نهاية زمن «باب الحديد».. «النقل» تخطط لإغلاق المحطة التاريخية.. قطارات الوجه القبلي تتوقف في «بشتيل».. «قليوب» محطة «البحري» ومدن القناة.. وتجنب الكوا
«نهاية زمن محطة باب الحديد».. مشروع إستراتيجي تخطط وزارة النقل والمواصلات لتنفيذه منذ سنوات عدة، وبالفعل اتخذت خطوات جادة من شأنها محو اسم «محطة القطارات» الأشهر في مصر، والتي كان لها نصيب كبير في التاريخ، سواء الفني أو الثقافي، غير إن قطار التطوير الذي انطلق من المتوقع أن يتجاوز المحطة التاريخية بلا رجعة، فخلال الفترة الأخيرة كثفت «النقل» جهودها لإتمام مشروع محطة قطارات بشتيل، والمقرر أن يقضى تماما على فكرة دخول قطارات الصعيد لقلب العاصمة بمحطة باب الحديد، على أن تبدأ السكك الحديدية تنفيذ مخطط آخر بمنع قطارات بحرى من دخول القاهرة، وإنشاء محطة تبادلية للقطارات بمنطقة قليوب تستقبل القطارات القادمة من الوجه البحرى ومدن القناة.
نقل المحطات
خطة «نقل المحطات».. ليست نتاج أفكار الوزير الحالى للنقل، ولكن الوزارة وضعت الخطة منذ فترة طويلة، وكانت تهدف لإخلاء وسط القاهرة من الزحام الناتج عن قدوم ما يقرب من 1.5 مليون راكب من الأقاليم يوميا إلى قلب القاهرة، وفي هذا السياق أجرت وزارة النقل العديد من الدراسات التي أكدت أن العدد الكبير جدا من الركاب الذين تنقلهم السكك الحديد يوميا يؤدي إلى زحام شديد في محيط باب الحديد ومنطقة رمسيس ووسط البلد، ولتتمكن «النقل» بالتعاون مع العديد من الجهات من النجاح، كان لابد أن يتم السيطرة على العدد المتزايد من الركاب القادمين من الأقاليم.
من ناحية أخرى من المقرر ألا يتم تنفيذ الخطة بشكل كامل، حيث إن هناك مخططا تصاعديا يشمل البدء بخطوط قطارات الدرجة الثالثة المميزة القادمة من الصعيد لتصبح نهايتها بشتيل، على أن يتم السماح للقطارات المكيفة بدرجاتها الثانية والأولى ودرجة رجال الأعمال فقط بالنفاذ لقلب باب الحديد.
الجزء الثانى من المخطط يقضى بأن تجرى توسعة محطة قطارات قليوب، وبعدها يتم منع قطارات الضواحى من دخول رمسيس وتطبيق نفس مخطط الصعيد، على أن يتم بعدها منع القطارات كافة.
الجزء الأخير من الخطة، يتمثل في منع القطارات كافة من دخول القاهرة سواء قطارات بحرى أو قبلى، وتستهدف «النقل» من هذه المرحلة عدة أهداف، أبرزها: تقليل تكلفة التشغيل، لا سيما وأنها ستتمكن من تقليل زمن الرحلة بما يقدر بنحو 20 كيلو متر تقريبا، وهو ما يساهم في تقليل خسائر السكك الحديدية من ناحية، ومن الناحية الأخرى يساهم في منع وقوع أو تكرار الحوادث بقلب القاهرة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الحريق الذي حدث منذ عدة أشهر في «محطة مصر» يعتبر واحدًا من أبرز الأسباب التي دفعت «النقل» للإسراع في تنفيذ المخطط مؤخرا، خاصة أن النقل تخشى تكرار حادث محطة مصر، وتعد المنطقة المحيطة المتاخمة لمحطة مصر من أخطر ما يمكن، خاصة لوجود محطات مترو الأنفاق أسفل محطة مصر، وبالقرب من عدد من محطات القطارات على طول الخطوط، مما يهدد بكارثة حال وقوع حادثة كبيرة أخرى بهذه المنطقة، الأمر الذي يدفع النقل بالإسراع في تنفيذ مخطط الهروب من قلب القاهرة لأطراف المدن بقليوب وبشتيل.
مستقبل محطة مصر
في الوقت نفسه لم يتم تحديد مستقبل محطة مصر بعد منع القطارات من دخول القاهرة، هل يتم طرح المحطة في مشروعات استثمارية مشتركة بين النقل وغيرها من الجهات أو يتم تحويلها لمتحف مفتوح وتعمل النقل على العديد من الدراسات حال الانتهاء من مشروعات إخلاء المحطة التاريخية والذي لن يتم في يوم وليلة.
من جانبه يرى محمود سامى، الرئيس السابق للهيئة القومية للسكك الحديدية، أن «مشروعات النقل متعدد الوسائط والمخطط الطبيعى لتطوير النقل، يصب في اتجاه منع القطارات من دخول القاهرة خاصة مع وجود آليات جديدة لنقل الركاب من هذه المناطق».
كما أوضح أن «السكك الحديدية كانت في بداية التشغيل تعتمد على فكرة عدم وجود وسائل نقل من أطراف المدن، لكن مع تطور النقل ووجود محطات مترو في العديد من المواقع أصبح هناك آليات ربط بين المترو والسكك الحديدية تجعل من الضروري العمل على حدوث ربط بين محطات المترو وبين السكك الحديدية لمنع التعارض بين الاثنين ويتم تفعيل منظومة النقل متعدد الوسائط، وشدد «سامى» على ضرورة أن يكون لتكنولوجيا المعلومات دور كبير في هذه المشروعات، على أن يتم ربط تذاكر السكك الحديدية بمنظومة تذاكر المترو لتصبح تذكرة موحدة أو كارت ممغنط واحد يساعد في استقلال القطار والمترو والباص مما يسهل عمليات الانتقال بين وسائل النقل.
"نقلا عن العدد الورقي..."