الألش السخيف للتنويري الخفيف!
يومًا وراء يوم، يثبتُ أعضاءُ المنتخب المصرى للتنوير وشركاؤهم وأتباعهم ومريدوهم، أنهم بلا عقل أو فكر أو ثقافة، وأنهم مجرد مرتزقة يسترزقون من الطعن في الإسلام والتطاول عليه، استرضاءً لمن يفيضون عليهم بالعطاء المادى الوافر. يتسلحون بالجهل والجدل العقيم، ويتحصنون بالوهم والكذب والخداع والمراوغة.
أحدهم هو "خالد منتصر"، الذي يطرح نفسه دائمًا وأبدًا بديلًا أو امتدادًا لـ "طه حسين" أو "فرج فودة" أو "نصر أبو زيد"، ويتمسح فيهم، ويقتات على بعض أفكارهم التي تراجعوا عنها في خواتيم حياتهم، هو واحدٌ من هؤلاء الواهمين الذين بنَوا شهرتهم على انتقاد الإسلام، عقيدةَ وشريعةَ، دون أن يكون لديهم قدرٌ من الثقافة والفهم والوعى، يؤهلهم لخوض مثل هذه المعركة الخاسرة!
وفى جديد أباطيله وضلالاته.. أطلق المذكور منشورًا عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ساخرًا فيه من تحريم مسِّ المرأة للمصحف الشريف دونَ وضوءٍ، مع جواز قراءتها للقرآن الكريم عبر وسائط أخرى كـ "اللاب" و"الهاتف المحمول"، أو في سرِّها، بحسب عدد من الاجتهادات والتفسيرات الدينية.
ثم يكشف التنويرىُّ "اللوزعىُّ" عن جهله، في الجزء الأخير من المنشور، عندما أشار إلى الحديث المشهور "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه"، باعتباره آية قرآنية، لا يجوز للمرأة غير المتوضئة أو الحائض أن ترددها، إذا أرادت نُصح خادمتها بإتقان عملها، استمرارًا للغمز واللمز.
هذا هو المفكر التنويرى المهموم بإصلاح عقائد المسلمين وتصحيح فهمهم للدين، لا يكتفى بالخوض في أمر دينى عليه إجماع، بل يتجاوزه إلى الخلط بين القرآن والحديث. هذا هو الذي يخوض مع الخائضين في التطاول على العلماء المتقدمين، ويطعن في اجتهاداتهم، ويستصغرها ويزدريها، ويطرح نفسه باعتباره "العلامة والفهَّامة" الذي يتضاءل أمامه العلماء والمفسرون الثقات. هذا الذي يتم استكتابه في صحيفة يومية، ويتم الاستعانة به في الفضائيات المصرية وغير المصرية، كلما أرادوا النيل من الدين الخاتم.
الأمرُ لا يقتصرُ على مجرد الخطأ في آية قرآنية، فجميعُنا خَطاء، والقرآن الكريم يعلو ولا يُعلى عليه، ولكن من يتصدى للكتابة في أمور متصلة بالدين، لا يجب أن يكون سطحيًا أو غوغائيًا أو ضحلًا على هذا النحو، لا سيما أنه في زمن الشبكة العنكبوتية، يمكن التأكد من المعلومة مرة واثنتين وثلاثًا قبل كتابتها، وتصديرها لمتابعيه، باعتبارها بدهية من البدهيات.
كما أن التدقيق في قراءة هذا المنشور الشيطانى تكشف المستوى المتدنى له في الكتابة عمومًا، وهو بلا شك لم يخضع للمراجعة والتصحيح، التي تخضع لها مقالاته المنشورة بالصحف التي تمر على أكثر من مرحلة قبل نشرها، فيتم تصويب وتقويم الركيك والمرتبك والخاطئ فيها.
وإن كان هذا هو المستوى الحقيقى لمن يعتبر نفسه قائدًا لمنتخب التنوير المصرى، فما بالكم بالصغار والأشبال والمتنطعين الذين ينطبق عليهم الوصف القرآنى: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ".
لا يجب أن يبقى الحديث في الدين أمرًا مُباحًا للسفهاء الذين قال عنهم القرآن الكريم: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ، قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ. أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ. وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ". وهؤلاء يعلمون قبل غيرهم أنهم من أصحاب الهوى والضلال، وأنهم ينطبق عليه قول الله تعالى: "وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ. اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ. أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ".