وصية "كمال الشناوي"
عندما بلغ "كمال الشناوي" التسعين من عمره، أوصي ابنه المخرج السينمائي "محمد الشناوي" أن يتولى الإشراف على كل تفاصيل أي عمل فني يقدم عن حياته، كما كتبها هو بالضبط، كان "الشناوي" قد أعلن أنه انتهى من كتابة قصة حياته، ومن المؤكد أن كثيرا من المواقف عاشها "محمد" أو حكاها "كمال" لابنه ربما لم يدونها كلها في القصة، قد يضمنها أحداث الفيلم أو المسلسل الذي يُقدمه عن أبيه.
"محمد كمال الشناوي" الشهير بـ"كمال الشناوي" قدم مائتي عمل في السينما والتليفزيون، ويعد أحد دنجوانات السينما المصرية في عصرها الذهبي. ولد في مدينة ملكال بالسودان، ثم انتقل للعيش في مصر مع والده، حيث استقر بهما المقام في مدينة المنصورة عاصمة الجمال.
تخرج في معهد التربية الفنية جامعة حلوان، وكان عضوًا في فرقة المنصورة الابتدائية، والتحق بمعهد الموسيقى العربية، وهناك راح يجرب صوته، واجتاز امتحان القبول، وغني في حديقة الأزبكية لأول وآخر مرة، وإن استمر معه حب الغناء وحلاوة الصوت وجمال الأداء الذي لمسه وسمعه المشاهدون داخل قاعات السينما، وهو يؤدي بثقة وحس موسيقي سليم ثنائياته الغنائية مع المطربات.
في معهد التربية للمعلمين راح يتعلم الأصول الأكاديمية لفن التصوير "الرسم" حيث نمى حسه التشكيلي، وصقل موهبته، وأطلق لخياله العنان.. ليعبر بالخط واللون والكتلة عن رؤاه للعالم، ثم عمل مدرسًا للرسم، فقد كان يهوي الغناء والرسم، بالإضافة إلى عشق التمثيل.
سعي "الشناوي" إلى إقناع عميد المعهد الدكتور إسماعيل القباني وزير المعارف فيما بعد، بضرورة إنشاء فرقة مسرحية تؤدي أعمالا كلاسيكية يشرف عليها الفنان الكبير زكي طليمات، الذي نصحه باستكمال دراسته العليا قبل دخول الوسط الفني ممثلا..
مارس الشناوي الغناء في عدد من الأفلام، حيث جمعه «دويتو» مع شادية في أغنية «سوق على مهلك»، ومع صباح في أغنية «زي العسل»، ولم يكتف بما وهبه الله من موهبة بل قرر أن يتقدم للإذاعة، وتمت إجازته.
ولهذا الموضوع قصة طريفة فقد اشترط عند إذاعة أي أغنية له أن يذكروا اسمه مسبوقا بلقب الأستاذ، وحيث إن هذا الطلب كان صعب التنفيذ، وبخاصة أن الإذاعة لم تتعود مثلا أن تقول الأستاذ عبد الوهاب أو فريد أو عبد الحليم فلم تتم الموافقة، وكان يعلم استحالة تلبية هذا الطلب، فهو كان يمارس الغناء في الدراما، ولم يكن على استعداد لاحتراف الغناء في عصر الأساطين أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.
قدم "كمال الشناوي" العديد من الشخصيات الدرامية على مدار حياته، تنوعت من الخير للشر والميلودراما والكوميديا في أكثر من 272 فيلمًا قدمها طوال حياته.
مثل وأخرج وأنتج، ولكنه كمنتج فشل في تحقيق تكاليفه، لكن نالت الأفلام التي أنتجها "كمال" العديد من الجوائز، فقد حصل المؤلف فايق إسماعيل على جائزة التأليف عن فيلم (أيام بلا حب) وحصلت زيزى البدراوى على جائزة التمثيل في فيلم (عريس لأختى) وحصل الفنان عبد المنعم إبراهيم على الجائزة الثانية في التمثيل عن دوره في (طريق الدموع) كما حصل فيلم (نساء الليل) على سبع جوائز من جوائز الدولة للسينما، منها جائزة أحسن سيناريو لـ(أحمد عبد الوهاب) وأحسن ملصق إعلانى (أفيش) وأحسن مقدمة (حسيب) وأحسن إنتاج (كمال الشناوى) وأحسن ممثل (كمال الشناوى) بالإضافة إلى أحسن موسيقى تصويرية لـ"عمر خورشيد" الذي كان يعمل في مجال الموسيقى التصويرية للسينما لأول مرة.
في أدوار الحب والخير يبعث إليك الإحساس برقة حبه واهتمامه بمحبوته، لإبداعه في صدق التعبير الذي تميز به، وفي الشر مثل ضابط أمن الدولة بالكرنك وغيره من الأفلام أعطى شكلًا للشر الكامن المختفي وراء طباع هادئة.
شارك في العديد من الثنائيات الناجحة التي تركت الكثير من الأعمال التي لا تنسى، فقد قدم ثنائيًا مع إسماعيل ياسين، ومع فاتن حمامة ومع شادية.
تزوج فتاة من جنوب السودان كان يحبها حبا جنونيًا لكنها تركته، وبعد ذلك سافر إلى مصر لكي ينسي همومه. وتزوج من الراقصة هاجر حمدي، وأنجب منها ابنا، وتزوج شقيقة الفنانة الكبيرة شادية وهى السيدة عفاف شاكر، أما الحب الذي ملأ حياته وظلت الحبيبة مخلصة له حتى رحيلها في عز شبابها، فإنها ناهد شريف، وتزوجها عرفيا، ثم تزوج من سيدة سورية وظلت حتى النهاية معه!
كان من أبرز أبناء الجيل الثاني من نجوم السينما المصرية، بل نافس نجوم سبقوه بسنوات، منهم أنور وجدي وعماد حمدي وحسين صدقي ويحيي شاهين؛ لكنه سبق في النجومية فريد شوقي وشكري سرحان ورشدي أباظة.
مع مرور السنوات، كان يحافظ على لياقته، كان لا يسهر سوى يوم واحد في الأسبوع، وينام بين الحين والآخر على لوح خشبي تجنبا للانزلاق الغضروفي، ويصحو يوميا لممارسة رياضة المشي.
ارتبط الشناوي مع عبد الحليم حافظ بعلاقة نسب، حيث تزوج شقيقه عبد القادر الشناوي من السيدة عليّة شقيقة عبد الحليم، وبالصدفة امتد هذا الرباط حتى الآن، حيث تزوج نجله المخرج محمد الشناوي من ابنة عمه وابنة عليّة شبانة.
نال كمال الشناوي في حياته العديد من الجوائز، مثل جائزة أحسن فيلم مصرى عن عام 1956 من المركز الكاثوليكى المصرى للسينما عن فيلم (وداع في الفجر) إخراج حسن الإمام، جائزة أحسن فيلم مصرى عن عام 1963 من المركز الكايوليكى المصري للسينما عن فيلم (الدموع) إخراج حلمى رفلة،. جائزة أحسن فيلم مصرى من مهرجان تورنتو الدول بإيطاليا 1965 عن فيلم (الوديعة) إخراج حسن الإمام، كما نال الفيلم جائزة أحسن فيلم مصرى من المركز الكاثوليكى للسينما عن عام 1966.
كما نال جائزة أحسن فيلم في عام 1973 وزارة الثقافة المصرية عن فيلم (نساء الليل) إخراج حلمى رفلة، وجائزة أحسن ممثل في فيلم (نساء الليل) 1973 من وزارة الثقافة، جائزة الممثل الأول من جمعية كتاب ونقاد السينما عن فيلم (الكرنك) إخراج على بدر خان 1976.
الجائزة التقديرية للريادة من الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما 1979، جائزة الممثل الأول من جمعية كتاب ونقاد السينما 1988 عن فيلم (الهروب من الخانكة) إخراج محمد راضى.. جائزة الامتياز في التمثيل عن فيلمى (الإرهاب والكباب) و( آى آى ) من جمعية الفيلم 1993.
كما حصل على العديد من الأوسمة مثل وسام الجمهورية من الرئيس جمال عبد الناصر في عيد العلم 1964. وسام الجمهورية من الرئيس أنور السادات في عيد الفن 1975، كما كرمته المهرجانات السينمائية المصرية في "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي "1995 و"مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط" في الدورة السادسة عام 1989 و"المهرجان القومي للسينما "1997، وكان آخر أعماله فيلم (ظاظا) عام 2006.
رحل كمال الشناوي فجر الإثنين 22 أغسطس 2011م، عن عمر ناهز 93 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان، وبعد أن ترك تراثا سينمائيا خالدا سوف يظل ما بقيت الحياة.
ولهذا الموضوع قصة طريفة فقد اشترط عند إذاعة أي أغنية له أن يذكروا اسمه مسبوقا بلقب الأستاذ، وحيث إن هذا الطلب كان صعب التنفيذ، وبخاصة أن الإذاعة لم تتعود مثلا أن تقول الأستاذ عبد الوهاب أو فريد أو عبد الحليم فلم تتم الموافقة، وكان يعلم استحالة تلبية هذا الطلب، فهو كان يمارس الغناء في الدراما، ولم يكن على استعداد لاحتراف الغناء في عصر الأساطين أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.
قدم "كمال الشناوي" العديد من الشخصيات الدرامية على مدار حياته، تنوعت من الخير للشر والميلودراما والكوميديا في أكثر من 272 فيلمًا قدمها طوال حياته.
مثل وأخرج وأنتج، ولكنه كمنتج فشل في تحقيق تكاليفه، لكن نالت الأفلام التي أنتجها "كمال" العديد من الجوائز، فقد حصل المؤلف فايق إسماعيل على جائزة التأليف عن فيلم (أيام بلا حب) وحصلت زيزى البدراوى على جائزة التمثيل في فيلم (عريس لأختى) وحصل الفنان عبد المنعم إبراهيم على الجائزة الثانية في التمثيل عن دوره في (طريق الدموع) كما حصل فيلم (نساء الليل) على سبع جوائز من جوائز الدولة للسينما، منها جائزة أحسن سيناريو لـ(أحمد عبد الوهاب) وأحسن ملصق إعلانى (أفيش) وأحسن مقدمة (حسيب) وأحسن إنتاج (كمال الشناوى) وأحسن ممثل (كمال الشناوى) بالإضافة إلى أحسن موسيقى تصويرية لـ"عمر خورشيد" الذي كان يعمل في مجال الموسيقى التصويرية للسينما لأول مرة.
في أدوار الحب والخير يبعث إليك الإحساس برقة حبه واهتمامه بمحبوته، لإبداعه في صدق التعبير الذي تميز به، وفي الشر مثل ضابط أمن الدولة بالكرنك وغيره من الأفلام أعطى شكلًا للشر الكامن المختفي وراء طباع هادئة.
شارك في العديد من الثنائيات الناجحة التي تركت الكثير من الأعمال التي لا تنسى، فقد قدم ثنائيًا مع إسماعيل ياسين، ومع فاتن حمامة ومع شادية.
تزوج فتاة من جنوب السودان كان يحبها حبا جنونيًا لكنها تركته، وبعد ذلك سافر إلى مصر لكي ينسي همومه. وتزوج من الراقصة هاجر حمدي، وأنجب منها ابنا، وتزوج شقيقة الفنانة الكبيرة شادية وهى السيدة عفاف شاكر، أما الحب الذي ملأ حياته وظلت الحبيبة مخلصة له حتى رحيلها في عز شبابها، فإنها ناهد شريف، وتزوجها عرفيا، ثم تزوج من سيدة سورية وظلت حتى النهاية معه!
كان من أبرز أبناء الجيل الثاني من نجوم السينما المصرية، بل نافس نجوم سبقوه بسنوات، منهم أنور وجدي وعماد حمدي وحسين صدقي ويحيي شاهين؛ لكنه سبق في النجومية فريد شوقي وشكري سرحان ورشدي أباظة.
مع مرور السنوات، كان يحافظ على لياقته، كان لا يسهر سوى يوم واحد في الأسبوع، وينام بين الحين والآخر على لوح خشبي تجنبا للانزلاق الغضروفي، ويصحو يوميا لممارسة رياضة المشي.
ارتبط الشناوي مع عبد الحليم حافظ بعلاقة نسب، حيث تزوج شقيقه عبد القادر الشناوي من السيدة عليّة شقيقة عبد الحليم، وبالصدفة امتد هذا الرباط حتى الآن، حيث تزوج نجله المخرج محمد الشناوي من ابنة عمه وابنة عليّة شبانة.
نال كمال الشناوي في حياته العديد من الجوائز، مثل جائزة أحسن فيلم مصرى عن عام 1956 من المركز الكاثوليكى المصرى للسينما عن فيلم (وداع في الفجر) إخراج حسن الإمام، جائزة أحسن فيلم مصرى عن عام 1963 من المركز الكايوليكى المصري للسينما عن فيلم (الدموع) إخراج حلمى رفلة،. جائزة أحسن فيلم مصرى من مهرجان تورنتو الدول بإيطاليا 1965 عن فيلم (الوديعة) إخراج حسن الإمام، كما نال الفيلم جائزة أحسن فيلم مصرى من المركز الكاثوليكى للسينما عن عام 1966.
كما نال جائزة أحسن فيلم في عام 1973 وزارة الثقافة المصرية عن فيلم (نساء الليل) إخراج حلمى رفلة، وجائزة أحسن ممثل في فيلم (نساء الليل) 1973 من وزارة الثقافة، جائزة الممثل الأول من جمعية كتاب ونقاد السينما عن فيلم (الكرنك) إخراج على بدر خان 1976.
الجائزة التقديرية للريادة من الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما 1979، جائزة الممثل الأول من جمعية كتاب ونقاد السينما 1988 عن فيلم (الهروب من الخانكة) إخراج محمد راضى.. جائزة الامتياز في التمثيل عن فيلمى (الإرهاب والكباب) و( آى آى ) من جمعية الفيلم 1993.
كما حصل على العديد من الأوسمة مثل وسام الجمهورية من الرئيس جمال عبد الناصر في عيد العلم 1964. وسام الجمهورية من الرئيس أنور السادات في عيد الفن 1975، كما كرمته المهرجانات السينمائية المصرية في "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي "1995 و"مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط" في الدورة السادسة عام 1989 و"المهرجان القومي للسينما "1997، وكان آخر أعماله فيلم (ظاظا) عام 2006.
رحل كمال الشناوي فجر الإثنين 22 أغسطس 2011م، عن عمر ناهز 93 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان، وبعد أن ترك تراثا سينمائيا خالدا سوف يظل ما بقيت الحياة.