رئيس التحرير
عصام كامل

جولة أبو الغيط في بلاد الرافدين.. الرئيس العراقي يستقبل أمين عام الجامعة العربية.. إشادة بالعراق الجديد في محاربة الإرهاب..الحلبوسي والحكيم يطالبان بفاعلية "بيت العرب" تجاه إعادة الإعمار

فيتو

أجرى أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، زيارة رسمية إلى العراق، التقى خلالها قادة الدولة، وتباحث معهم حول القضايا الداخلية والإقليمية وسبل محاربة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.



وفي مستهل زيارة أبو الغيط إلى بلاد الرافدين، استقبل الرئيس العراق، برهام صالح، اليوم الثلاثاء، في قصر السلام بالعاصمة "بغداد"، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والوفد المرافق له.

وفي نقاش مستفيض بشأن مجمل الأوضاع السياسية والأمنية في داخل العراق والمنطقة بيّن الرئيس العراقي أن الجهود السياسية والأمنية في العراق وبعد الانتصار على داعش تتركز على العمل من أجل أن يكون النصر ناجزًا ونهائيًا بالقضاء على العصابات الإرهابية، وتكريس بيئة استقرار أمني وسياسي واجتماعي تساعد في التقدم بمشاريع البناء والإعمار، وتطوير البنى الاقتصادية والخدمية في البلاد.

وأكد الرئيس العراقي بهذا الصدد النظرة الوطنية العراقية المسئولة تجاه المشكلات الدولية والإقليمية في المنطقة والقاضية بالعمل المشترك مع الجميع من أجل سلام المنطقة واستقرارها والنأي بالعراق عن سياسة المحاور.

ومن جانبه قدم أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، عرضًا لرؤية جامعة الدول العربية لمجمل الأوضاع والتطورات على الساحة العربية والإقليمية والسبل الكفيلة بالحفاظ على السلام فيها.

كما أشاد أبو الغيط بالدور الذي يقوم به العراق من أجل تعزيز وتفعيل منظومة العمل العربي المشترك وبما يعزز فرص الأمن والاستقرار في المنطقة، فيما أكد أهمية تعزيز التقدم الأمني الحاصل في العراق بعد دحر الإرهاب الداعشي وقيمة هذا النصر والتضحيات التي قدمها العراقيون في حفظ أمن المنطقة ككل.


كما استقبل رئيس مجلس النواب العراقى، محمد الحلبوسي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بحضور عدد من أعضاء لجنة العلاقات الخارجية ووزير الخارجية العراقي السيد محمد على الحكيم وعدد من مسئولي الوزارة.

وبحث معه خلال اللقاء أهمية تفعيل دور الجامعة العربية لدعم جهود العراق في مواجهة الإرهاب، وحث الدول العربية على الإيفاء بتعهداتها المعلنة، وتنفيذ كل القرارات ذات الصلة بالعراق، وأن يكون لها الدور الفعَّال في معالجة الأزمات العربية والإقليمية.

وقال: إن العراق بعد أن حقق الاستقرار والانتصار على التنظيمات الإرهابية؛ سيعمل بقوة على تفعيل دوره كعضوٍ فاعلٍ ومؤسس للجامعة العربية، مؤكدا أن مجلس النواب العراقي سيقدمُ كل الدعم لتعزيز المواقف العربية المتعلقة بالقضايا المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فضلا عن دعم جهود وزارة الخارجية للإيفاء بالتزامات العراق المالية تجاه الجامعة العربية.

من جهته قال الأمين العام للجامعة العربية: إن العراق الجديد المنتصر في معركته ضد الإرهاب والخارج من كل الأزمات بنجاح؛ سيلعب دورًا رياديّا في المنطقة، عربيًّا وإقليميًّا، مشيرا إلى ما تحقَّق من تقدم في العملية السياسية وتحقيق الأمن والاستقرار.


وكان وزير الخارجية العراقي، محمد على الحكيم، قد قدَّم عرضا لجهود العراق في جميع المستويات؛ لتمكين الجامعة العربية من أداء دورها لتحقيق التضامن العربي.

وبحسب المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، أكد الوزير الحكيم أن الجامعة العربية هي البيت الجامع لكافة الدول الأعضاء، وفيه ينبغي أن تصاغ الحلول لجميع الأزمات، والتحديات التي تعترض مسيرة دولنا، ولاسيما في الوقت الراهن الذي يشهد تعدد الأزمات في عدد من الدول العربية، فضلًا عن مواجهة التنظيمات الإرهابية، ومهددات الأمن.

وقد تباحثا الطرفين، حول جهود الأمين العام في متابَعة تنفيذ القرارات ذات الصلة بالعراق، كما جرى التأكيد على أهمية استمرار دعم الجامعة لجُهُود العراق في مُواجَهة الإرهاب.

وقال أنه في إطار الشروع في مرحلة إعادة الإعمار بعد هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي دعونا السيد الأمين العام للجامعة العربية إلى حث الدول العربية التي قدّمت تعهدات للعراق في مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق إلى الإيفاء بها.

كما بين وزير خارجية العراق، أهمّية نيل بلاده استحقاقاته في مشاركة الخبرات العراقية ضمن كوادر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ودعا إلى الإسراع بتوقيع مُذكّرة تفاهم مع الأمانة العامة بشأن إطفاء 75% من دُيُون العراق ضمن صناديق الدعم المقدمة للدول العربية.

وأعرب عن تطلع العراق لأن تُساهم جهود الأمين العام للجامعة العربية في تعزيز التكاتف، والتضامن بين مختلِف الدول العربية بما يخدم مسيرة العمل العربي.

وفي هذا السياق أكّد على أن يكون للجامعة العربية دور فعال في إنهاء التوترات الإقليميّة، وحلحلة الأزمات التي تُعاني منها بعض الدول العربية، ومنها: سوريا، واليمن، وليبيا.

أبو الغيط يزور بغداد.. غدا

كما ناقش الجانبان موضوع إنهاء الأزمة السورية باعتماد الحوار، والحل السياسي الذي يُفضي إلى تثبيت الاستقرار، وعودة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربيّة.

وأكدا على ضرورة إنهاء الحرب في اليمن، وإيقاف معاناة الشعب الإنسانيّة، وتقديم مساعدات تخفف من حجم الضرر الذي تتعرّض له يوميًّا، وفي الشأن الليبيّ بين الوزير موقف العراق الداعم لجهود الحل السياسي، والقضاء على التنظيمات الإرهابية.

كما أعرب وزير خارجية العراق، عن استنكاره ورفضه للقصف الإسرائيلي الذي تعرضت له عدد من الدول العربية، والذي يمثل اعتداءً سافرًا، وبين أن بغداد سنسلك كافة السبل القانونيّة المتاحة؛ للوقوف بوجه مثل هذه الاعتداءات والانتهاكات وبما يحفظ أمن البلاد وسلامة أراضيه.

وفيما يخص موقف العراق من التحالف الدولي لأمن الخليج، ومشارَكة الكيان الصهيوني فقد جدد التأكيد لموقفه الرافض لمشاركة الكيان الصهيوني في أي نشاطات عسكريّة في المنطقة، وأنّ أمن الخليج هو أمن تشاركيّ تقوم به جميع الدول المطلة على الخليج.


مضيفا، نأمل أن تنصب الجهود على تعزيز العمل العربي في مواجهة التحديات التي تتعرض الدول العربية في المرحلة الحاليّة، وبما يساهم في حفظ مقدّراتها، كما نتطلّع للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة بما يحفظ وحدة وسيادة الدول العربية، ويحقق الرخاء الاقتصادي.

كما استقبل رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، بحسب بيان مقتضب لمكتبه الإعلامي.

الجريدة الرسمية