متى تتخلى إدارة مترو الأنفاق عن سياسة "اتفلقوا"؟!
سياسة "اتفلقوا" شأن مصري خالص.. عادة قديمة، مستديمة.. لا علاقة لها بتغير المسئولين، والمتنفذين.. هي جينات، على ما يبدو، تنتقل بالوراثة.. فما أن يجلس موظف على كرسي سبقه إليه الآلاف، على اختلاف أشكالهم وألوانهم وانتماءاتهم، وأمزجتهم وثقافاتهم، حتى تنتقل إليه العدوى، عبر فيروسات بغيضة، لا تنمحي مهما استخدم من وسائل التطهير وأمصال الوقاية!!
هي قريبة الصلة، إلى حد بعيد، بعادة "التطنيش".. وتجاهل العميل، وعدم احترام العقول.
إدارة المترو، تتشدق بأن فترة التقاطر لا تتعدى الدقائق الخمس.. لكن هذا الزمن كثيرا ما يتعرض للاختراق، والمخالفة.. فتزيد الفترة إلى عشر دقائق، وربع الساعة، دون أن يخرج موظف واحد، يؤمن بأن للركاب جقًّا في معرفة سبب التأخير، وما هي فترة التقاطر الجديدة المتوقعة، أي متى ينتهي التأخير.. فيبلغ المنتظرين على الرصيف بالحقيقة!
وتتزايد أعداد الركاب على الرصيف، فموظفو صرف التذاكر لا يعبأون بشيء.. كلٌّ في واديه المستقل، مستمرون في صرف التذاكر للناس.. ويكتظ الرصيف بالمواطنين والمواطنات.. ولا يحرك المشهد شعرة في جسم شخص في المحطة !!
هل يكونون على علم بما يحدث؟! لا أحد يدري.. و"مش مهم الركاب يتفلقوا، أو يشربوا من البحر"، هذا ما يشي به "طناش" موظفي المحطة..
حدث اليوم بمحطة عزبة النخل، أن تأخر القطار المتجه إلى حلوان.. من 9،50 دقيقة، إلى نحو 10،20 صباحًا.. ثم أخذ القطار المكيف الذي أقل العشرات يسير ببطء شديد.. التأخير مشكلة، والبطء مشكلة أخرى، ومسئولو المترو يمارسون سياسة "اتفلقوا".. دون أدنى احترام لمشاعر المواطنين، وبلا أقل مراعاة لارتباطاتهم!
الفريق كامل الوزير، وزير النقل، رجل المهام المستحيلة، نجح في تحقيق قفزة هائلة في قطاع السكك الحديدية، لكنه لم يضع لمساته بعد على المترو، الذي يتجه نحو الانهيار، ونحن على أبواب عام دراسي جديد.
إلى الوزير أتوجه بالتساؤل: لماذا لا يحترم موظفوك الجمهور؟! لماذا لا يعيرونه الاهتمام الواجب؟! هل يمكن لك أن تستقل المترو في بعض أوقات الذروة؟! ألا يستحق المهندس على الفضالي، رئيس شركة مترو الأنفاق، لفت انتباهه إلى ما يحدث من مرءوسيه؟! هذا إن لم يكن يعلم بما يجري في المحطات، أما إذا كان على علم فهي الكارثة!!