تعرف على وظيفة القرود في مصر الفرعونية (صور)
استخدم قدماء المصريين القرود في مساعدة الشرطة في القبض على المجرمين، كما كانوا يستخدمونها في جمع الفاكهة والموسيقى والتسلية والرقص.
أمين عام الآثار يشرح تفاصيل نقوش مقبرة الملكة حتبت (فيديو)
وكشف سليم حسن في موسوعته التاريخية "مصر القديمة"، أن المصريين القدماء كانوا يألفون ويستأنسون نوعين من القردة، أولهما لونه أخضر كلبي الرأس، أطلقوا عليه اسم ميمون أو قردوح، والثاني رسم بلون أصفر، ولوحظ في مقبرة "تسن" من الأسرة الخامسة أن المصري القديم كان يصطحب القرد للصيد مع كلابه.
واعتبر قدماء المصريين القرد رمزًا، ووجدت تماثيل ومومياوات لهم في العديد من المقابر الملكية الفرعونية ويعتبرون الحيوان عموما شريكا لهم في عمارة الأرض وبناء الحضارة، وظهرت في عدة مقابر فرعونية صور ورسوم وجدران تكشف دور القردة في الصيد وري الأرض وجمع المحاصيل ومساعدة الشرطة في القبض على المجرمين والتسلية والرقص، كما وجدت رسومات لقرد يقف أمام فرقة موسيقية كاملة.
وزير الآثار: الاكتشاف الجديد يظهر الحياة اليومية للملكة حتبت
السيدة "حتبت" كما تقول وزارة الآثار المصرية كانت من كبار الموظفين ذات الصِّلة بالبلاط الملكي خلال نهاية عصر الأسرة الخامسة من الدولة القديمة، وكشفت غرف وجدران مقبرتها أسرارا جديدة عن تاريخ مصر القديم وحضارة المصريين، وكيف كانوا يعيشون.
وأبرز وأطرف ما كشفت عنه المقبرة هو ظهور أدوار للقرود في حياة المصريين القدماء، فقد كانوا يستخدمونها في جمع الفاكهة والموسيقى، وأوضحت الصور التي عثر عليها أثناء أعمال التنقيب ذلك بوضوح.
وتحمل مقبرة "حتبت" كما تقول وزارة الآثار، جميع سمات عصر الأسرة الخامسة من حيث التخطيط المعماري والعناصر الفنية، حيث تتكون من مدخل يؤدي إلى مقصورة على شكل حرف "L" بها حوض للتطهير حفر عليه أسماء صاحبة المقبرة، وألقابها منها الكاهنة، وأحد كبار الموظفين ذات الصِّلة بالبلاط الملكي.
وتضيف الوزارة أنه في نهاية ممر المقصورة من الناحية الغربية، يوجد مدخل به درج اصطف على جانبيه حامل للبخور والقرابين يؤدي إلى حجرة صغيرة بها ناووس كان يوجد به تمثال لصاحبة المقبرة لم يتم العثور عليه حتى الآن، وبأرضية المقصورة يوجد مائدة صغيرة للقرابين.
جدران المقبرة كانت مزينة بمناظر ملونة تصور السيدة "حتبت" في وضع الوقوف وهي تستعرض مناظر صيد الطيور والأسماك، بالإضافة إلى مناظر لصناعات مختلفة كصناعة مراكب البردي والجلود وصهر المعادن، ومناظر للرعي وذبح الحيوانات، وجمع الفاكهة وفرق موسيقية ورقص الفتيات، وكافة مظاهر الحياة في مصر القديمة.
وتظهر صاحبة المقبرة في مناظر أخرى وهي جالسة أمام مائدة للقرابين تستقبل القرابين المقدمة من أبنائها.
وتقول وزارة الآثار إنه يوجد أيضا على أحد جدران المقبرة مناظر متميزة لقردين حيث كانت القردة حيوانات تساعد المصريين، ويصور المنظر الأول قردا يجمع ثمار الفاكهة، وهو منظر شوهد أيضا داخل مقبرة "خنوم حتب الثاني" بمنطقة بني حسن الأثرية في محافظة المنيا، وترجع إلى عصر الأسرة الثانية عشرة من الدولة الوسطى، وهو ما يكشف براعة المصريين في استخدام القردة لمساعدتهم في أعمال الزراعة.
أما المنظر الآخر فيصور أحد القردة وهو يرقص مع فرقة موسيقية كاملة، وهو منظر يوجد مثله بمقبرة "كا عبر" بمنطقة آثار سقارة من عصر الأسرة الخامسة، وفيه يظهر القرد مع عازف وحيد وليس مع فرقة موسيقية كاملة.
وأكد وزير الآثار، أن المقبرة يرجع عمرها إلى 4400 عام، وصاحبتها كاهنة ذات مكانة اجتماعية رفيعة في ذلك الوقت في الدولة المصرية، وجدرانها تحكي تفاصيل جديدة في حياة المصريين القدماء، وتصور معالم طريقتهم في صناعة المراكب وصيد الطيور، وكيف عرفوا الموسيقى وأجادوها، وكيف استخدموا الحيوانات الأليفة والمستأنسة في مساعدتهم في أعمالهم اليومية.