رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد رجب يكتب: مساء الخير أيها الأزواج

فيتو

في كتابه "الفهامة" كتب الصحفى الساخر أحمد رجب "رحل في مثل هذا اليوم عام 2014" مقالا قال فيه:

قرأت إحصائية عن متعاطى المخدرات كشفت عن أن الرجل المتزوج يمثل النسبة الكبرى في قائمة المدمنين للحشيش يليه الاعزب فالمطلق فالأرمل.


ولا شك أن هذه الاحصائية قائمة على الدراسة الميدانية وليست على الفراسة كأيام زمان، ففى الماضى كانوا يخلطون بين مظهر الزوج ومظهر المدمن لشدة التشابه بينهما في تقوس العمود الفقرى، وتهدل الكتفين وطأطأة الرأس والبصر الزائغ، وكان رجال الشرطة إذا اشتبهوا في شخص صحبوه للتحرى وفى قسم الشرطة يكتشفون أنه زوج لا مدمن.

ولعل سبب ارتفاع نسبة الإدمان بين المتزوجين يكمن في أن الزواج نظام قهرى كأى نظام سياسي ديكتاتورى فالزوج لا يختلف عنه فحرياته مصادرة وجيوبه مؤممة والمشكلات تحاصره والضغوط الاقتصادية تحيط به من كل جانب؛ فنشأ بينه وبين الواقع الخارجى خصومة حادة ولا يبقى له مهرب إلا الجوزة لخلق حالة من البهجة الكاذبة.

والحشيش يخلق لمثل هذا الزوج المقهور إحساسا متضخما بالعظمة والأهمية لا وجود لها في واقع الأمر داخل البيت.

كما يؤدى الحشيش إلى انحسار الإحساس بالمسئولية والخجل، مما قد يتسبب في استئساد الزوج وطول لسانه وبالتالى احتمال نقله إلى عنبر الكسور.

والمفروض أن يصبح الأعزب في آخر قائمة المدمنين لكن ظروف العصر جعلته الثالث في الإدمان بعد المتزوج، وتفكير الأعزب في الزواج أشبه بمحاولة عبور طريق مسدود.. والحشيش هنا يشبع إحساسا مؤقتا بتهوين المشكلة وقبولها.

ومن الطبيعى أن تنخفض نسبة التعاطى بين الرجال المطلقين، فالمطلق كان يواجه مشكلة عسيرة وصلت عقدتها إلى الذروة حتى تولى حلها مولانا المأذون.

وإذا كان الأرمل صاحب أقل نسبة في التعاطى، فلأن الأرمل لم يعد في حاجة إلى مخدر، إذ تم فض الاشتباك برحيل الزوجة، ولم يعد يقلق ذلك الأرمل إلا اكتشاف جريمة القتل التي انتهت برحيل الزوجة..
الجريدة الرسمية