"في اختلافهم مصلحة".. استفادة السكك الحديدية والمترو من الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا.. مليارات الدولارات صفقات متبادلة مع القاهرة بقطاع النقل.. وفوائد عديدة حال توقيع عقود للصيانة والتوريدات
اشتعل الصراع الاقتصادي بين أمريكا والصين، ودخلت القوى الاقتصادية الكبرى في معركة اقتصادية لكسب أكبر عدد من العملاء لفتح أسواق لمنتجاتها سواء في مجال المعدات الثقيلة أو الاتصالات أو غيرها من المجالات.
الاستفادة من الحرب
وانتقلت الحرب التي بدأتها أمريكا في مجال الاتصالات بأزمة هواوي لتصل إلى العديد من قطاعات الاقتصاد وهو ما دفع العديد من الأسواق الناشئة على مستوى العالم في الاستفادة من هذه الحرب من خلال الحصول على أسعار منخفضة أو امتيازات مقابل فتح أسواقها لمنتجات الصين أو أمريكا.
السكك الحديدية ومترو الأنفاق
السكك الحديدية ومترو الأنفاق في مصر يعدان من أكبر المستهلكين في مصر لمنتجات السوقين الامريكى والصينى خاصة أن السكك الحديد تعاقد على توريد مايقرب من 100 جرار من أمريكا بتكلفة تتخطى 2.5 مليار دولار وفى الوقت نفسة تعاقدت مع الصين على توريد القطارات المكهربة من أفيك الصينية ولم تتيقن السكك الحديد للاستفادة من المتعاقدين في ظل الحرب بين الصين وأمريكا.
ويدخل ضمن التعاقدات بين النقل والصين تعاقدات على مشروع خط أبو قير المتوقع أن تنفذه الشركة الصينية للقطارات المكهربة بخلاف العديد من المشروعات الأخرى التي تنفذها أمريكا والصين بمترو الأنفاق.
من ناحية أخرى على إدارة مترو الأنفاق أن تقوم بالإسراع في مشروعات الخطوط المكهربة للقطارات لتصبح بديلا لخطوط الضواحى الحالية والاستفادة من رغبة الصين في السيطرة على أسواق عديدة على مستوى العالم وذلك يساهم في سرعة تعديل شبكة السكك الحديد على مستوى الجمهورية في وقت قياسي وبأسعار منخفضة.
القدرة على المناورة
وقال المهندس عبد الله فوزى رئيس مجلس إدارة المترو السابق إن التعاقدات الخاصة بالمترو والسكك الحديدية ليست مرنة بالشكل الذي يعطى الجانبين القدرة على المناورة، سواء مع أمريكا أو الصين.
وأوضح أن التعاقدات والمشروعات الداخلية يحكمها العديد من الأمور التنظيمية والتي يرى البعض أنها روتينية منها عمليات الطرح الفنى والتأهيل المالى والفنى وغيرها من المراحل بخلاف المراحل التي تسبق أي مشروع وهو ما يجعل المناورة مع الأمريكان أو الصيني ليست بالسهلة كما يتخيل البعض.
ثورة تطوير
وأضاف فوزى أن خطوط السكك الحديدية بالفعل تحتاج لثورة تطوير ولكن قرار تعديل خط أو خطين ليس الأمر السهل خاصة أن التكلفة النهائية ستكون مرتفعة للغاية وتتخطى مليارات الدولار والاقتصاد المصرى خرج من أزمة طاحنة ولا بد أن يكون هناك عقلانية في المشروعات للحفاظ على الاحتياطي النقدى في أعلى مستوى حتى لا تتعرض البلاد لهزة اقتصادية كما حدث أثناء ثورة يناير، وهو ما يصعب عمليات التوسع في مشروعات السكك الحديد والمترو بخلاف المشروعات المقررة سلفا.
وفي نفس السياق كشف المهندس سمير نوار الرئيس الأسبق للسكك الحديدية، أن الاستفادة من الأزمة الاقتصادية أو الصراع الصينى الامريكى شئ جميل جدا، ولكن هناك نقاطا أهم وهي أن التعاقدات التي تمت مع الصين وأمريكا كانت منذ فترة طويلة ومنها التعاقد على توريد جرارات السكك الحديدية والذي تم التعاقد مع جنرال الأمريكية منذ أكثر من عامين وقبل ظهور الصراع الامريكى الصينى للسطح الأمر الذي ينطبق أيضا على الاتفاقيات مع الصين على تمويل أو إنشاء مشروعات مثل القطار المكهرب السلام العاشر أو مشروع قطار أبو قير وغيرهم من المشروعات المشتركة.
مكاسب التوريدات والصيانة
وأكد أن الاستفادة الوحيدة يجب أن تكون في عمليات التوريدات والصيانة المستقبلية، مطالبا بالعمل على إبرام اتفاق بين الشركات المصنعة للجرارات وغيرها من الشركات الأخرى يشمل اتفاق واضح بأطول مدة لصيانة الوحدات المتعاقد عليها من الطرفين وبالتالى تحقق السكك الحديدية ومترو الأنفاق أكبر استفادة ممكنة.