رئيس التحرير
عصام كامل

الخليل تنتفض.. نتنياهو يقتحم الحرم الإبراهيمى في ذكرى ثورة البراق

فيتو

حالة من الاضطراب تشهدها مدينة الخليل في ضوء اقتحام رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الحرم الإبراهيمي، وذلك لإحياء طقوس رسمية بمناسبة الذكرى التسعين لثورة البراق اللي يطلق عليها اليهود أحداث أغسطس 1929.


وقال نتنياهو: "لن تكون هذه المدينة خالية من اليهود، لسنا غرباء عليها، وسنبقى في الخليل إلى الأبد".

ويزور نتنياهو، مدينة الخليل وبلدتها القديمة والمسجد الإبراهيمي، للمشاركة في طقوس رسمية لإحياء ذكرى أحداث جرت عام 1929.


ثورة البراق

وثورة البراق هو الاسم الذي أطلقه الفلسطينيون على اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة القدس في 9 أغسطس 1929، أيام الانتداب البريطاني على فلسطين بالعبرية، ويعرفها اليهود بـ"أحداث آب 1929" أو "أحداث تارباط" نسبة إلى تاريخ اندلاع الاشتباكات حسب التقويم اليهودي.

بداية الاحتكاكات كانت إبان فترة الحكم العثماني، حين سُمح لليهود بإقامة طقوسهم عند حائط البراق، وجرى اتفاق غير مكتوب بين إدارة الوقف واليهود على أن لا يقيم اليهود أي بناء بالقرب من الحائط أو يضعوا أي شيء في باحته، الأمر الذي استمر عدة سنوات، لكن بعد إعلان الانتداب البريطاني على فلسطين تزايد عدد سكان القدس اليهود خصوصا إثر فتح أبواب منطقة الانتداب أمام مهاجرين يهود.

حركة بيتار

أما في 15 أغسطس 1929، الذي وافق يوم الحداد على ما يسمى خراب الهيكل حسب التقويم اليهودي، والمتزامن مع احتفالات المسلمين بالمولد النبوي الشريف نظمت حركة بيتار الصهيونية اليمينية مسيرة تظاهرية احتشدت فيها أعداد كبيرة من اليهود في القدس، يصيحون "الحائط لنا" وينشدون نشيد الحركة الصهيونية، علمت الشرطة البريطانية عن المظاهرة سلفا وأرسلت قوات كبيرة لمرافقة المتظاهرين اليهود، في اليوم التالي رد القادة العرب بتنظيم بمظاهرة مضادة من المسجد الأقصى واتجهوا إلى حائط البراق، وهناك استمعوا إلى خطبة من الشيخ حسن أبو السعود، تبين الأخطار التي تتهدد المقدسات الإسلامية، ازداد التوتر في القدس حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين.

في الأيام التالية تفشت الاشتباكات إلى مدن أخرى، وفي غزة كان مجتمع يهودي صغير الذي هجر أفراده المدينة مستعينين بحماية القوات البريطانية، اضطرت سلطات الانتداب البريطاني لطلب المساعدة من القوات البريطانية في مصر كي تتمكن من إيقاف العنف الذي وصلت حصيلته إلى 116 قتيلا فلسطينيا و133 قتيلا يهوديا.

لجنة أممية

وشكلت لجنة اممية وقتها نتج عنها أن للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي باعتباره جزءا لا يتجزأ من مساحة الحرم الشريف، كما تعود للمسلمين ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط، كما أقرت اللجنة أنه لا يجوز لليهود جلب أية أدوات عبادة أو وضع مقاعد أو سجاد أو كراسي أو ستائر أو حواجز أو أية خيمة جوار الحائط لأنه ملكا للمسلمين.

إشعال الفتيل

ويريد نتنياهو الويم إشعال الفتيل مجددًا باقتحامه لمدينة الخليل، وعبر نشطاء وتجمعات مناهضة للاستيطان عن رفضهم لزيارة نتنياهو إلى مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، واقتحامه للمسجد الإبراهيمي.

وطالب تجمع المدافعون عن حقوق الإنسان أهالي الخليل بالتعبير عن رفضهم وغضبهم لزيارة نتنياهو إلى الخليل، باعتبار الزيارة داعمة للمستوطنين، ورسالة تستهدف التأكيد على يهودية المدينة، ودعا سكان البلدة القديمة وشارع الشهداء وتل الرميدة وواد الحصين ومنطقة حارة جابرة والسلايمة وواد الغروس برفع الأعلام الفلسطينية على أسطح البيوت.

دعاية انتخابية

واعتبر نشطاء أن زيارة نتنياهو تأتي في إطار الدعاية الانتخابية الإسرائيلية، وتستهدف الاستحواذ على أصوات المستوطنين المتطرفين في الخليل، من جانبها، طالبت أوقاف الخليل المواطنين بشد الرحال إلى المسجد الإبراهيمي والتواجد داخله، للتصدي لاقتحامه من جانب نتنياهو.

وجرى نصب خيام في تل الرميدة ومحيط المسجد الإبراهيمي، وتشديد الإجراءات العسكرية، تمهيدًا لزيارة نتنياهو خلال ساعات اليوم.

يهودي يؤدي طقوسا غريبة أمام حائط البراق يغضب حاخاما (فيديو)


ضغوط المستوطنين

وتأتي زيارة نتنياهو، وسط ضغوط المستوطنين كي يعلن عن توسيع المستوطنة اليهودية القائمة في قلب الخليل، على حساب عمارات فلسطينية قائمة في شارع الشهداء في المدينة، وسبق أن نصب المستوطن خيامًا في المدينة تمهيدًا لاقتحام نتنياهو، كما تم إغلاق محال تجارية بالخليل وانتشار كثيف لقوات الاحتلال تمهيدًا لزيارته، كما تحدثت أنباء عن إخلاء 12 مدرسة في محيط المسجد الإبراهيمي.
الجريدة الرسمية