رئيس التحرير
عصام كامل

محمد على.. أسئلة منطقية! (3)


سألونا في أكثر من برنامج عن قضية "الاختفاء القسري" وكان آخرها على "إكسترا نيوز" قبل أيام، وقلنا إنه الملف الشيطاني الذي يختلف عن كل الملفات، إذ إنه الملف الوحيد الذي لا تجدي معه أوراق أو شهود أو براهين أو منطق، بل هو الملف الوحيد الذي يجب لحسمه أن تظهر "الجثة"! حية أو ميتة.. فأهل المختفي سيقولون إنه لدى أجهزة الأمن.. وأجهزة الأمن تقول إنهم لا يعرفون عنه أي شيء، ويمكن أن يستمر الحال، هكذا سنوات لا ولن يحسمها إلا سنوات!


الآن "محمد على" ينتج لنا ملفا آخر.. اتهامات في كل اتجاه.. الرد عليها سيتم التشكيك فيه لا محالة.. بشعار "الدفاتر دفاترهم والورق ورقهم"، وخلفه فرق تغني وتردد الكلام نفسه.. بينما في حالة عدم الرد ستكون النغمة هي "اهو لم يرد أحد"!!

هذا التفكير الشيطاني والدائرة الجهنمية لا يمكن أن يكون إنتاجا شخصيا لـ"محمد على"، وإنما قراءة في الفيديوهات يمكن أن نعرف المثلث أو الأضلاع الثلاثة التي يستهدفها في فيديوهاته وهي القوات المسلحة.. الشرطة -التي وصفها بأنها بيد السلطة- والرقابة الإدارية!

أي إن المستهدف هو الجيش العظيم الذي يحمي ويبني.. نكرر.. يحمي ويبني، ويعوض ترهل الجهاز الحكومي -لولا مؤسسات الجيش التي تعمل في كل اتجاه لوصلنا إلى الكارثة- والشرطة التي تؤمن الداخل وتخوض معركة شرسة مع الإرهاب، ثم الرقابة الإدارية التي لا تواجه الفساد فقط، وإنما أيضا تتابع وتشرف -وفق تكليفات الرئيس- على المشروعات الجديدة، وتقيمها وترفض استلام غير الملتزم بالمعايير المقررة..

وبالتالي أفسد هذا الجهاز حال كثيرين ممن اعتادوا التعامل في ظل عهود سابقة، فيها من الفساد والرشوة والسمسرة والعمولة وما "تحت الترابيزة" إلى اخره من قاموس مافيا كبيرة فسدت وأفسدت!

السؤال: هل مشكلة "محمد على" -على فرض صحتها.. مثلا مثلا- تتطلب الهجوم على الجيش العظيم؟ وهل واقعة واحدة -على فرض صحتها، مثلا مثلا- تكفي للحكم على جهاز عظيم كالرقابة الإدارية يخوض الآن أشرف المعارك التي تأخرت كثيرا؟ وبغير تجربة مباشرة له مع الشرطة هل يجوز لـ"محمد على" أن يحكم على أداء المؤسسة كلها؟! أم أن الأمر مقصود وهناك تعمد لهز الهيبة.. والطعن في السمعة.. والتشكيك في الأداء؟

والسؤال: هل هذا ينسجم مع شخص اختلف على أموال؟ أو تشاجر في مشاجرة؟ أو اختلف في أزمة؟ أم أن القصة أكبر من ذلك بكثير كما قلنا في المقالين السابقين؟!
ملحوظة: ينبغي قراءة المقالين السابقين بالترتيب لاستيعاب التسلسل!
نكمل غدا إن شاء الله
الجريدة الرسمية