رئيس التحرير
عصام كامل

جنود الاحتلال رهينة الانتحار.. والأزمات النفسية أبرز الأسباب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في واقعة مثيرة للجدل وقعت صباح اليوم الخميس، في صفوف جيش الاحتلال، أقدم جندي إسرائيلي من لواء جفعاتي التابع لجيش الاحتلال على الانتحار بعد محاولة الزج به والضغط عليه من أجل الاعتراف على زملائه في قضية مخدرات، لتسلط الواقعة الضوء على عالم الفساد وضعف النفوس في أوساط الجنود الصهاينة، وتبرز أسباب ارتفاع نسب الانتحار بين صفوفه خلال الأعوام الأخيرة.


القصة رصدتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، موضحة أن الجندي المنتحر هو مقاتل بارز في دورة قادة الصف، أنهى حياته بعد يوم واحد من تحذير أحد المنسقين بأنه سيؤذي نفسه، وأنه يمر بضائقة نفسية خطيرة.

هذه واحدة من الحالات التي ينتهي فيها انتحار جندي بلائحة اتهام جنائية ضد مسئول عسكري لدوره في هذه النتيجة القاسية نظرًا للضغوط التي مارسها على الجندي المنتحر خلال التحقيق معه وإقناعه بالشهادة على جرائم المخدرات من قبل الجنود الذين خدموا معه.

سبل المواجهة
ظاهرة الانتحار أصبحت منتشرة بشكل كبير في السنوات الأخيرة بين جنود الاحتلال؛ ما دفع الجيش للبحث عن سبل لمواجهة الظاهرة، والتي كان أبرزها توظيف سحرة ومهرجين داخل الثكنات العسكرية، وبالأخص قبل كل دورة تجنيد للترفيه عن الجنود ورفع معنوياتهم، في محاولة لمواجهة انتشار حالات الانتحار داخل الجيش والهروب من أداء الخدمة.

وأعربت مصادر عسكرية إسرائيلية مسئولة عن قلقها الشديد من ارتفاع وتيرة عدد الجنود المنتحرين خلال أداء خدمتهم العسكرية؛ وذلك على الرغم من وضع خطة للجيش لتقليص الظاهرة الآخذة بالازدياد.

ورغم ارتفاع معدل حالات الانتحار بشكل لافت للنظر خلال حرب غزة الأخيرة، وخاصة بين صفوف وحدة جفعاتي التي تخدم معظم وقتها في غزة على مقربة من حدود إسرائيل، إلا أنه حتى بعد انتهاء الحرب استمر عدد المنتحرين في ازدياد.

ووفق الجنرال الإسرائيلي ميراف كيرشنر، فإن أغلب المنتحرين يقدمون على ذلك في سنتهم الأولى من الخدمة العسكرية الإلزامية التي تتواصل 3 أعوام.

أبرز الأسباب
ولعل أبرز الأسباب في إقدام جنود الاحتلال على الانتحار هي عمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية، التي شكّلت أحد العوامل الأساسية في زيادة نسبة الانتحار في صفوف جنود الاحتلال.

وانتشرت في الآونة الأخيرة العمليات الفردية الفلسطينية من جانب شخصيات لا تنتمي إلى أي تنظيم، بل راقت الفكرة لهم نتيجة القمع الذي يشعرون به من جانب دولة الاحتلال.

كما تبين أن هناك عاملًا واحدًا مشتركًا بين الجنود المنتحرين في الجيش الإسرائيلي، وهو أن معظمهم ممن يخدمون بشكل دائم في الخدمة النظامية الإجبارية، التي يطلق عليها "شيروت كيفع" في صفوف الجيش، وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي يتمتع بميزانية كبيرة إلا أن جنود الاحتلال يعانون من ضائقات مالية تجعلهم يقدمون على الانتحار.

انتحار 16 جنديًا بالجيش الإسرائيلي في 2017

وفي بعض حالات الانتحار بجيش الاحتلال لم يجد المحققون أسبابًا مقنعة لإقدام الجنود على ذلك سوى الاضطرابات النفسية التي تصيب بعض الجنود، وتدفعهم للإقدام على هذه الخطوة.
الجريدة الرسمية