رسائل قصيرة من نجيب محفوظ إلى أنيس وعوض والنقاش
في كتاب وضعه الكاتب غالى شكرى بعنوان (نجيب محفوظ من الجمالية إلى نوبل) ضم رسائل كاشفة وجهها الأديب نجيب محفوظ إلى كتاب عصره، ردا على أسئلة وجهت له وتدور حول أعماله وأفكاره، ومنهم أنيس منصور ولويس عوض ورجاء النقاش.
كتب نجيب إلي أنيس منصور يقول: لقد بدأت حياتى بكتابة المقال، كتبت بصفة متواصلة فيما بين عامى 1928 و1936 مقالات في الفلسفة والأدب في المجلة الجديدة التي يرأس تحريرها سلامة موسى، وأيضا مجلات المعرفة والجهاد وكوكب الشرق.
ثم اهتديت إلى وسيلتى التعبيرية المفضلة وهى القصة والرواية، ولو كنت صحفيا لواصلت كتابة المقال إلى جانب القصة والرواية..ولكنى كنت ومازلت موظفا.
لم يكن شيء يرجعنى إلى المقال إلا ضرورة ملحة يضيق عنها التعبير القصصى، واعترف بأن هذه الضرورة لم توجد بعد.
أنا لا أعد نفسى من أصحاب الرأى، ولكن من زمرة المنفعلين بالآراء، ولذلك فمجالى هو الفن لا الفكر، ولو أخرجنى الله من الظلمات برأى شخصى يمكن أن أنسبه إلى نفسى لما ترددت لحظة في تسجيله في مجاله المفضل، بل الوحيد وهو المقال، لكن قضى ربك أن أكون من أصحاب القلوب لا العقول ولا مناص من الرضا بقضاء الله.
وكتب إلى رجاء النقاش يقول: إنني ضعيف الإيمان بالفلسفات، ونظرتى إليها فنية أكثر منها فلسفية، ولعل الإيمان الوحيد الحاضر في قلبى هو إيمانى بالعلم والمنهج العلمى، وبقدر شكى في النظرية كفلسفة، فإنى مؤمن بالتطبيق في ذاته بصرف النظر عن أخطاء التجريب ومآسيه، ولكى أكون واضحا أكثر اعترف لك بأننى أؤمن أولا بتحرير الإنسان من الطبقية وما يتبعها من امتيازات كالميراث والاستغلال بكل أنواعه.
وثانيا أن يتحدد موقع الفرد بمؤهلاته الطبيعية والمكتسبة، وثالثا أن يكون أجره قدر حاجته وأن يتمتع الفرد بحرية الفكر والعقيدة في حماية قانون يخضع له الحاكم والمحكوم وتحقيق الديمقراطية بأشمل معانيها.
والى الدكتور لويس عوض كتب يقول: أعتقد أن الازدواج اللغوى ظاهرة عامة في جميع اللغات، فما يقتضيه الفكر من تعبير تحليلى وتفسيرى مختلف تماما عما تقتضيه الحياة اليومية من اقتصاد في التعبير وإعداد له، بحيث يعبر تعبيرا عما يلبى مطالب الحياة اليومية
لقد كان الأدب يكتب بلغة الشعر مسرحا وحكايات وملاحم ، فأكد الازدواجيةـ لكنه لم يقلل من عبقرية التعبير الفنى..وما أكثر الذين يكتبون حوارهم بلغة الحياة اليومية. فهل بلغوا العالمية؟
الحق أنهم فقدوا العالمية المحلية التي تتضمنها اللغة الفصحى بين البلاد العربية، ولم يصلوا إلى عالمية العالم.
والى الدكتور لويس عوض كتب يقول: أعتقد أن الازدواج اللغوى ظاهرة عامة في جميع اللغات، فما يقتضيه الفكر من تعبير تحليلى وتفسيرى مختلف تماما عما تقتضيه الحياة اليومية من اقتصاد في التعبير وإعداد له، بحيث يعبر تعبيرا عما يلبى مطالب الحياة اليومية
لقد كان الأدب يكتب بلغة الشعر مسرحا وحكايات وملاحم ، فأكد الازدواجيةـ لكنه لم يقلل من عبقرية التعبير الفنى..وما أكثر الذين يكتبون حوارهم بلغة الحياة اليومية. فهل بلغوا العالمية؟
الحق أنهم فقدوا العالمية المحلية التي تتضمنها اللغة الفصحى بين البلاد العربية، ولم يصلوا إلى عالمية العالم.