رئيس التحرير
عصام كامل

الحاج غانم.. قصة مزارع مع الأرض.. الرجل الخمسيني: مشاكلنا بلا حلول.. والحكومة لا تهتم بنا.. ندرة المياه أزمة مستمرة طوال العام.. وتوفير الأسمدة وتكلفة الزراعة أهم المشكلات

فيتو

فدان أرض زراعية، هي المساحة التي يستأجرها المزارع غانم محمد سعيد أحد مزارعي محافظة المنيا مقابل إيجار سنوي يصل إلى 7000 جنيه يدفعه مع نهاية موسم القمح، يرزقه الله عز وجل سنويًا عقب نهاية حصاد المحصول بـ3600 جنيه مكسبا، تلك القيمة المادية التي لا تكفى عناءه الشديد الذي يتكبده طوال العام.


وما بين حشرات تقضى على ربع المحصول، وقلة الأسمدة والسوق السوداء وقلة مياه الري يصبح غانم مُحاصرًا بالديون جراء تلك المعاناة السنوية التي يعيشها، وعلى الرغم من تلك المعاناة لم يترك "غانم" مهنة الفلاحة مرددًا: "عشنا مزارعين وهنموت مزارعين مانعرفش نشتغل أي حاجة غير الزراعة".

أصحاب الأرض
تتزامن معاناة "غانم" ومئات المزارعين مستأجرين كانوا أو أصحاب أرض مع عيدهم السنوي في شهر سبتمبر، منهم من أحبطته تلك المعضلات فترك مهنة الزراعة، ومنهم من تمسك بها انتظارا لما تسفر عنه الأيام المقبلة، تزوج غانم في سن مبكرة، وأنعم الله تعالى عليه بـ9 أبناء أصغرهم سعيد 6 سنوات، وأكبرهم هاجر الطالبة بالثانوية، يتحدث الرجل بكثير من المرارة عما آلت إليه أوضاع الفلاح: "المشكلة الرئيسة التي تؤرق جميع مزارعي القمح هي مشكلة نقص مياه الري، فمع منتصف شهر أبريل، ونهايته نواجه كل عام نقصا في مياه الري تلك المشكلة الناتجة عن عدم تطهير الترع وفروعها بشكل دوري".

والأزمة تضعك في خيارين لا ثالث لهما إما أن يجف محصولك ويعطش، أو تتكبد مصاريف الري اليدوي، فمنا من يلجأ للقروض لشراء ماكينات للصرف والري، وفى كلتا الحالتين ضرر كبير على المزارع.

الأسمدة
وأضاف: "عدم توفير الأسمدة داخل الجمعيات الزراعية أزمة أخرى، الأمر الذي يجعلنا نلجأ إلى السوق السوداء ونكون فريسة للتجار، فمن المعروف لدى المزارعين أن الأسمدة داخل الجمعيات لا تكفي الزراعات التي يملكونها أو يستأجرونها، فنلجأ إلى السوق السوداء التي وصل فيها سعر جوال السماد لـ350 جنيها، وهذا الأمر لن نتحمله كثيرًا كـمزارعين، ناهيك عن تقاوي تجار السوق السوداء غير المضمونة على الإطلاق والتي تعمل على إهدار جزء كبير من مساحة القمح المزروعة".

ويوضح "غانم" حسابيًا عائد محصول القمح له في نهاية الموسم ليصبح مكسبه فقط خلال الـ8 أشهر هو 3600 جنيه، فيقول: "إذا حاولنا أن نقوم بجمع مكسب مزارعي القمح في فدان زراعي فلا بد علينا أن نحسب التكلفة التي يتكلفها المزارع، وهي كالتالي 7000 جنيه قيمة إيجارية يدفعها موسميًا لصاحب الأرض، بالإضافة إلى سعر جوالي تقاوي بـ600 جنيه وعمالة "أنفار" بـ1800 جنيه، وحرث الأرض 800 جنيه، بالإضافة إلى 1200 جنيه "دراسة" للقمح، حصاد القمح 1200 جنيه.

إذن هنا ما يتكلفه المزارع في فدان واحد في زراعة القمح 12600، وما يجنيه الفلاح من زراعة الفدان الواحد للقمح كالتالى 20 إردبا في متوسط سعر الإردب 650 يبقي السعر العائد على المزارع من فدان القمح بعد بيعه 13000، بالإضافة إلى بيع تبن القمح بنحو 3200 جنيه ليصبح إجمالي العائد 16200 وبعد طرح 12600 تكلفة الفدان يبقي المكسب للمزارع 3600 جنيه فقط لا غير".
الجريدة الرسمية