رئيس التحرير
عصام كامل

محمد على.. أسئلة منطقية!


إلى قلب الموضوع نقفز مباشرة ونسأل: ماذا لو كانت وجهة "محمد على" الأولى إلى تركيا؟ ألم تكن هي الأكثر أمنا وأمانا والأفضل له؟ ألم يكن وجوده هناك يعفيه من ترديد أنه مهدد بالاغتيال كل حين، وأنه يغير إقامته كثيرا؟ 

أليس مفيدا أن يذهب إلى تركيا بأمواله ليكون أول رجل أعمال يذهب إلى هناك وليس هاربا يبحث عن فرصة عمل وظهور ككثيرين سبقوه؟

الإجابة بالطبع بسيطة جدا، وهي التأكيد عند الجميع أن هروبه عندئذ سيكون بترتيب التنظيم الدولي، وبالتالي سيكون الأمر ليس إلا استمرارا للصراع بين الشعب المصري والإخوان، ولكنه عند آخرين صراع بين "الدولة" والإخوان، وبالتالي سينأون بأنفسهم من دعمه..

 لكن مهندس قصة "محمد على" أرادها أولا أن تبدو كمعركة من أجل "الفساد" وأنها لـ"مصلحة" الشعب المصري "كله"، من رجل "طاهر" لم يحتمل "الظلم" و"فاض" به الكيل، فقرر ترك البلاد وما "تبقي" له من أموال ومستحقات "مضحيا" بكل شيء، وبالتالي فالدعوة للاستماع إليه وتصديقه ودعمه للجميع وليس للإخوان فقط!

السؤال الثاني: ماذا لو ظهر "محمد على" من خلال قناة شهيرة كبيرة حتى من خارج تركيا أو قطر؟ ماذا لو ظهر وسط ديكورات وأضواء جيدة، وبعد ماكياج وكوافير كأغلب الإعلاميين، وفي مواعيد ثابتة وبتقديم من أحد المذيعين أو إحدي المذيعات أو من دون؟

ماذا سيكون انطباع المصريين عن الأمر؟ أليس من الجهات التي خلفه والتي رتبت هروبه ووفرت المأوي والعمل وفرصة الظهور في قناة كبيرة شهيرة؟ أليست هذه القناة الشهيرة الكبيرة تتبع دولة أو مؤسسة إعلامية شهيرة بما ييسر لمصر الاحتجاج لديها أو إغلاق مكاتبها، أو الطعن في مصداقية القصة كلها أو ييسر الطعن في مصداقية كل شيء، وأغلب هذه المؤسسات تديرها بطريقة أو بأخري أجهزة مخابرات هذه الدول؟

كان لابد إذن أن يظهر بالطريقة التي ظهر عليها، بعيدا عن تركيا، وفي بلد يمنع تسليم المجرمين، وبطريقة عفوية تلقائية لا أوراق مكتوبة، وحيث تدخين السجائر جزء من الطلة ومرة قبل النوم، ومرة فور الاستيقاظ، ومرة "منكوش" الشعر ومرة مهندم جدا!

النتيجة: فريق عمل متخصص وكبير يدير المشهد كله ضد مصر، وقبل الدخول في المضمون -الذي بقينا أيام نراقبه وندرسه قبل أن نكتب حرفا واحدا- لدينا حول الشكل كذلك أسئلة أخرى..

القصة أكبر بكثير من "محمد على" بل ومن الإخوان وتنظيمهم الدولي أيضا!

نكمل المقال القادم!
الجريدة الرسمية