناتها.. بقيت ساعة لن تتكرر إلا بعد خمس سنوات.. من أجل هذا اليوم قامت ثورة استشهد فيها تونسيون وما زالت ملفات الجرحى والشهداء مفتوحة".
وأضاف: "تونس تستحق منا أن ينزل الشباب ويقوم بواجبه ويدلي بصوته".
وأوضح أن عدد الناخبين حتى الآن هو مليون و862 ألف من إجمالي 7 ملايين و145 ألف ناخب مسجل.
الرئيس المؤقت محمد الناصر من جانبه قال فور إدلائه بصوته في الانتخابات أمام المدرسة الإعدادية 2 مارس 1934 بمدينة سيدي بوسعيد، "إن عملية التصويت ستبرز لمختلف دول العالم مضي بلادنا قدما في مزيد ترسيخ مسارها الديمقراطي وتركيز ديمقراطيتها الفتية لتبقى تونس دائما وأبدا محل اهتمام واحترام الجميع"، موجهًا الدعوة للتونسيين للذهاب إلى صناديق الاقتراع واختيار من يرونه جديرًا بثقتهم.
وحسب وكالة الأنباء التونسية، فإن الناصر شدد على أن عملية المشاركة في اختيار رئيس الجمهورية المقبل لتونس هي حق وواجب، وذلك بمقتضى ما جاء في الدستور الذي ينص في فصله الثاني على أن تونس دولة مدنية تقوم على علوية القانون والمواطنة وسيادة الشعب.
وتولى سبعون ألف رجل أمن تأمين مكاتب الاقتراع ومراكز الفرز، على ما أعلنت وزارة الداخلية أمس السبت.
وستجرى عمليات الفرز في كل مكتب اقتراع، وينتظر أن تنشر منظمات غير حكومية ومراكز سبر آراء توقعاتها الأولية ليل الأحد إلى الإثنين، على أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النتائج الأولية الثلاثاء 17 سبتمبر.
وبحسب تقرير لموقع "فرانس 24"، تباينت الآراء حول الانتخابات الرئاسية، فهناك من يرى أنها ستعود بالخير على البلاد، ومن يعتقد أنها مجرد عملية سياسية جديدة وعابرة مثل سابقاتها، لكن الجميع يتفق على أن المعيشة أصبحت غالية، وأن ارتفاع الأسعار بشكل مستمر يثقل كاهل المواطن البسيط، ما يجعل البعض يحن إلى العهد السابق.
ومن بين المرشحين البالغ عددهم 24 مرشحا، رئيس الوزراء يوسف الشاهد ورئيسا وزراء سابقان ورئيس سابق ووزير الدفاع، ويأمل المتنافسون بتحقيق فوز حاسم أو خوض جولة إعادة إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 بالمائة.
مع هذا العدد الكبير من المرشحين، قد تسفر انتخابات الأحد عن نتائج متقاربة للغاية بحيث لا يكون الفارق في الأصوات كبيرا بين ما يحصل عليه المرشحان اللذان سيخوضان الإعادة المقررة بحلول 13 أكتوبر وباقي المرشحين.
الانتخابات الرئاسية الحالية ينتخب فيها رئيس الجمهورية السابع في تاريخ البلاد، كان من المفترض أن تجرى الانتخابات في 17 و24 نوفمبر، غير أن المواعيد الانتخابية قد تغيرت في ظل ما فرضته وفاة الرئيس الباجى السبسي، فقدمت الانتخابات إلى تاريخ 15 سبتمبر لضمان عدم تجاوز الآجال الدستورية التي تضبط مواعيد إجراء الانتخابات المبكرة على أن لا تقل عن 45 يوما ولا تزيد عن 90 يومًا، وفقًا لما يقتضيه الدستور.
وتبرز أسماء نبيل القروي، مرشح حزب قلب تونس القابع في السجن بتهم الفساد وتبييض الأموال منذ 23 أغسطس الماضي، وقيس سعيّد المرشح المستقل، إلى جانب مرشح حركة النهضة عبد الفتاح مورو، ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، المرشح المستقل المدعوم من حركة نداء تونس وحزب آفاق تونس، بجانب رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد.
كبار السن والمعاقون يتصدرون مشهد الانتخابات التونسية
وتشهد تونس انتخابات تشريعية في السادس من أكتوبر المقبل، ويرجح أن تكون قبل الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في حال عدم فوز مرشح من الدورة الأولى، وبالتالي قد تتأثر النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية حتما بنتائج التشريعية.