محمد على.. أسئلة منطقية (2)
ينبغي التنويه من أن المقال التالي يحتاج إلى بعض التركيز والانتباه، مع ضرورة مطالعة مقال الأمس، ونقفز إلى قلب الموضوع من جديد ونسأل: ماذا لو طل "وائل غنيم" بعد كل هذا الغياب وأبدى دعمه وتأييده لـ"محمد على"؟ كيف سيكون رد فعل الكثيرين؟ وماذا لو انضم إلى "وائل غنيم" "وائل عباس"؟
بالطبع سيكون رد الفعل الأول هو الانتباه إلى هذه الملاحظة، وسيشعر الكثيرون أن هناك هجمة عنيفة ضد بلادهم، ربما ستتفوق عن الانتباه إلى كلام "محمد على" ذاته.. وما الحل؟
الحل أن يتسرب هؤلاء من جديد إلى المشهد، ويتخذون من "مدخل" الرد على "محمد على" ذريعة لعودتهم للمشهد، ولذلك نتوقع مداخلات من نشطاء اخرين أو مداخلات جديدة للوائلين غنيم وعباس.. وفيديو يجر فيديو وتسجيل يجر آخر ومن لم يشاهد الفيديو الأول سيبحث عنه بعد الثاني، ومن لم يشاهد رد الثاني على الأول سيبحث عنه وفي الأخير مزيدا من الانتشار والدعاية، وفي الأخير سيعود هؤلاء بالتسريب البطيء إلى ذهن الكثيرين!
نتذكر الآن مشهدا جرى قبل سنوات قليلة ونسألكم: هل تتذكرون كيف تم تقديم "باسم يوسف" للمصريين؟ بالطبع من خلال تسجيلات على اليوتيوب.. السؤال: ماذا لو كانت إطلالته الأولى من خلال قناة من القنوات الشهيرة؟ بالطبع سيسأل الكثيرون عنه وكيف وصل إلى القناة الفلانية، ولماذا تدعمه بكل هذه القوة إلى آخره..
وهذا يقودنا إلى مشهد آخر جرى قبل "باسم" بسنوات أيضا عندما عرف المواطن العربي المدعو "عزمي بشارة".. والذي قدم للعالم العربي باعتباره ثائرا عربيا ضد الاحتلال الإسرائيلي.. وقدم خطابا قوميا عربيا أقرب إلى الخطاب الناصري.. غازل به المواطن العربي ودعوه بسببه إلى بلاد عربية كثيرة اخترق بعض مؤسساتها وهذا حديث يطول سيكون له حديث مستقل.. وذلك قبل "لفه" طويلة تنتهي به إلى قيادة تمزيق الوطن العربي إعلاميا من قطر!
والسؤال هل كان سينجح "عزمي بشارة" لو ظهر للمواطن العربي يقدم خطابا أمريكيا ورؤية أمريكية؟ هل كان سيصل إلى قلب المواطن العربي لو قدم إليهم خطابا داعشيا إرهابيا؟ أو حتى إخوانيا؟ أو حتى خطابا إخوانيا؟ لا هذا ولا ذاك ولا غيره إنما اختير له خطاب له رنين في البلاد العربية غير طائفي.. غير مذهبي.. لا يرتبط بدولة من خارج المنطقة رغم أن كل شيء تم برضا الموساد! والمهم أنهم أصبحوا جزءا من حياتك الإعلامية دون أن تشعر كيف ومتى ولماذا حدث ذلك!!
أين رأينا هذه المشاهد في بعض الأعمال التليفزيونية؟ أين رأينا هذه اللفات الطويلة لإقناع مجتمع ما برموز مهمة أو تسريب خطابهم إليهم؟ الإجابة لديكم وهي سهلة طبعا..
يتبقى الدخول في مضمون تسجيلات "محمد على".. بعد أن استوفينا الشكل وقد تجاوز المشهد كله حدود "محمد على"، والخلاصة كما قلنا أمس: فريق كبير ومتخصص يدير ويخطط في قصة أكبر بكثير من الإخوان وتنظيمهم الدولي!
وللحديث بقية..