رئيس التحرير
عصام كامل

فاينانشيال تايمز تدعو الحكومات الغربية للاستفادة من اعتداء وولتش

جانب من اثار اعتداء
جانب من اثار اعتداء وولتش -صورة أرشيفية

دعت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية الحكومات الغربية والمجتمعات الحرة إلى الاستفادة من اعتداء وولتش الذي حدث خلال الأسبوع الماضي.

ولفتت الصحيفة البريطانية -في مقالها الافتتاحي الذي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- إلى أنه وفي أي مجتمع حر، تحتاج الحكومات إلى تحقيق التوازن الصحيح بين الأمن القومي وضمان الحرية والديمقراطية في الوقت ذاته، إلا أن اعتداء وولتش أثار مرة أخرى أسئلة بشأن موضع هذا التوازن في الوقت الحالي.

ورأت الصحيفة أن الحادث إنما يعد بمثابة تذكير بشأن التهديد الذي تواجهه البلاد من قبل العمليات الجهادية المتطرفة، لافتة إلى أن السلوك الاستفزازي المتعمد من قبل المشتبه بهما، وكلاهما يقعان تحت الإقامة الجبرية، أدى إلى تصاعد حدة الغضب لدى الشعب البريطاني.

وأضافت الصحيفة أن الحادث أثار أيضًا تساؤلات حول دور الأجهزة الأمنية، وقد برز ذلك في أن كلا من المشتبه بهما كانا مدرجين على ملفات جهاز المخابرات الداخلية البريطانية (إم آي 5) قبل وقوع الحادث يوم الأربعاء الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن (إم آي 5) لديهم بعض الأسئلة والتي تحتاج إلى إجابات بكل تأكيد، فمنذ تفجيرات لندن في يوليو 2005 تم تمويل الجهاز على وجه التحديد لمكافحة أعمال الإرهاب، وقد طلبت الحكومة من لجنة البرلمان للاستخبارات والأمن التحقيق في المعلومات التي كانت لدى الجهاز قبل الهجوم، وخلافا لما حدث في التحقيق في تفجيرات 2005، يجب أن يكتمل التحقيق بشأن الحادث الحالي بكل تفاصيله.

ومع ذلك، نوهت الصحيفة إلى أنه وقبل التنديد بأجهزة المخابرات البريطانية أو الدعوة لتشديد الإجراءات الأمنية، ينبغي إدارك أن هذا الحدث هو الأول من نوعه على النهج المتطرف والذي يتوج بالنجاح في بريطانيا منذ ثماني سنوات، فالأجهزة الأمنية تحبط مؤامرة إرهابية كل عام، مستشهدة بعدم وقوع أي حوادث من هذا النوع في أولمبياد لندن العام الماضي.

واعتبرت الصحيفة أن أحداث الأسبوع الماضي قد تمثل بداية لمرحلة جديدة في التطرف الإسلامي في بعض البلدان التي تواجه مثل هذه الهجمات العفوية والتي يصعب التنبؤ بها وإحباطها، مشيرة إلى أن هذه الهجمات قد تكون في نطاق محدود أكثر من الأيام الأولى لهجمات تنظيم القاعدة، لكنها لا تزال تتسبب في تصاعد حدة القلق لدى الكثيرين.

وخلصت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية -ختاما- إلى أنه وفي الوقت الذي ينبغي أن تكون فيه الحكومات أكثر حذرا، لا ينبغي أيضا أن يتم هدم القوانين والحريات لمواجهة هذه الاستفزازات، الأمر الذي من شأنه أن يكون بمثابة وسيلة لتحقيق أهداف تلك الجماعات ومنحهم نصرا لا يستحقونه.
الجريدة الرسمية