رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا ترفض النخبة حل أزمة الإخوان سياسيا ؟.. معارضة شرسة لأي مسار يعيد إحياء التنظيم.. جمال بخيت: تقتل المعارضين باسم الرب وأعضاؤها يتصرفون كقتلة وليس كسياسيين.. وناشطة سودانية: وجودهم خطر على الجميع

فيتو

6 سنوات مرت على إسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية في مصر، بثورة شعبية تاريخية، ورغم الممارسات الداعشية التي ارتكبتها مليشيا الجماعة على مدار السنوات الماضية، وأفقدتها أي أهلية للتعامل معها من منظور سياسي، ووجود توافق العام من المؤيدين والمعارضين على حظرها، إلا أن هناك بعض الأصوات التي تطرح السؤال دائما: هل يجب حل أزمة الإخوان سياسيًا ؟


النابلسي: الإخوان تلعب أدوارا مشبوهة ولا ينتصر لها إلا الجموع الضالة

الحسم السياسي مرفوض

القضية طرحها الدكتور مصطفى السيد، أستاذ العلوم السياسية، الذي على مايبدو، لازال مقتنعا بحسم القضية سياسيا، وعلى أرضية السياسة، وإن كان لم يوضح كيف يمكن أن يحدث ذلك مع تنظيم مارس القتل المنظم لقيادات الدولة، واستهدف المؤسسات لإشاعة مناخ عام من الخوف في صفوف الجماهير، من خلال الأذرع الإرهابية حسم ولواء الثورة وغيرهم.

الرد على أستاذ العلوم السياسية، جاء سريعا من الشاعر جمال بخيت، الذي رد على طرح القضية سياسيا، بالهجوم الشرس على الجماعة، رافضا مبدأ التعامل معها سياسيا، مؤكدا أنها تقتل المعارضين باسم الرب، وأعضاءها يتصرفون كقتلة، وليس كسياسيين.

يحسم بخيت رفضه لفكرة السيد قائلا: "الخلاف مع الإخوان خلاف سياسي ويحسم على أرض السياسة، عبارة عجيبة وليست منطقية، مردفا: الإخوان وسائر المتأسلمين، لا يعتبرون ما بيننا وبينهم خلاف سياسي تحسمه الأدوات السياسية، فهم يربون كوادرهم، على اننا كفار وقتل من يعارضهم وسيلة للتقرب إلى الإله الذي يتحدثون باسمه".

يرى الشاعر أن الإخوان ومنذ نشأتهم يستخدمون الله كأداة سياسية، قبل ثورة يوليو كان الوفديون يقولون الشعب مع الوفد، وهو كلام سياسي، فيرد الإخوان: الله مع الملك، ويوجه سؤالا لأستاذ العلوم السياسية: هل هذا حديث سياسي ؟ فالمشكلة ليست في المقولة، بل فيما يترتب عليها من تكفير المخالفين وإهدار دمهم نظريا ثم قتلهم عمليا.

يسرد بخيت جرائم الإخوان، ويتساءل مجددا: هل قتل النقراشي والخازندار وفرج فودة والحسيني أبو ضيف، وكل المشاهد الدموية التي عاصرناها، كانت طريقة مشروعة في أرض السياسة التي يجب أن تحسم عليها الخلافات السياسية مع الإخوان، وينهي رافضا أي رؤى سياسية لحل أزمة الجماعة: الإخوان قتلوا السياسة في هذا البلد منذ نشأتهم وحتى اليوم، وقتلوا أي أمل في وجود سياسة، أو تطور سياسي في هذا المجتمع".

الجميع يرفض الإخوان

رفض الحلول السياسية لا يقف على مصر فقط، بل امتد حتى للثورات الحديثة نسبيا في المنطقة «ثورة السودان» التي ترفض أي حلول سياسية مع جماعة، ثارت عليها بالأساس وعلى نظامها الحاكم، ويبدو أنها نجحت حتى الآن، لأن الأطراف الثورية لايوجد فيها من يخون الصف، أو يريد عقد الصفقات لتياره من الباطن، مثلما كانت تفعل الإخوان هنا في مصر، وكل البلدان العربية.

الناشطة والباحثة هداية جويلي، ترفض تواجد حزب المؤتمر السوداني، في أي تفاهمات سياسية مؤكدة أنه الفرع السري لتنظيم الإخوان في السودان، وتعتبر أنه وباقي توجهات الإسلام السياسي في السودان، لاتخرج عن عباءة الجماعة الإرهابية الأم، التي ولدت في مصر، والآن تموت وتدفن فيها أيضا.

وترى جويلي، أن الإخوان وتيار الإسلام السياسي، أكثر جهتين خطر على الثورة، وعلى الاتفاق الوطني، ودائمًا ما يعارضون ما يتفق عليه المجلس العسكري وممثلي الثورة، مردفة: إحذروهم من أجل بناء السودان الجديد»

الجريدة الرسمية