لبنان تحتفل بالذكرى الـ 13 لتحرير الجنوب.. نصر الله: انتصارات المقاومة يوم من أيام الله.. قادة إسرائيل تعترف: الحرب لم تكن نزهة
مضى 13عاما على صفعة المقاومة اللبنانية للكيان الصهيونى، حين تمكنت من دحر غطرسة إسرائيل، وانهاء احتلال دام 27عامًا على أراضي الارز وانتهى بالانسحاب من الجنوب اللبنانى، في25مايو 2000؛ والتي وصفها حسن نصر الله الامين العام لحزب الله في كلمته اليوم السبت في ذكرى الانسحاب، بأنها يوم من أيام الله.
أشار نصر الله في كلمته في ذكرى تحرير الجنوب إلى أن "انتصارات لبنان وغزة والعراق هي للامة كلها، المستهدفة من العدو الصهيوني وأمريكا".
ترجع هذه الذكريات لعام 1973، عندما اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية حانين التي تبعد عن حولا نحو 15 كلم إلى الجنوب الغربي
ودكّت مدفعية العدو الإسرائيلي في عام 1976، بيوت القرية من مواقعها في مستعمرة زرعيت، بالتزامن مع حشد كثيف لمسلحي قوات سعد حداد، وفي ساعات الليل بدأت هذه القوات المدعومة بعشرات الجنود الإسرائيليين المزودين بالدبابات باجتياح القرية
و أقدمت بعد مواجهة مع الأهالي على قتل ثمانية من أبنائها ثم استبيحت القرية وتم تدميرها نهائيًا، لتكثف بعدها الهجوم على مدن وقرى الجنوب.
وفى عام 1978، بدأت ”عملية الليطاني“ بعدوان شارك فيه ما يقارب الثلاثين ألف جندي وضابط إسرائيلي اجتاحوا أكثر من 150 بلدة وقرية في الجنوب اللبنانى، دمرت منهم ست قرى تدميرًا كاملًا بينها بلدة الخيام.
ورغم ضآلة إمكانات المقاومة، إلا أن الإسرائيليين أنفسهم اعترفوا بضراوة المعركة، وخاضت القوات المشتركة حرب عصابات، فتنقلت المعارك في عدد من القرى من بيت إلى بيت وداخل البيوت نفسها.
و وثق أحد القادة العسكريين الإسرائيليين ما حدث في بلدة مارون الرأس، قائلا: ”بعد القصف واقتراب قواتنا من بيوت القرية التي تمّ تدميرها، وبعدما أوشكت قواتنا أن تدخل تلك البيوت، فتحت نيران المخربين بكثافة، وكان لا بد من اقتحامها عن طريق المشاة من أجل تطهيرها،وكان قتال المخربين شرسًا، كما اعتبر وزير الحرب الإسرائيلي عزرا وايزمن: ”أن الأمر ليس نزهة“.
وخلال الفترة من عام 1973 حتى 25 مايو 2000، شهدت قرى ومدن لبنان مجازر دموية عديدة، كان أفظعها مجزرة قانا التي ذهب ضحيتها 106 مواطنين من الأطفال والنساء والشيوخ وأكثر من 120 جريحًا حال معظمهم خطرة، الذين قصدوا مركز القوات الفيجية التابعة للأمم المتحدة للاحتماء من القصف فكانت هذه الجريمة تحت راية الأمم المتحدة.
بعد اعتداءات دامت 16 يومًا أوقعت أكثر من 164 شهيدًا، استطاع لبنان بصموده وقوة مقاومته أن ينتزع من المجتمع الدولي ومن العدو اعترافًا بحقه في المقاومة وهو ما عرف بـ“اتفاق نيسان“.
وبدأت عمليات المقاومة التي أوقعت العدو خسائر كثيرة وارتباك شديد، وجلى في الأفق حلم التحرير للأراضي المحتلة.
وفي 23 مايو عام 2000، كانت بلدة الخيام لا تزال محتلة، وفجأة بثت شاشات العالم، مشاهد التحرير الأكبر والاهم في تاريخ لبنان، وهو تحرير الأسرى من جحيم المعتقل الكائن على تلة الخيام، وبدأت بعدها آليات ومدرعات العدو بالانسحاب من الأراضي المحتلة دون سابق إنذار، ليشهد العالم انتصار المقاومة اللبنانية على الاحتلال الاسرائيلى وتحرير مدون وقرى الجنوب.